أكد السفير الفلسطينيبالجزائر محمد الحوراني في حوار خص به "صوت الأحرار" ،أمس، أن دعوة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"خالد مشعل إلى إنشاء مرجعية بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية خط احمر لا ينبغي تجاوزه، ودعا الدول العربية إلى تعليق التعامل مع الطرف المعرقل للحوار الداخلي كما رحب بالدور التركي في المنطقة من منطلق أنه يراعي مصلحة كل دول وشعوب المنطقة ولا يسعى للدفاع عن مصلحته على حساب أمن جيرانها، معتبرا أن خطة التسوية اصطدمت بجدار التعنت الإسرائيلي والانحياز الأمريكي والضعف العربي. حاورته سهام بلوصيف س: هل ترون أن العدوان الأخير على قطاع غزة، قلص من هوة الخلاف بين حركتي "فتح " و"حماس"، أو ساهم في اتساعها؟ ج: كان يفترض في العدوان الإسرائيلي الذي وقع على أهلنا في قطاع غزة أن يكون عامل توحيد لأن فصائل المقاومة المسلحة كتائب الأقصى التابعة ل"فتح" والقسام ل"حماس" والسرايا ل"الجهاد" وغيرها من القوى توحدت على أرض المعركة، لذا كان يجب أن نتوحد لاعتبارات إستراتيجية فلسطينية تقضي بأن يستعيد الفلسطينيون زمام المبادرة باستعادة وحدتهم لأن الهدف الاستراتيجي لإسرائيل من هذا العدوان كان تكريس الانقسام الفلسطيني ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية. س: لا زال الحوار الوطني متعثرا بين الفصائل الفلسطينية مع أن العدو أبان مرة أخرى أنه يستهدف الفلسطينيين دون استثناء، هل إعادة اللحمة إلى أبناء الشعب الواحد، أصبحت مستحيلة؟ ج:لا يوجد مستحيل، هو صحيح أن الاحتلال الصهيوني يستهدف كل الفلسطينيين، هو معروف أنه كانت جولات حوار داخلي برعاية عربية وكان فيه لقاء قبل العدوان، لكن للأسف الذي تغيب عنه قبل 48 ساعة هم قيادة حركة حماس الآن هناك دعوة عربية واضحة صدرت من قمة الكويت وهناك أيضا دعوات من زعماء عرب وحتى من جهات دولية تقضي بضرورة توحد الفلسطينيين، هناك مبادرة الجامعة العربية والمبادرة اليمنية التي تشكل بالنسبة لنا أرضية نافعة للاستمرار على أساسها واستكمال الحوار وعلى أساسها يتم الاتفاق على برنامج سياسي موحد يشكل حد أدنى مشترك بسبب أن كل فصيل له إستراتيجية خاصة وهذا من شأنه إرباك وشل العمل الفلسطيني، الاتفاق على حكومة توافق وطني انتقالية تتكفل بإعادة اعمار غزة والإشراف على المعابر وكذلك التحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية بعد كل ما حصل في الساحة الفلسطينية المحطة الأساسية يجب أن تكون العودة إلى الشعب الفلسطيني بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ليكون هو حكما على كل النقاط. س: تعددت مبادرات الصلح والنتيجة واحدة هي الفشل، ألهذا الحد عجز العرب على إصلاح ذات البين بين الإخوة الفرقاء أم هناك أسباب خفية وراء هذا الفشل؟ ج: في الظاهر هناك انقسام فلسطيني وانقسام عربي وكلا الانقسامين يضر، الآن هل نسأل هل عجز العرب؟ أنا أجيب أن الذي عجز هم الفلسطينيون الطرفين فتح وحماس لأنه لم ينجح إلى حد الآن الحوار ، الأسباب كثيرة، جامعة الدول العربية تمثل كل الدول العربية وإن اختلفت على أشياء يجب أن يتفقوا على نقطة الضغط على كل الأطراف الفلسطينية من أجل إنجاز وحدة على أساس ورقة الجامعة العربية ويكونوا هم حكما على من يتنصل من الاستمرار والتوصل إلى اتفاق بهذه الطريقة، ونسد الطرق أمام أطراف إقليمية وإيران لديها أهداف في المنطقة تتعلق بالسلاح النووي تستعمل أوراق في المشرق العربي في فلسطين ولبنان والعراق لذلك مصلحتنا تستدعي أن نلم بيتنا وأن توحد من أجل الشعب الفلسطيني الذي يواجه هذا الاحتلال لو كان توفر ضغط عربي على الطرف المعرقل للحوار ويعرف من يعيق الوحدة أنه سوف يترتب عليه تعليق التعامل معه ربما سنصل إلى نتيجة وتأخذ موقفا منه وبهذه الطريقة نعزل أي تدخل إقليمي يساهم في زيادة الفرقة الداخلية. س: لطالما تمسكت حركة " فتح" بخيار التسوية السلمية، ماذا بقي من هذا الخيار بعد العدوان الأخير؟ ج: التسوية اصطدمت بجدار التعنت الإسرائيلي والانحياز الأمريكي والضعف العربي، إذن هل هذا يدفعنا إلى اخذ موقف قائم على رد فعل، لا هناك إدراك أن التسوية طريقها مسدودة وإدراك أن المقاومة أداة لتحقيق هدف سياسي إذن نحن نزاوج بين المقاومة والأهداف السياسية بشكل خلاق وفعال بما يرضي مراكمة الجهد الفلسطيني، الثابت الواحد في السياسة هو المتغير لهذا لا يجب أن نتعاطى مع الموضوع بمشاعر الغضب هذا صراع طويل مع إسرائيل أهم حقيقة فيه هو أن الشعب الفلسطيني مازال صامدا على أرضه وإسرائيل تدركها أكثر من غيرها هذه الحقيقة إذا لم تعترف بحقوقنا عليها أن تواجه حقيقة وجودنا وان آجلا أو عاجلا الشعب الفلسطيني سيحقق أمله ، لكن الخطوة الأولى المطلوبة هي استعادة وحدته ومزاوجة العمل المسلح بالعمل السياسي المقاومة أصلا بكل ما تحمله من دماء الشهداء الطاهرة هدفها تحقيق هدف سامي ونبيل جدا هو تحرير الفلسطينيين، وثنائية العمل تستوجب المقاومة والسياسة معا سياسة وحدها طريق مسدود ومقاومة فقط طريقها مسدود أيضا. س: هل أنتم مع التمسك بمبادرة السلام العربية الموقعة ببيروت عام 2002 أو التنازل عنها؟ ج: مبادرة السلام العربية فيه هناك طرح لدول عربية تكون المبادرة مطروحة لهذا العام فقط بالفعل إذا لم يكن هذا العام تحرك جدي في العملية السياسية خصوصا وأن هناك إدارة أمريكية جديدة ودراك متنامي في العالم أن حل القضية يتعلق بالسلم العالمي يجب أن تسحب مبادرة السلام العربية ولكن هل تأخذ هذه الخطوة كخطوة معزولة عندما تسحب المبادرة يجب أن تنشأ في نفس اللحظة سياسة أولا فلسطينية على ضوء ما استجد مرتكزها الوحدة ومعطى جديد بان لا يجد مبادرة،إضافة إلى وجود سياسة عربية منسقة يكون بديلا عن المطروح تقوم على أساس المواجهة المحسوبة. س: طرح رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل مقترحا بتبني مرجعية جديدة بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية، وأثار جدلا واسعا، ألا ترون أن هذا الطرح جاء متوافقا مع معطيات الساحة السياسية التي اختارت "حماس" في الانتخابات التشريعية الأخيرة والتفاف الشعب حول المقاومة؟ ج: لماذا نقول نحن لابد من إجراء انتخابات هذا الشعب لا يجب أن ينطق احد باسمه بل هو من يتحدث، اختار حماس في لحظة معينة لكن بعد حصول الانقلاب، تغيرت الشرعيات إذن نعود إلى الشعب ، حماس التي تقول أن كل الشعب معها لماذا لا تذهب مسرعة إلى الانتخابات نحن ندعو إلى انتخابات مبكرة منذ سنتين لماذا لا تتجاوب معها "حماس"، هذا سؤال مهم بعد فوزها بالانتخابات قادت انقلاب في قطاع غزة وهي تسميه الحسم العسكري، منظمة التحرير هي إطار قانوني ونضالي، ناضل تحت رايتها الشعب الفلسطيني لأكثر من 40 عاما ومعترف بها في 120 دولة، هل