قصف لدمشق وريفها بعد مقتل 113 قالت مصادر في الأممالمتحدة والمعارضة السورية إن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة سيفتح مكاتب له في نيويوركوواشنطن، تمهيدا لعقد اجتماعات مع مسؤولين أميركيين وأعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في حين تدعو القمة الإسلامية التي تلتئم اليوم في القاهرة إلى عملية انتقالية في سوريا. وقال دبلوماسي غربي رفيع طلب ألا ينشر اسمه إن فتح مكاتب للائتلاف يشكل "خطوة مهمة، ومن الواضح أنها وسيلة محتملة لدعوة زعيم الائتلاف معاذ الخطيب للمجيء إلى نيويورك في مرحلة معينة"، وأضاف أن نجيب الغضبان وهو أستاذ جامعي أميركي سوري الأصل سيرأس مكتب نيويورك. وقال دبلوماسي آخر إن الغرض من فتح مكتب نيويورك سيكون إيجاد قناة اتصال مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والمنقسم منذ وقت طويل بشأن الصراع في سوريا الذي أودى بحياة زهاء 60 ألف شخص. وأكد مصدر قريب من المعارضة السورية أن مكتب واشنطن سيرأسه عباب خليل، وهو مقيم في ولاية تكساس، وستكون إحدى المهام الأولى لمكتب واشنطن الإعداد لزيارة محتملة للولايات المتحدة يقوم بها الخطيب نهاية الشهر الجاري، وأضاف المصدر أن تلك الزيارة سوف تتضمن اجتماعا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقد يساعد إنشاء مكاتب اتصال في نيويوركوواشنطن المعارضة السورية في سعيها لكسب التأييد لمقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد. في غضون ذلك، قالت مصادر في المعارضة إن أعضاء بالائتلاف الوطني السوري دعوا إلى اجتماع عاجل لبحث الاقتراح المثير للجدل الذي طرحه زعيمه للتفاوض مع النظام السوري، وتحديدا مع فاروق الشرع، نائب رئيس الجمهورية، إذا لبى النظام شروطا من بينها الإفراج عن عشرات الآلاف من السجناء السياسيين. وقال مسؤول في الائتلاف "ينبغي إن يجتمع الائتلاف لرسم إستراتيجية عاجلة بعد أصداء المبادرة وانتهاز القوة الدافعة التي خلقتها بغض النظر عن تحفظات بعض الأعضاء". وانتقد عدد من شخصيات المعارضة عرض الخطيب إجراء محادثات مع ممثلين للرئيس الأسد، لكن آخرين يقولون إنه قد يكشف أن اقتراحات الأسد لإجراء حوار إنما هي اقتراحات جوفاء، وذكرت مصادر في الائتلاف أن ثلاثين عضوا بعثوا رسالة إلى قيادته يطالبون بعقد اجتماع عاجل لجميع الأعضاء. وقال المجلس الوطني السوري الذي يعد أبرز مكونات الائتلاف إن الخطيب اتخذ "قرارا فرديا" بطرحه هذه المبادرة التي تتناقض مع ميثاق الائتلاف الذي يدعو إلى "سقوط النظام بكل رموزه ومكوناته". وقال بيان للمجلس إن اجتماع الخطيب مع وزير الخارجية الإيراني في ميونيخ كان "طعنة للثورة"، غير أن مسؤولا في المجلس قال إن المجلس رفض الدعوة إلى تنحية الخطيب لأن مبادرته تحظى بتأييد في الشارع. والتزمت السلطات السورية الصمت بشأن مبادرة الخطيب، لكن صحيفة الوطن شبه الرسمية قالت، أول أمس الثلاثاء، إن الخطيب غير مقبول كمفاوض. وفي تداعيات أخرى للأزمة السورية، دعت مسودة البيان الختامي لقمة منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تلتئم اليوم في القاهرة، إلى إجراء حوار بين المعارضة السورية ومسؤولين حكوميين "غير ضالعين في القمع" لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا. كما دعت مسودة البيان قوى المعارضة السورية إلى الإسراع في تشكيل حكومة انتقالية، وأن تكون