تعاني بلدية حاسي الدلاعة التي تقع على بعد 150 كلم عن مقر ولاية الأغواط، نقصا حادا لمختلف المشاريع التنموية على خلاف بعض بلديات الولاية، رغم قلة كثافتها السكانية، وهذا ما أكدته إحصائيات المجلس الشعبي الولائي من خلال الدليل الصادر مؤخرا عن نفس المجلس، يبين بكل دقة ووضوح التوزيع غير العادل للمشاريع التنموية مقارنة بالبلديات الأخرى. تعود مشاريع بلدية حاسي الدلاعة إلى عام 2006، لم يتم تسليم جلها إن لم نقل إنجازها أصلا إلى حد الآن، كمركز التكوين المهني الذي انطلقت الأشغال بجزء منه في الثلاثي الثاني من العام الجاري، فالمقاول المكلف بالإنجاز قام بحفر الأساسات وتوقف لأسباب يبقى السؤال عنها قائما إلى الآن؟ أما بقية الحصص، فلم تنطلق أشغالها بعد. * أكثر من 1300 شاب بطال تعتبر حاسي الدلاعة موطنا للنخبة العلمية والثقافية المعروفة محليا ووطنيا، ولكن هذه المنزلة لم تشفع لشبابها في إيجاد فرص أفضل للعيش الكريم. وتشير آخر الإحصائيات إلى أن عدد البطالين بالجهة يتجاوز 1300 عاطل، أغلبهم شباب، والوافدون من الأقاصي البعيدة من خارج ولاية الأغواط يستفيدون من أفضل مناصب العمل، بينما شباب حاسي الرمل وحاسي الدلاعة محرومون من أبسط الوظائف في منطقة صناعية تتوفر على عشرات الشركات والمؤسسات الوطنية والأجنبية. لم تستفد بلدية حاسي الدلاعة فيما يخص قطاع التعمير والبناء، إلا من 07 كلم من الطرق الحضرية شريحة سنة 2008 والمشروع لم ينجز، إلى جانب عمليات أخرى تتعلق بالتهيئة والتأهيل الحضري لم تنطلق كذلك إلى حد الآن. وفي قطاع الأشغال العمومية، منها مشروع إعادة الاعتبار للطريق الولائي رقم 232 سنة 2007، لم تكتمل أشغاله على الرغم من مضي أكثر من سنتين كاملتين. ومن أصل 35 كلم، بقيت 13 كلم لم تنطلق بعد، وبالطريق المتوجه نحو محطة ضغط الغاز (أ) هناك 08 كلم لم تنطلق بها الأشغال بعد. * قطاع الصحة أما قطاع الصحة، فقد تأخر انطلاق توسعة العيادة المتعددة الخدمات ولا يزال التأخر متواصلا، على الرغم من أن وعود السلطات المحلية للسكان بتوسعة العيادة مضى عليها حولان كاملان، بينما العيادة الحالية لا تكاد تشبه حتى قاعة علاج. أما عن برامج ديوان الترقية والتسيير العقاري، فحدث ولا حرج، فمنذ الاستقلال لم تستفد بلدية حاسي الدلاعة سوى من 96 سكنا اجتماعيا، وهي حصة يمكن لأي بلدية أن تستفيد منها، ويسجل أنها استفادت مؤخرا من 16 سكنا اجتماعيا لم تنطلق بها الأشغال بعد، وكذلك الحال بالنسبة ل 16 سكنا أخرى مخصصة للأساتذة والمعلمين، بالإضافة إلى سكنين من سكنات الجنوب المخصصة للإطارات، كلها مازالت مشاريع معطلة ومؤجلة تحت تبريرات وحجج واهية. * الغاز والكهرباء مطلوبان وفيما يخص قطاع الصناعة والمناجم، استفادت حاسي الدلاعة من توسعة شبكتي الكهرباء والغاز داخل النسيج العمراني وأشغالها لم تنطلق كذلك. هذه المشاريع التي ما تزال حبرا على ورق، كلها أدخلت الريبة والشك في نفوس المواطنين، فباتوا يحسبونها مجرد مشاريع وهمية، الهدف منها ذر الرماد في العيون.. إلى أن يثبت العكس.