تم مؤخرا بالمسرح الجهوي لمدينة سكيكدة، تقديم العرض الشرفي لمسرحية „ما تبقى من بريد الشهداء“ من تأليف مراد بوكرزازة وإخراج أعمر معيوف بمساعدة بوها سيف الدين وتمثيل ترسانة من الممثلين من المسرح الجهوي من بينهم محمد زنير، حفيظ لبديوي، بن أحمد فؤاد، بوفناز عبد الرؤوف وأحلام زلاي وغيرهم.
المسرحية عبارة عن رسالة واضحة لجيل الشباب من أجل أن يتذكروا الشهداء الذين ساهموا في تحرير الوطن، ومن ثم فهي ضد النسيان ودعوة صريحة لقراءة التاريخ المجيد الذي كتب بدماء الرجال الذين قدموا أنفسهم قرابين للحرية كي ينعم الجيل الحالي بالاستقلال، وذلك من خلال شخصية „قدور“ ساعي البريد الذي يرمز للذاكرة الحية للأمة وما يزال يحافظ على مجموعة من الرسائل البريدية التي لم تصل خلال الحقبة الاستعمارية إلى أصحابها لسبب أو لآخر.. قدور ظل يحتفظ بالرسائل في محفظته داخل كشكه الذي يزوره باستمرار ويوميا ليقرأ عنده فاتحة الكتاب ثم يعود وهو ما جعل شباب الحي الذين يتخذون من الساحة التي يتواجد بها الكشك مكانهم المفضل للعب والرقص، يتساءلون عن حقيقة كشك „قدور“ والسر في فتحه لدقائق ثم غلقه... وإن كان يحتفظ بداخله بشيء ما.. أمام استمرار حيرة هؤلاء الشباب وفضولهم يقرر „قدور“ أن يفتح الرسائل ويقرأها لهم.. والرسائل في المسرحية ترمز لتاريخ الجزائر بكل دقائقه وتفاصيله من معاناة مريرة وظلم واضطهاد بعد احتلال فرنسا لبلادنا وللكفاح المرير الذي خاضه آباؤنا وأجدادنا الذين صنعوا ملحمة الثورة الخالدة.