بحلول عام 2009 تكون قد مرت ستون عاما كاملة على تأسيس قرى الطفولة المسعفة عبر العالم والتي انطلقت عام 1949 على يد النمساوي "هيرمان منير" وتعد الجزائر واحدة من بين 132 دولة المنخرطة في المنظمة غير الحكومية "أس. أو. أس كيندر درف الدولية" إذ تقع في المنطقة الجهوية التي تضم كل من الجزائر، تونس، المغرب، السينغال، المالي، بوركينافاسو، ومقرها بالدارالبيضاء المغربية. وتزامنا مع حلول هذه الذكرى ارتأت "الأمة العربية" أن تشارك هؤلاء الأطفال فرحتهم التي عبروا عنها من خلال حفل احتضنته القرية ونشطه الأطفال بعفويتهم وبراءتهم بعد أن غاب الفنانون ليقتصر الحضور على بعض الشخصيات من أصدقاء القرية وممثلي السلك الدبلوماسي الأجنبي المعتمد بالجزائر. غاب الفنانون وحضر الأجانب تضمن الحفل الذي دام قرابة الثلاث ساعات عدة عروض غنائية من مختلف الطبوع أداها أطفال ومراهقو القرية، بالإضافة إلى رقصات جزائرية وغربية تخللتها استعراضات بهلوانية لفرقة المهرج "مينو"، واختتم العرض مع فرقة "ريحة البلاد" المتخصصة في الطابع الڤناوي. وكان من المفترض أن يحضر الحفل مجموعة من الفنانين أصدقاء القرية حسب البرنامج الذي قدم لنا، لكن يبدو أن فنانينا لم يهتموا بهؤلاء الأطفال وبفرحتهم السنوية وغابوا عن التظاهرة باستثناء الفنان حكيم دكار الذي أفرح حضوره أطفال القرية إذ لم ينقطعوا عن مناداته «بخباط كراعو». ممثل المنظمة الدولية "رويو جيرار" شعارنات: "طفل.... صديق... حركة" عبر الضيوف عن مساندتهم ودعمهم لهذه الشريحة ومن خلال بصمة اليد الملونة على جدارية الصداقة وتسلم كل واحد شهادة "صديق القرية" التي وقعها "روي جيرار" أو "عمو عيسى" - كما يجب أن يسمى - وهو ممثل منظمة "أس. أو. أس كيندر درف الدولية" في الجزائر الذي أعلن عن شعار المنظمة المطلق هذا العام والمستمر إلي غاية 2016 "طفل... صديق... حركة" وهو ما يعني بأن هؤلاء الأطفال بحاجة ماسة لأن يكون لهم أصدقاء وهم كل شخص يزور القرية سواء للتبرع أو لغير ذلك، المهم هو احساسهم بأنهم موجودون وأنهم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع وكذا العمل على إدماجهم وعدم تهميشهم، وفي حديثه ل «الأمة العربية» قال "ريو جيرار" المسؤول عن مكتب الجزائر بأن الدعم المالي الذي تتلقاه "أس. أو. أس" درارية من منظمة "أس. أو. أس كيندر درف الدولية" يمثل حوالي 40% من ميزانية القرية الوحيدة على مستوى الوطن التي تأسست عام 1992 في انتظار إنجاز قرية أخرى عن قريب بولاية وهران، كما صرح بأن هناك 78 ألف طفل ومراهق على مستوى 520 قرية أطفال و 402 مؤسسة شبانية عبر العالم وبأنه في 2150 مؤسسة استفاد منها حوالي 1286000 شخص، أما في الجزائر فقرية درارية تضم 150 طفل ومراهق، و 14 أما موزعين على 14 بيتا، وأكد محدثنا بأن مكتب الجزائر له نشاط آخر يتمثل في "سلسلة التضامن" أو ما يعرف ب "بي - أر - أف" وهو برنامج دعم العائلات الفقيرة، حيث يجري المكتب بالتعاون مع البلديات والجمعيات المختصة تحقيقات ميدانية حول العائلات المعوزة التي تعاني من الفقر وأطفالها مهددون بالتشرد ويقدم لهم دعم مادي ومعنوي، هذا البرنامج متواجد حاليا في كل من تيزي وزو، تيبازة، بومرادس، وهناك آفاق لتعميمه مستقبلا في ولايات أخرى. في انتظار تجسيد الوعود 60 مليون سنتيم تكلفة النقل المدرسي صرح "عبد الحميد بلحاج" مدير قرية الطفولة المسعفة "أس. أو. أس" درارية ل «لأمة العربية» أن 60% من الميزانية تعتمد على هبات وتبرعات المحسنين، وأن الدار تحتوي على 12 بيتا، 11 منها داخل القرية سيتم تدشين 4 بيوت جديدة، كما سيغلق البيت الموجود خارج القرية بعد 3 سنوات من الوجود بسبب إحالة الأم على التقاعد، وسيغلق بيت آخر داخل القرية بسبب ضيقه ليصبح بذلك العدد الإجمالي للبيوت هو 14، وعن الاختلاط أكد بلحاج أن هناك فصلا بين الجنسين بمجرد بلوغهم سن 14، كما توجد شقق خاصة لأبناء القرية يتم اعتمادها لهم عن طريق الكراء، وهي موجهة خصيصا للجامعيين ترافقهم الأمهات ويقدر عدد هذه الشقق بثلاث، إثنان للذكور وواحدة للبنات، ويوجد داخل القرية عدد من رياض الأطفال تضم 80 طفلا، 18 منهم أبناء القرية. وعن اليرنامج المسطر خلال العطلة الصيفية صرح بلحاج أن أطفال القرية سيستفيدون من المخيمات الصيفية التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة ابتداء من 23 جويلية المقبل بمخيم دلس وكذا المخيمات التابعة لشركة سوناطراك. ويبقى هاجس النقل المدرسي المشكل الأساسي الذي تعاني منه القرية وهو ما لمسناه من خلال حديثنا إلى الأطفال المتمدرسين بعيدا عن بيوتهم وحتى بعض الضيوف أصدقاء القرية الذين سألوا فيما إذا تمت تسوية هذا المشكل أم لا، مع العلم أن وزير التضامن جمال عباس كان قد وعد منذ أزيد من سنة منح القرية حافلة نقل وهو الأمر الذي ينتظر الأطفال تجسيده، علما أن الإدارة تدفع ما يعادل 60 ألف دج شهريا لأحد الخواص الذي يتكفل بنقل الأطفال وإرجاعهم من المدرسة لتبلغ تكلفة النقل خلال العام الدراسي ما يقارب ال 60 مليون سنيتم.