من منا لا يعرف الصحفي الرياضي حفيظ دراجي، الذي تألق بالتلفزيون الجزائري بفضل تعاليقه الرياضية في المباريات الكروية، سواء في الجزائر أو خارجها، الأمر الذي جعل أغلب القنوات الفضائية التلفزيونية تطلب خدماته، وهو ما حصل، حيث حط الرحال بالدوحة، وبالضبط في "الجزيرة الرياضية"، أين أصبح نجما بدون منازع. "الأمة العربية" استغلت فرصة تواجده بالوطن الأم واتصلت به هاتفيا لإجراء هذا الحوار، فكان سعيدا بهذا الاتصال. * أولا، نشكرك على قبول دعوتنا لمحاورتك، وكسؤال رووتيني: أين يتواجد حفيظ حاليا؟ ** والله سعدت كثيرا بهذا الاتصال، وهنا تأكدت أن لدي جمهورا عزيا يحبني ويبحث عني، فأنا في عطلة بالجزائر العاصمة رفقة العائلة، وبعدها أعود إلى الدوحة. * نبدأ أسئلتنا بمستوى البطولة الوطنية بصفة عامة... ** الحديث عن مستوى البطولة غير موجود إطلاقا، وأعتقد أن مستوى البطولة يبقى بعيدا عما هو منتظر. وإذا تحدثنا عن بطولة الموسم الفارط على جميع المستويات، من حيث الأداء ومن حيث تجاوب الجماهير، فأظن ذلك أكبر دليل على المستوى الحقيقي للكرة المحلية، والتي تبقى بعيدة كما قلت عن المستوى، لكنها غير مختلفة عن مستوى البطولات العربية. * لكن ضعف المستوى مرده الضعف الكبير في النوادي وتسييرها... ** إذا أردنا معرفة مستوى البطولة الوطنية، من المفروض أن نشرح وضعية فرق غالي معسكر، شبيبة تيارت، مولودية العاصمة، شباب قسنطينة ورائد القبة، هذه الفرق وأخرى، لها قاعدة من أنصار وتقاليد الفرق الكبرى، لكن المشكل هو الصراعات والرجل غير المناسب في الفرق، لأن الإمكانيات المادية والبشرية موجودة في كل النوادي دون أدنى شك. * البطولة الوطنية هي مرآة عاكسة للمنتخب الوطني، فما رأيك؟ ** من المفروض مستوى البطولة يعكس مستوى المنتخب الوطني، لكن الشيء الحاصل إيجابي؛ فالمنتخب الوطني هو الذي أصبح يفرض على البطولة أن تسايره، وأنتم تعلمون أن التشكيلة الوطنية تتكوّن من لاعبين يلعبون خارج الوطن، ماعدا ڤاواوي، وهنا نتأكد أن المنتخب الوطني لا يعكس مستوى البطولة الوطنية، وهذا لعدة أسباب لا داعي لذكرها. * ما هي حظوظ "الخضر" في تصفيات كأس العالم؟ ** الشيء الأصعب قطعناه، فالمنتخب الوطني ومن دون مجاملة هو الأحسن حاليا ومن جميع النواحي، حيث أصبح ناضجا بفضل إرادة وثقة اللاعبين، وهذا طبعا بعد الإمكانيات التي وفرتها السلطات العليا وهيئتها الاتحادية. قد تشاطرني الرأي إن قلت لك إن المنتخب الوطني هو المترشح الأول لبلوغ مونديال جنوب إفريقيا، لكن يبقى الحذر وتفادي الغرور من جهة، والتركيز والعمل، أشياء مطلوبة إذا أراد المشاركة للمرة الثالثة في كأس العالم. * كيف ترى مواجهة الأوروغواي إعلاميا وهل تتوقّع تكرار سيناريو الأرجنتين والبرازيل؟ ** أنتم تعلمون أن المباريات الودية ضرورية واللاعبون هم من طالبوا بها وأمام منتخبات قوية، على غرار إيطاليا، إسبانيا الأرجنتين والأوروغواي، لأن الأمر مفيد ومواجهة منتخبات من هذا النوع يزيد من ثقتهم وقوتهم، وكذا نضجهم.. لكن المشكل هو كيف نتعامل مع هذه المواجهات، وقبلها لا يجب أن نخاف بهذه الطريقة، لأن الخوف سيعيد "الخضر" إلى نقطة الصفر، لكن تأكدوا أنني واثق جدا رفقة باقي الجزائريين أن الطاقم الفني يقوم بعمل بسيكولوجي كبير تجاه اللاعبين، والدليل تحسّن اللاعبين فنيا، سواء من الناحية الجماعية أو الفردية. * لكن التحسّن الذي طرأ على المنتخب الوطني كان بفضل جهود الجميع، ومعه الإعلام الرياضي، أليس كذلك؟ ** بالفعل، الجميع ساهم في تطور أداء أشبال سعدان بعد الإرادة السياسية، وهو ما أثر في نفسية كل الجزائريين، ومعهم الإعلام الرياضي الجزائري الذي اكتسب خبرة كبيرة وتفادى التجارب السابقة خدمة لمصلحة الكرة الجزائرية، وهو ما حصل، أين لعب دورا كبيرا في استقرار المنتخب الوطني مقارنة بنظيره المصري. وكما قلت، أعتقد أن الجميع كان له دور كبير وفعال في نتائج "الخضر". وبالمناسبة، أحيي كل الأسرة الإعلامية على صوتها الواحد خدمة للوطن. * متى يعود دراجي إلى التلفزيون الجزائري أو يكون على رأس قناة رياضية جزائرية؟ ** كل شيء بالمكتوب، في حياتي لم أكن أتصور بأنني سأغادر التلفزيون الجزائري. لكن تأكد، مثلما غادرته، سأعود يوما ما إليه، ربما غدا أو السنة المقبلة، وربما لا أعود. أما فيما يخص مشروع القناة الرياضية، فتبقى حلما لكل الجزائريين. تأكد وأنا أعمل بالدوحة، أتخيل وأتصور أنني أعمل بالتلفزيون الجزائري ولجمهوري الكريم. * نعود إلى الوراء، كيف كان شعورك في لقاء مصر وأنت بعيد عن أرض الوطن؟ ** شعور لا يمكنني أن أصفه لكم؛ عشت المباراة بكل جوارحي وكنت موجودا أنا والعائلة بالدوحة، وأؤكد لكم أنني توقّعت تسجيل هدفين قبل حدوثهما بثوان فقط، وخرجت كباقي الجزائريين للاحتفال بالانتصار الكبير للكرة الجزائرية. * إذا قلنا لك ما هي المباراة القادمة التي تتمنى أن تعلق عليها، ماذا يقول دراجي؟ ** كما قلت لكم، الجميع شارك، أو بالأحرى ساهم في نتائج "الخضر" الإيجابية، وهو ما شجعني على مشاركة أبناء بلدي أفراحهم.. صدقني سأكون أسعد لو علّقت على مباراة زامبيا أو المنتخب المصري بالقاهرة. * بماذا تريد أن تختم هذا الحوار؟ ** أتمنى التأهل للفريق الوطني حتى تعود الكرة الجزائرية إلى مجدها الضائع.. شكرا لك جزيل الشكر على هذا الاتصال وتحياتي القلبية للجميع.