مستعدة لتولي المسؤولية السياسية بالكامل لحين الانتهاء من عملية التغيير السياسي المنشود. ولا تذكر مسودة بيان القمة التي تستمر يومين- الرئيس الأسد، لكنها تعتبر حكومته المسؤول الأول عن العنف المستمر في البلاد منذ مارس 2011. وتعبر المسودة عن القلق البالغ من تدهور الوضع وتسارع وتيرة القتل الذي راح ضحيته آلاف المدنيين العزل، وارتكاب مذابح في المدن والقرى على أيدي السلطات السورية. ولم يتضح ما إذا كانت إيران حليفة سوريا، والتي تحضر القمة، ستؤيد هذا النص. وعلقت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 56 عضوا عضوية سوريا في أغسطس الماضي بسبب قمع نظام الأسد للاحتجاجات الشعبية. من جهة أخرى، قال ناشطون إن الطيران السوري قصف صباح أمس الأربعاء أطراف دمشق، حيث تواصلت الاشتباكات بعد يوم دام جديد قتل فيه ما لا يقل عن 113 شخصا، بينهم أكثر من عشرين أعدموا ميدانيا بريف حلب. وقال عضو المكتب الإعلامي في حي القابون براء الشامي للجزيرة إن القوات النظامية قصفت أحياء دمشق الجنوبية مثل العسالي والقدم التي تشهد قصفا واشتباكات يومية، في حين أشارت شبكة شام إلى تفجيرات وإطلاق نار في محيط قسم الشرطة بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي يقع أيضا جنوبي دمشق. وأشار الشامي إلى إرسال تعزيزات إلى داريا التي تحاول القوات النظامية منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر استعادتها من الجيش السوري الحر، وقتل مساء أمس شاب في قصف بمدافع الهاون على حي القابون وفقا للجان التنسيق. وقالت لجان التنسيق إن صاروخين أرض أرض سقطا صباح اليوم على داريا التي يقول الجيش الحر إنه يسيطر على القسم الأكبر منها، وأضافت أن سقوط الصاروخين تزامن مع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، التي قصفت أيضا صباح أمس معضمية الشام وفقا للجان التنسيق وشبكة شام. وكان الجيش الحر أعلن أنه سيطر، أمس، على حاجز الوتار قرب ضاحية عدرا العمالية بريف دمشق، وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر واللجان الشعبية، وهي مليشيات موالية للنظام، عند مداخل بلدتي الذيابية والبحدلية بريف دمشق. وكان ناشطون قالوا، أمس، إن عناصر من هذه اللجان احتجزوا ما يصل إلى ستين شابا من مدينة درعا، وهددوا بإعدامهم انتقاما من عمليات الجيش الحر فيها. وفي ريف دمشق أيضا، قتل ثمانية مدنيين في انفجار عبوة ناسفة، وقال ناشطون إن القوات النظامية هي التي زرعتها. وفي تدمر بريف حمص، استهدف مقاتلون صباح اليوم مباني للأمن العسكري وأمن الدولة، مما تسبب في تهدم أجزاء منها ومقتل عدد من أفردا القوات النظامية التي ردت بقصف المدينة، وهو ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص بحسب ناشطين. يشار إلى أن الجيش الحر سيطر أمس على حاجز في درعا البلد، في حين تستمر الاشتباكات في أنحاء أخرى من المحافظة. وشهدت حلب أمس اشتباكات في حيي مساكن السبيل وجمعية الزهراء، بينما بدأت كتائب في إدلب عملية مشتركة للسيطرة على معمل القرميد الذي تقصف منه القوات النظامية بلدات مثل معرة النعمان. وقالت شبكة شام إن الجيش الحر قصف صباح أمس بمدافع الدبابات والهاون معسكري وادي الضيف والحامدية اللذين يحاصرهما منذ أكتوبر الماضي، ووفقا لحصيلة أوردها المركز السوري لحقوق الإنسان، قتل أمس 26 من الثوار و18 جنديا نظاميا خلال عمليات واشتباكات متفرقة.