الشعب الفلسطيني يريد إطارا جديدا آخر لمدة 40 سنة أخرى، أم نطور الإطار القائم حماس لم تكن ترغب منذ البداية أن تكون جزءا من المنظمة حتى أيام الرئيس الراحل ياسر عرافات رحمه الله ثم إنشاء إطار موازي ألا يعمق الانقسام ألا يشتت جهد الشعب الفلسطيني، نحن تحذر أن إسرائيل تريد ان تفرض غزة على مصر والضفة الغربية على الأردن ألا يجب ان يقرا مشعل خطواته وتصريحاته تصريح خطير وتجاوز خطير، حاول التراجع عنه لأنه أدرك فداحة الخطأ الذي قام به هذا كان مرفوضا ليس من فتح فقط وإنما من كل القوى الفلسطينية بما فيها الجهاد الاسلامي وقوى المجتمع الفلسطيني لكن السؤال الذي يطرح مرة أخرى هل فكر مشعل بالشعب الفلسطيني عندما فكر بإنشاء مرجعية جديدة، هو لا يستطيع لان المرجعيات تقوم على شرعيات وإرادة الشعب الفلسطيني وهذا ما يجب أن ينتبه له السيد خالد مشعل هذا خط أحمر وهناك قوى إقليمية التي نذكرها من وقت إلى آخر هي التي تشجعه لأنها تريد لأهداف خاصة لها بصراحة أن تنشأ مرجعية تتكئ عليها وتسيطر على الشعب وتؤثر على استقلالية قراراه وتقوم بالوكالة بدور الشعب الفلسطيني من اجل مصالحها. هذا هو الخطر، أنه أمر ليس تنافسا بين فتح حماس هذا شيء خطير، وهو مرفوض من الشعب الفلسطيني س: ما قراءتكم لموقف فنزويلا وتركيا من العدوان مقارنة ببعض الدول العربية؟ ج: موقف محترم جدا ينال احترام وتقدير كبير على المستوى الرسمي وعلى المستوى الشعبي، هو انحياز للعدل ومفهوم الحرية، وأبانت تصريحات رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان و الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أن قيم الحرية والعدل لا تجزأ هو موقف سياسي عالي المستوى شجاع في مواجهة أمريكا وإسرائيل واللوبيات التي تؤثر في هذا المجال. س: لكن هناك من يرى أن تركيا بهذه المواقف تريد استعادة دورها في المنطقة ليس إلا؟ ج: كل دولة تبحث عن دور إقليمي على غرار إيران السؤال المطروح ما هو نوع الدور الإقليمي هل هو دور بناء يقوم على احترام المصالح كل الأطراف أو دور إقليمي يبحث عن الدفاع عن مصلحة خاصة على حساب امن وسلم الجيران نحن نرحب بالدور الإقليمي لتركيا التي تأتي كل الخطوات التي تقوم بها في سياق فهمها العميق لمصلحة المنطقة بأكملها لا يمكن أن تغظ الطرف تركيا على دورها التاريخي في المشرق العربي بل في العالم العربي إذن هي تدرك إن دورها لا يتناقض مع مصلحة الشعوب. هل كانت لكم لقاءات مع العائلات الجزائرية العائدة من قطاع غزة؟ نعم كانت لنا لقاءات معهم فور وصولهم إلى الجزائر وكنا في استقبالهم في المطار وقمنا بزيارتهم في منازلهم بالتنسيق مع وزارة التضامن الوطني، وسمعنا لانشغالاتهم التي كانت محصورة في الأساس في المسكن، أنا اعتبر أن العائلات اختصار رمزي للعلاقات الجزائريةالفلسطينية، الأعمام فلسطينيون والأخوال جزائريون. س: هناك من وصف الموقف الرسمي الجزائري ب"المحتشم"، ما تعليقكم؟ ج: الخطوات التي أقبلت عليها الجزائر كانت واضحة أولا جسر جوي مفتوح إعلان، تبرع واضح لصندوق إعادة إعمار غزة وموقف سياسي واضح بإدانة العدوان الإسرائيلي. اعتقد أن الصحافة في الجزائر نشطة جدا ومهتمة بالشأن الفلسطيني وندعوها كما الجزائر منحازة إلى كل فلسطين أن تنحاز الجزائر إلى كل فلسطين وان تحرص على فحص الأمور بصورة جدية، وإلقاء نظرة معمقة أكثر لأن هذا يخدم فلسطين أكثر.