أكد الكاتب الصّحفي ورئيس تحرير صحيفة "النّهار" الفلسطينية في غزة هاني نبيل الآغا ، ل"الأمّة العربية "، أن هناك أطرافا إقليمية لها مصلحة في تعطيل الدور المصري وإطالة حالة الانقسام الفلسطيني لخدمة أجنداتها، وأن الفصائل الفلسطينية هي من تتحمل المسؤولية ،كونها فشلت في الضغط على فتح وحماس لإنجاح الحوار بسبب تبادل المصالح بينهم مؤكدا أن لا أحدا ينكر دور حماس في مقاومة العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة والذي كلف جيش العدو الكثير، إلا أنه لا توجد إدارة ولا آلية مشتركة للمقاومة، لأن كل فصيل له رؤيته الخاصة التي تخدمه، مضيفا أنه على السلطة الفلسطينية إعادة النظر فيما يخص اتفاقية "دايتون" التي أضحت تشكل قلقا، خاصة بعد قيامه أثناء محاضرته الأخيرة في واشنطن بالإساءة إلى السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية في الضفة، مبينا أن اتفاقية "دايتون" لم توقف الاعتقالات ولا الاغتيالات التي تطال الفلسطينيين. موجها رسالته عبر صوت "الأمة العربية" إلى الفصائل الفلسطينية المتحاورة في القاهرة، بأن هناك عدوا واحدا للشعب الفلسطيني من مصلحته استمرار الانقسام الفلسطيني، داعيا الدول العربية وغيرها الكف عن التدخل في الشأن الفلسطيني. س1: ماهي الأسباب الحقيقية التي تقف وراء فشل الحوار الفلسطيني، بين فتح وحماس في كل مرة يجتمعان فيها في القاهرة ؟ اعتقد أن هناك أطرافا إقليمية لها مصلحة في تعطيل الدور المصري وإطالة حالة الانقسام الفلسطيني، لخدمة أجنداتها الخاصة، رغم أن هناك دعوات عربية بدعم الجهد المصري لإنهاء حالة الانقسام، فلم تدعم الجهود المصرية عربياً بالضغط على كافة الأطراف للوصول إلى اتفاق ينهي الانقسام. فمنذ بداية الجهود المصرية لإنهاء حالة الانقسام أعلنت العديد من الأطراف العربية دعمها للجهود المصرية ولكن في حقيقة الأمر لم يكن هناك عمل ضاغط من أجل تسهيل الدور المصري بل كان وفق الأجندة الخارجية ووفق مصالحها. ومن خلال متابعتنا كان هناك أثناء انعقاد جلسات الحوار نية لدى كافة الأطراف لإنهاء حالة الانقسام ولكن كانت بنسب مختلفة. وأن التدخلات الخارجية لدى بعض الأطراف عملت على إعاقة التوصل لاتفاق. غير أن مصادرة القرار الفلسطيني لدى بعض أحد الفصائل له الدور الكبير في تعطيل حالة الانقسام أي أن سيادية القرار لايملكه ذاك الفصيل. ولكن اعتقد أن الفصائل الفلسطينية هي من تتحمل المسؤولية لأنها أخفقت في الضغط على حركتي فتح وحماس بل اعتبرها أنها أخفقت منذ نشوب حالة الانقسام، وإلا كيف يطلقون على أنفسهم فصائل فلسطينينة تعمل لصالح فلسطين والشعب. ولكن تبادل المصالح بين الفصائل أنفسهم جعلهم يغضون أبصارهم عما تتعرض له القضية الفلسطينية في أخطر ما تعرضت له عبر قيام ثورتها الفلسطينية. أيضا الاختلاف في البرنامج هناك برنامجان مختلفان في الأيدلوجية واعتقد يجب التوفيق بينهما وبين البرامج الأخرى الفلسطينية والخروج ببرنامج وطني موحد تسير عليه أي حكومة فلسطينية قادمة وخصوصا في التعامل مع إسرائيل . ومسؤولية عدم الوصول إلى مصالحة وطنية، هي عدم عقد النية الخالصة على مصداقية الحوار، ونتيجة إرادات خارجية سوداء ترى في استمرار الانقسام أرضية خصبة لأجنداتها التي لاتخدم قضيتنا الفلسطينية، والتي خسرت الكثير على مستوى الشارع العربي وعلى مستوى مواجهة الاحتلال بسبب ذلك الانقسام، وأصبح العدو والتناقض الرئيسي مع الاحتلال ثانوي، والتناقض الثانوي مع الخصم السياسي رئيسي، وكل السعي هو الإبقاء على سلطة الأمر الواقع بمبررات ماعادت تنطلي على ساذج، وبأسماء ما انزل الله بها من سلطان، حتى أصبحت