كان بوسع شباب بلوزداد أن يعود بالزاد كاملا من عاصمة الهضاب العليا سطيف، بعد فرضه التعادل على الوفاق المحلي، نظرا للعروض الكروية الرائعة التي قدمها في المرحلة الأولى والتي تمكن من خلالها من تسجيل هدف السبق بواسطة المهاجم المتألق صايبي، بعد تلقيه كرة ذكية من زميله بوقجان. أما المرحلة الثانية، فلم تجر الرياح كما تشتهي السفينة البلوزدادية، حيث لم تصمد طويلا في وجه التيار السطايفي، ليتمكن قدور من معادلة النتيجة بعد أن استغل خطأ في المراقبة. وهي النتيجة التي افترق عليها الفريقان، وإن كانت إيجابية بالنسبة للشباب، فإنها لم تلق استحسان الجمهور البلوزدادي الذي كان يطمح في الفوز. وقد انتهج المدرب حنكوش خلال المواجهة الأخيرة أمام وفاق سطيف، خطة (4-4-2) والتي تكمن قوتها في الاستحواذ على أكبر عدد ممكن من الكرات واستيلاء على مساحة واسعة من الملعب، وهي خطة عادة ما تستعمل لتكسير خطة المنافس من خلال الإطباق عليه في منطقته، وهو ما حاول الطاقم الفني تطبيقه من خلال تحصين المنطقة الخلفية بأربعة مدافعين وتكثيف خط الوسط بأربعة لاعبين لكي يساعدوا في نقل الكرة إلى الأمام والعودة للوراء في حالة تضييعها، بينما تبقى مهمة المهاجمين الاثنين انتظار الكرات وإيداعها الشباك، كما حصل في لقطة الهدف عندما تلقى صايبي كرة من الخلف. بعد غياب ليس بالطويل، يعود من جديد المدافع المحوري لبلوزداد هيريدة إلى القلعة الحمراء، حيث سجل عودة قوية بدليل الأداء الجيد الذي أبان عنه في مواجهة سطيف، وقد استقبل هيريدة حرارة السطايفية ببرودة تامة ووقف الند للند أمام الترسانة الهجومية التي يملكها بلحوت، رغم خبرتها العالية، ليترك بعدها انطباعا حسنا لدى الجمهور السطايفي والبلوزدادي، وبالتالي فإنه بات يهدد الوافد الجديد ابن مغنية المدافع ميباركي. يرى مدافع بلوزداد كريم معمري أن فريقه كان قادرا على العودة بالنقاط الثلاث من سطيف، حيث ضيّعوا الضربة القاضية في الشوط الأول لولا بعض الفرص العديدة التي أتيحت لهم، وصرح في هذا الشأن: "لم نحسن استغلال الفرص التي أتيحت لنا في الشوط الأول، والتي فاقت ثلاث الفرص، وعودتنا إلى الوراء سمحت للوفاق بتكثيف حملاته الهجومية، وهو ما كلّفنا هدف التعادل بعد طرد اللاعب لحمر الذي كان المنعرج الحقيقي للمباراة".