بحسب تأكيدات الوزير المنتدب بلقاسم ساحلي تم تقديم كل المساعدات الممكنة لعائلة فقيد حادثة سفينة الطاسيلي 2 التي كانت راسية بميناء اليكانت باسبانيا، لنقل جثمان ابنها إلى مثواه الأخير بفرنسا، حسب ما أورده أول من أمس بيان لخلية الإعلام بوزارة الخارجية.وقد تابع الحادثة عن كثب كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج بلقاسم ساحلي يضيف البيان، حيث أعطى التعليمات اللازمة للجهات الجزائرية المعنية قصد تقديم كل المساعدة لعائلة الفقيد التي بدورها "استحسنت ذلك الدعم والتضامن في هذه الظروف الأليمة". وفور علم قنصل الجزائر ببوبيني بفرنسا بالحادثة، قام باخطار أسرة المرحوم القاطنة بفرنسا بوفاة ابنها وتقديم لها التعازي والإعراب عن استعداد السلطات الجزائرية بما فيها الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين بالتكفل بكل إجراءات تنقل العائلة إلى اليكانت وكذا نقل جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير. وتعود تفاصيل الحادثة حسب البيان إلى تاريخ 22 جانفي الجاري عندما وصلت سفينة الطاسيلي 2 إلى ميناء اليكانت قادمة من ميناء وهران بعد تأخر ناجم عن سوء الأحوال الجوية الذي دفع بالشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين الى الامتناع عن مغادرة الميناء حفاظا على سلامة المسافرين والمركب. وفي اليوم الموالي قبل مغادرة ميناء اليكانت كما كان مبرمجا يقول البيان تم اخطار قائد الباخرة على الساعة العاشرة ليلا و8 دقائق بأن أحد المسافرين ألقي بنفسه من على الرصيف المحاذي لممر الدخول إلى الباخرة وبعد التعرف على هوية الضحية اتضح أن الأمر يتعلق بالسيد آيت مجبر سعيد يبلغ من العمر 36 سنة مقيم بفرنسا ومسجل لدى قنصلية الجزائر ببوبينيي. وعملا بواجب الحماية القنصلية وتقديم يد المساعدة للرعايا الجزائريين المقيمين بالخارج تنقل المسؤول الأول بالقنصلية إلى عين المكان للاطلاع على الوضع وتهدئة الأجواء ومساعدة ركاب السفينة يضيف البيان. ووفقا للتقرير المقدم من طرف طاقم الباخرة يقول البيان فإن الضحية بدأ يظهر عليها الغضب عندما حاولت مرارا الخروج من الباخرة، إلا أنها لم تستطع نتيجة إقفال جميع المسالك حفاظا على سلامة المسافرين والاستعداد للمغادرة بعد إتمام الإجراءات الجمركية والإدارية مع السلطات الاسبانية، كما هو معمول به عادة. وفور تحسن الظروف حاولت الضحية مغادرة الباخرة مجددا وبكل الطرق حسب البيان الذي أكد أن هذا الأمر دفع ببعض الركاب الذين كانوا برفقته إلى التدخل من أجل تهدئته وطلبوا منه عدم الاقدام على أي تصرف يضع حياته في خطر، غير أن المرحوم قام برمي حقيبته في البداية ثم قفز من الطابق الأول إلى غاية الشبكة المتدلية بين الأعمدة التي كانت تدعم الجسر المتحرك والرصيف محاولا الإمساك بالشبكة فارتطم بها، فألقت به إلى الرصيف فأصيب بارتجاج في الرأس، أضاف البيان. وحسب تقرير شرطة اليكانت حسب ما أفاد به البيان فان "الأمر يتعلق بفعل إرادي"، وبعد تحسن الأوضاع الجوية غادرت الباخرة ميناء اليكانت يوم 25 جانفي الجاري في اتجاه وهران وعلى متنها 979 مسافر. واستنادا إلى المدير التجاري بنفس الشركة، فان هذا الأخير رافق جثمان الفقيد إلى مطار باريس شارل ديغول الذي قد يكون قد وصل اليه أمس الأربعاء قادما من مدينة فالنسيا الاسبانية.