لقيت عائلة الشاب الجزائري الذي توفي الثلاثاء الماضي إثر سقوطه من باخرة »طاسيلي 2« بميناء »آليكانت« بإسبانيا، هبّة تضامنية كبيرة حيث تلقى والداه التعازي أمس بمكتب القنصل العام بالنيابة على مستوى القنصلية الجزائرية ب »آليكانت«، على أن ينقل جثمانه إلى فرنسا في غضون هذا الأسبوع. التزم الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين بتحمّل كل تكاليف نقل جثمان الشاب الجزائري المتوفي بعد سقوطه من على متن باخرة »طاسيلي 2«، إلى مسقط رأسه مكان تواجد العائلة بمدينة »بوبيني« بفرنسا على أن تتمّ العملية الأسبوع الجاري بعد استكمال التحقيق في ملابسات هذه القضية. وحسب ما علمته »صوت الأحرار« من النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن الجالية، نور الدين بلمداح، فإن بعض المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام حول الضحية غير دقيقة خاصة تلك التي أشارت إلى أنه كان متوجها إلى الجزائر عبر باخرة »طاسيلي 2« تحت مبرّر أن والده توفي. ولذلك أكد محدّثنا أن الأمر غير صحيح »لقد اتضح أن والده لا يزال على قيد الحياة«، ليضيف: »لقد تحدّثتُ معه صبيحة اليوم )أمس( وكان مرفوقا بزوجته، والدة الشاب المتوفي، وقدّمت لهما العزاء عندما كانا في مكتب نائب القنصل بآليكانت«. ووفق إفادات بلمداح فإن الضحية بخلاف بعض التقارير التي زعمت أنه لم يزر الجزائر منذ 13 عاما »كان لا يتأخر في التوجه إلى الجزائر كل سنة أو سنتين وفق ما علمناه من والده«، وأكد أن والدي الشاب المتوفي كانا متأثرين لفقدان ابنهما لكن مع ذلك فإن »تضامن الجميع معهما من دبلوماسيين ومواطنين خفّف علينا هذه الصدمة«. وفي انتظار معرفة ملابسات وفاة الشاب الجزائري المغترب ذكر النائب نور الدين بلمداح بأن أولى المؤشرات تفيد بأن المسؤولية تتحمّلها الجمارك الإسبانية التي منعت خروج المسافرين على متن الباخرة بعد أن احتجزوا لأيام بسبب سوء الأحوال الجوية التي حالت دون انطلاق »طاسيلي 2« باتجاه ميناء وهران. وكشف بلمداح المحسوب عن حزب جبهة التحرير الوطني أنه أبلغ للقنصل بالنيابة في »آليكانت« بأنه سبق له أن أعلم القناصلة السابقين بما وصفه ب »الخطأ الفادح« المتمثل في احتجاز المسافرين داخل الباخرة »لكنهم لم يحركوا ساكنا«. يحدث ذلك في وقت كان فيه مئات الجزائريين مرميين بميناء »ألميريا« بعدما أدارت لهم مؤسسة »أكسيونا« الإسبانية ظهرها متحججة بأنّ القوانين الدولية لا تجبر المؤسسة التعويض أو التكفل بالزبائن في حالة التأخير أو الإلغاء بسبب سوء الأحوال الجوية. للتذكير فقد وصلت الباخرة الجزائرية »طاسيلي 2«، ظهر الجمعة، إلى ميناء وهران قادمة من »آليكانت« الإسباني، بعد أن ظلت متوقفة هناك لمدة أسبوع كامل بسبب سوء الأحوال الجوية. مع العلم أن شهادات بعض المسافرين ذكرت أن مقتل الشاب الجزائري دخل قبل أن يلقى مصرعه في ملاسنات مع أحد مسؤولي الباخرة رافضا حظر الخروج المفروض على الركاب أمام إلحاحه لشراء الدواء، الأمر الذي دفعه إلى القفز من على سطح الباخرة، بعد أن ألقى بحقيبته منه، ليرتطم رأسه بالممر الإسمنتي.