غزة تحديدا نتيجة ذلك الانقسام كومة من الخراب، وأصبح الشباب فيها ذخيرة المستقبل مجرد أجسام تترنح تبحث عن حبيبات مخدرة تنسيها واقعها الأسود ومستقبلها الضائع، وقريبا سيتضح بالدليل العملي من المسؤول الحقيقي أو على الأقل من المسؤول الرئيسي عن عدم الوصول بالسفينة الوطنية إلى بر الأمان، والسعي باستماتة لبقاء الممالك والشرعيات المهشمة لأطول فترة ممكنة ولو على جماجم شعبنا. ولا حول ولا قوة إلا بالله. س2: ألا ترى أن القطيعة بين الإخوة الفرقاء فتح وحماس، تخدم بالدرجة الأولى العدو الإسرائيلي وتساهم في التشرذم الفلسطيني ؟ مامن شك أن القطيعة بين الفلسطينيين لاتخدم سوى العدو الإسرائيلي وكل عاقل فلسطيني يدرك ذلك. غير أن حالة التشرذم الفلسطيني تمهد للاحتلال تنفيذ مخططاته التي يسعى لتنفيذها وحالة الانقسام هي أفضل الأجواء لذلك، بدلا من السعي لمواجهة الاحتلال وفضح جرائمه متوحدين، نشغل أنفسنا في أمورنا الداخلية وننسى قضية أكبر وهي قضية وطن استيطان يبتلع الأرض، تهويد في القدس وتهجير للسكان. س3: إسرائيل، الولاياتالمتحدةالأمريكية، الحكومة الفلسطينية بالضفة وكذا دول الاعتدال العربية ( السعودية ، مصر ) تعمل على إحكام قبضتها على المقاومة الفلسطينية في غزة، ومحاصرتها من خلال منع وصول الأسلحة إليها، في حين أن المقاومة هي السبيل الوحيد لإخراج العدو الاسرائيلي من الأراضي المحتلة، كيف تفسرون ذلك ؟ من الطبيعي أن تسعى إسرائيل إلى إحكام قبضتها على المقاومة الفلسطينية وتحاصرها وأن العدو الاسرائيلى ومنذ أن وطئت قدماه على الأرض الفلسطينية وانتهاء بحربه الأخيرة على قطاع غزة، الذي سقط العديد من الشهداء وقد وقفت المقاومة الفلسطينية جميعا دون استثناء لمواجهة الآلة العسكرية الهمجية، فلم تفرق هذه الآلة بين الفلسطينيين ولا انتماءاتهم كما وقفت كافة الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية ومخيم جنين، إذ سقط العديد من رجالات المقاومة من كافة الفصائل الفلسطينية. فالفلسطيني الجيد بالنسبة لإسرائيل هو الفلسطيني الميت وعلى الجميع أن يدرك ذلك . فلاخلاف بين الفصائل على نهج المقاومة برنامج الفصائل الفلسطينية كافة لا يسقط حق المقاومة، وكتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح ، قدم العديد من الشهداء وكان له الكثير من العمليات النوعية وكذلك كتائب القسام التابعة لحركة حماس وغيرها من الأجنحة العسكرية التابعة للفصائل . صحيح المقاومة فى غزة كلفت إسرائيل الكثير وأرهقتها ولا أحد ينكر دورها ولكن هل ينفي ذلك أن الانسحاب الإسرائيلي من غزة،كان ضمن مخطط شارون للانسحاب أحادي الجانب وترك غزة تغرق بعد فرض الحصار عليها، فإسرائيل تستطيع بسط نفوذها على غزة وهي خارجها بدون الاحتلال المباشر لها وهذا واضح فهي تستطيع الدخول متى أرادت واغتيال من تريد، ولكن هل يوجد تعريف واضح للمقاومة لدى الفلسطينيين ومتى وكيف نقاوم ؟ قطعا لا، فالأمر واضح لا توجد إدارة مشتركة للمقاومة ولا آلية مشتركة. كل فصيل له رؤيته الخاصة والتي تخدم الفصيل. فأعتقد أنه على الفصائل الفلسطينية أن تضع آلية مشتركة لتعريف المقاومة. وأحمل هذا السؤال وأتوجه به للفصائل الفلسطينية . من منكم يعتبر المقاومة هي السبيل الوحيد لإخراج العدوالاسرائيلي من الأراضي المحتلة.؟ فقد كان للدول العربية كافة، دور في دعم المقاومة الفلسطينية سواء بالمال أو بغيره ولكن كل منهم له وجهة نظره رؤيته الخاصة وكذلك مصالحة الخاصة. س4: لماذا وقع الاختيار على مصر كي ترعى الحوار الفلسطيني، في حين أنها وقفت وما تزال تقف إلى جنب إسرائيل لشد الخناق على الفلسطينيين، من خلال غلق المعابر ومنع دخول الفلسطينيين إليها للعلاج وغير ذلك ؟ لأنه كان بإمكان اختيار سوريا مثلا، على الأقل كانت قد أدانت العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، بينما النظام المصري بقي يتفرج ويستمتع برؤية الفلسطينيين وهم يقتلون بدم بارد من طرف الآلة الحربية الإسرائيلية . ربما يأتي تدخل مصر لرعاية الحوار، لأن الأمن القومي المصري مرتبط ارتباطا بالاستقرار في غزة وأيضا مصر كدولة عربية ملاصقة للحدود مع غزة غير أن مصر ومنذ القدم وهي مطلعة اطلاعا كاملا بالوضع الفلسطيني وأيضا هي قريبه من الأطراف الفلسطينية. هناك اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل وهنا تستطيع مصر نقل وجهة النظر الفلسطينية مباشرة لإسرائيل، وأيضا مصر تتمتع بثقل قوي في منطقة الشرق الأوسط . س5: هل ستستمر حكومة أبو مازن في الاستسلام لشروط إسرائيل و تتمسك بالسلام (المزعوم والخادع)، خاصة بعد خطاب نتنياهو الأخير من منبر الجامعة الدينية بتل أبيب والذي أعلن فيه عن منح الفلسطينيين دولة منزوعة السلاح والجيش، فقط دولة بعلم ونشيد وطني ؟ اعتقد أن على المفاوض الفلسطيني مراجعة ملف المفاوضات مع إسرائيل، نعم صحيح أكثر من 10 سنوات من المفاوضات مع إسرائيل ولم تلتزم إسرائيل بأي من الاتفاقيات ولا بقرارات الشرعية الدولية. واعتقد أن على الفصائل الفلسطينية الاتفاق على برنامج واحد يحدد آلية التفاوض مع إسرائيل ووضع بديل يجبرها بالالتزام. وربما الأجدر الآن أن يعلن المفاوض الفلسطيني تجميد المفاوضات ووضع آلية يتفق عليها الكل الفلسطينين. س6: هل ترى أنه من الضروري الاستنجاد مجددا بالحلول الغربية (اتفاقية دايتون) في ظل وجود محور عربي معتدل، مستعد للوساطة بين الفلسطينيين، خاصة وأن من بين أهداف اتفاقية دايتون، حماية سلطة الحكم الذاتي بقيادة محمود عباس و العمل على التصدي للمقاومة وتصفية عناصرها و الأخطر من هذا هو تحويل أموال إعمار غزة إلى مرتبات الأجهزة التي تعمل تحت مظلة دايتون. نعم الحلول الغربية ماذا جلبت للفلسطينيين هل ألزمت إسرائيل ؟ حتى الحل الأمريكي ذاته رفضته إسرائيل ولم توقف الاستيطان بعد دعوة أمريكا لها بوقف الاستيطان. لذلك على الفلسطينيين إيجاد بديل يتفق عليه كل الفلسطينيين ومن ثم أخذ زمام المبادرة وفرضها ليتبناها العالم وفق قرارات الشرعية الدولية. واعتقد أن على السلطة إعادة النظر بدايتون ومهمته التي أصبحت تشكل قلقا، فهو من قام أثناء محاضرته الأخيرة فى واشنطن بالإساءة إلى السلطة والأجهزة الأمنية فى الضفة، وأيضا الشعب الفلسطيني قال عن الأجهزة الأمنية كلاما سيئا بسبب "دايتون" ومهمته فماذا يفعل دايتون إن لم يوقف الاعتقالات والاغتيالات كما قال البعض بأن مهمته تنسيقية. وأخيرا أوجه رسالتي عبر صوت" الأمة العربية الجزائرية" للفصائل الفلسطينية المتحاورة فى القاهرة . " اعلموا أن هناك عدوا متربصا بشعبكم لا يريد لكم المصالحة، فالإنقسام لا لون له وهو لايخدم سوى المحتل فعليكم العودة ببشرى الاتفاق، فهو يتوق لها الشعب وينتظرها، حتى تضعوا حدا للحصار وتوقفوه وحتى تستيطعوا مواجهة العدو متوحدين وتحقيق الحلم المنشود، الدولة المستقلة وأن استمرار الانقسام سيطيل ذالك الحلم واعتقد أن على الدول العربية وغيرها الكف عن التدخل في الشأن الفلسطيني وعليها السعي لتحقيق المصالحة ومساعدتها بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني ووفق رؤية الكل الفلسطيني، بدلا من المساعدة والتدخل بما يخدم مصالحها. فلن تحارب الدول العربية وغيرها إسرائيل معكم، ولن تأتى أي منها بجيوشها، فالمسؤولية على عاتقكم وحدكم "