يشهد عمال النقل الحضري بتبسة في الآونة الأخيرة تدهورا كبيرا في قطاع الخدمة، نتيجة المعاناة الكبيرة التي تلاحقهم يوميا أثناء أدائهم لعملهم اليومي بسبب عدم تزودهم بالبنزين. ويضيف الناقلون بأن مشاكلهم المتراكمة لم تجد حلولا بالرغم من الإضرابات الكثيرة التي قاموا بشنها مؤخرا لإجبار المسؤولين على التعرض لهذه المشاكل وجعلها محل اهتمامهم لإيجاد حلول جذرية لها، إلا أنه لم يتحقق ذلك لحد الآن. ومن الصعوبات التي يعيشها هؤلاء وأرقت هذه الفئة من العمال، هي مشكلة التزود بالوقود التي أصبحت تتصدر المرتبة الأولى في لائحة الأزمات. وحسب ما صرح به بعض عمال النقل الحضري ل "الأمة العربية"، فإن مادة الوقود التي تعتبر أساس استمرار عملهم اليومي تشهد نقصا كبيرا بالولاية، لدرجة أنهم يقضون ساعات طويلة أمام محطات التوزيع للظفر بالقليل منها، وهذا ما لمسناه في الطوابير الطويلة التي نشاهدها يوميا أمام ال 47 محطة توزيع بتبسة التي تعيق أحيانا حركة المارة، ناهيك عن الشجارات والمشاحنات التي قد تحدث بينهم من حين لآخر. أضف إلى ذلك، مشكل السيارات الموازية وكثرة الممارسات غير الشرعية التي يمارسونها على وسائل النقل الحضري، وما تتسبب فيه من تضييق للخناق عليهم. ومن جهة أخرى، أكدت الجمعيات الفاعلة في هذا المجال على ضرورة إيجاد حلول لهذه الأزمة التي شملت حتى الحافلات بسبب ما تتعرض له من معارضات من طرف مصالح مراقبة وسائل النقل "سكانير" التي ترفض تقديم هذه الخدمات لأصحاب الحافلات القديمة، طالبة منها تجديدها، وهذا حسب ما ورد في عريضة شكوى قدمتها إحدى هذه الجمعيات للجهات المعنية، حصلت "الأمة العربية "على نسخة منها، تضمنت أن هذه الأخيرة لا تعارض فكرة رغبة السلطات في تجديد أسطول النقل البري بتبسة، لكن ليس على حساب وسائل النقل القديمة التي تعد مصدر العيش الوحيد بالنسبة إليهم، في الوقت الذي أبدى فيه بعض المواطنين استياءهم من هشاشة هذه الحافلات وكثرة الاكتظاظ بها، الأمر الذي يتسبب في التأثير على راحة المتنقل بها وصحته بسبب الدخان المتدفق منها يوميا الذي يؤدي بدوره إلى إحداث تلوث الجو. وفي هذا الصدد، أقر رئيس مصلحة النقل البري بمديرية النقل بتبسة، الطاهر بلغيث، بمشروعية الإضرابات والاحتجاجات التي يقوم بها العمال، مشيرا إلى أن المديرية قد شرعت في بعض الإصلاحات التي تدخل في صلاحياتها بالتعاون مع مديرية الصناعة والمناجم، حيث أصدرت هذه الأخيرة تعليمة لمختلف محطات التوزيع بأعطاء الأولوية لعمال النقل الحضري، سيارات وحافلات، للتزود بالوقود، إضافة إلى تخصيص 4 محطات لوقوف المركبات الأولى بطرق عنابة و3 بطريق قسنطينة، زيادة على توفير الأمن بمحطات المسافرين، في انتظار الشروع في تنفيذ مشروع إنجاز محطة المسافرين الكبرى التي رصد لها حسب ذات المتحدث زهاء ال 45 مليار سنتيم.