المسرح الوطني محي الدين بشطارزي عرض، أمس، بالمسرح الوطني 'محي الدين بشطارزي' بالجزائر العاصمة، مسرحية 'ما تبقى من بريد الشهداء' التابعة للمسرح الجهوي لسكيكدة لمخرجها عمر معيوف عن نص مراد بوكرزازة ومقتبسها المسرحيان سيف الدين بوهة وعمر معيوف.تتطرق المسرحية التي تدور أحداثها في ساحة عمومية، حول شخصية الممثل سعيد زنير الذي يجسد دور عمي قدور ذلك الساعي البريد الذي يحافظ على الرسائل بكل أمانة تماما كما تعود على ذلك في أيام الثورة الجزائرية. ذات مرة وهو يعيش يومياته يلتقي بجموع من الشباب العاطل عن العمل والراقص للهيب هوب، فيطلبون منه أن يطلعهم على الرسائل التي يخبأها في الخزانة ويحرص على عدم إقتراب أي واحد منها، فيبرز على إثرها نوع من الصراع الفكري بين جيل الأمس وما بعد الإستقلال، ويبدأ عمي قدور بقراءة تلك الرسائل، ولما يصل للرسالة الرابعة يبدأ كل من هؤلاء الشباب شيدوح الطيب، أحمد عزيلة عادل، بن فؤاد أحمد، نموس علي، بوفناز عبد الرؤوف، زيلاي أحلام و مخناش أسماء في استعراض الأدوار التاريخية التي تحكي عنها تلك الرسائل. وفي لحظة من اللحظات، يشعر عمي قدور باقتراب الراقصون منه، فيظن أن خزانته سرقت، ومع زيادة ارتباكه المهووس يتهم الشباب بالسرقة، وهنا يضطر لإفشاء سره والمتمثل في أنه كان ساعي بريد منذ الفترة الاستعمارية، وكان ينقل رسائل الجزائريين، ومن بينهم المجاهدين الذين كتبوا أحلامهم وتصوراتهم للغد والتي للأسف لم تصل كل الرسائل إلى غاياتها المرجوة. قال مخرج المسرحية 'عمر معيوف' عن مسرحية ''ما تبقى من بريد الشهداء'':' إنها تدخل في إطار مسرح داخل مسرح، ولقد استندت على قصص تاريخية مستقاة من الواقع، حيث عمد كاتبها إلى سرد وقائع حدثت في عائلته، وبفضلها استطاع أن يوصل في جو يغمره الهزل والجد الصورة الشنيعة للإستعمار وبسالة الجزائريين وقتها.'