سكان الحي القصديري بمدينة أحمر العين بتيبازة في انتظار سكنات لائقة وتتفاقم المشاكل بالحي، فالحرارة الشديدة في الصيف تجعل العيش لا يطاق لدرجة أن عددا كبيرا من الأطفال و النساء أصيبوا بأمراض الربو والحساسية وضغوطات نفسية خطيرة، نجمت عن مضاعفات الاكتظاظ وضيق السكن. أما في فصل الشتاء، فتتحول بيوتهم إلى جحيم بسبب تسرب قطرات مياه الأمطار من شقوق الأسقف المتصدعة، إضافة إلى انتشار بعض الحشرات كالبعوض والجرذان التي أضحت تهدد صحتهم بكل الأخطار. معاناة طالت مع الإقصاء الذي يتعرضون له كل مرة، فمنذ 20 سنة استفادت كل العائلات من قطع أرضية منحت لها قصد بناء سكنات، لكن بعد مرور شهرين فقط تفاجأت بانتزاع الملكية منها بحجة أنها غير قادرة على البناء بسبب عوزها ونقص إمكانياتها المادية، وبقي الوضع على حاله إلى حد اليوم، فبعض العائلات الميسورة الحال تمكنت من الرحيل بشراء أو بناء سكن، أما أخرى فكتب عليها أن تواصل حياة الغبن ببيوت القصدير. السكان انتقدوا بشدة السلطات المحلية، فكل مرة تأتي اللجنة المكلفة بالسكن لتطالبهم بتجديد ملفات طلبات السكن وتعدهم بترحيلهم إلى سكنات لائقة، لكن بالمقابل لا يلمس السكان أي جديد على أرض الواقع وتبقى وعودهم مجرد حبر على ورق، فقد وزعت عدة حصص سكنية لم يستفد منها سكان حي علي نورين. وأمام هذا الصمت الرهيب وتجاهل السلطات المحلية، لم يجد سكان الحي إلا جريدة "الأمة العربية" للتعبير عن أمنيتهم للحصول على سكنات لائقة ومحترمة، فالعديد من العائلات أكدت لنا أنها لم تشعر بنعمة الاستقلال، لأن أوضاعها لم تتحسن منذ 47 سنة خلت. ترى: هل ستنتهي معاناة هاته العائلات التي يئست من الانتظار والوعود الجوفاء، لينقضي بذلك عهد القصدير بمدينة أحمر العين؟