ضيع شباب بلوزداد فوزا ثمينا في ثالث سهرة رمضانية جرت على ملعب أول نوفمبر أمام مولودية باتنة، حيث كان بوسعه أن يعود بالزاد كاملا من عاصمة الأوراس بعد العروض الكروية الرائعة التي قدمها في المرحلة الأولى والتي تمكن من خلالها من تسجيل هدف السبق بواسطة المهاجم المتألق صايبي بعد عمل فردي رائع، لكن صمود البلوزداديين لم يدم طويلا فلم تجر الرياح في وجه التيار الباتني ليتمكن معوش من معادلة النتيجة بعد أن استغل خطأ في المراقبة. وهي النتيجة التي افترق عليها الفريقان وإن كانت إيجابية بالنسبة للشباب فإنها لم تلق استحسان الجمهور البلوزدادي الذي كان يطمح إلى تكرار سيناريو الموسم الفارط. يبدو أن ملامح التشكيلة المثالية لشباب بلوزداد أصبحت معروفة لدى محبي الفريق، حيث أن المدرب حنكوش اعتمد أمام مولودية باتنة على نفس الأسماء التي لعبت أمام العلمة في الجولة ما قبل الفارطة باستثناء هذه المرة دخول هيريدة مكان ميباركي، ما يعني أن بقية الأسماء أضحت مهددة لاسيما وأن أداء التشكيلة الحالية في تحسن مستمر بعد النية الحسنة التي تظهرها أثناء المواجهات والتدريبات على حد سواء. انتهج المدرب حنكوش خلال المواجهة ألأخيرة أمام "البوبية" خطة (4-4-2) والتي تكمن قوتها في الاستحواذ على أكبر عدد ممكن من الكرات واستيلاء على مساحة واسعة من الملعب وهي خطة عادة ما تستعمل لتكسير خطة المنافس من خلال الإطباق عليه في منطقته، وهو ماحاول الطاقم الفني تطبيقه من خلال تحصين المنطقة الخلفية بأربعة مدافعين وتكثيف خط الوسط بأربعة لاعبين لكي يساعدوا في نقل الكرة إلى الأمام والعودة للوراء في حالة تضييعها، بينما تبقى مهمة المهاجمين الإثنين انتظار الكرات وإيداعها في الشباك كما حصل في لقطة الهدف عندما تلقى صايبي كرة من الخلف. اعتمد اللاعبون في المواجهة الأخيرة على الكرات القصيرة التي تكون من لمسة واحدة من أجل التوغل السريع في منطقة المنافس والاستخواذ على أكبر عدد ممكن الكرات، وقد تمكن أبناء حنكوش من مباغتة منافسهم بكرة قصيرة لعبت بين ، بينما الكرات العالية فإنه عادة ما تكون نسبة التسجيل فيها ضئيلة خاصة إذا لم تجد أصحاب الرأسيات. لم يدخر الحارس البلوزدادي أوسرير أي جهد من أجل تقديم مباراة في القمة التي تعد من أحسن المواجهات التي لعبها هذا الموسم، خاصة وأنه أبطل مفعول جميع الكرات الخطيرة التي شكلها مهاجمو باتنة في الشوط الثاني على غرار معوش، والتي كاد على إثرها أن يعود زملاء معمري معبئين بهزيمة ثقيلة من شأنها أن تعيد نكسة وهران إلى الأذهان. بعد غياب ليس بالطويل يعود من جديد المدافع المحوري لبلوزداد هيريدة إلى القلعة الحمراء، حيث سجل عودة قوية بدليل الأداء الجيد الذي أبان عنه في مواجهة سطيف، وقد استقبل هيريدة حرارة "البوبية" ببرودة تامة ووقف ندا للند أمام الترسانة الهجومية التي يملكها كاستيلون رغم خبرتها العالية، ليترك بعدها انطباعا حسنا لدى الجمهور الباتني والبلوزدادي وبالتالي فإنه بات يهدد الوافد الجديد إبن مغنية المدافع ميباركي. أما صاحب الخبرة الكبيرة في الميدان الوناس بن دحمان فكان بمثابة المحارب الذي يذوذ عن منطقته ولا يترك المهاجيمن يقتربون منها، ويبدو إبن بغليه في أحسن أحواله فبعد المواجهة الرائعة التي أداها في المواجهات الفارطة أكد مرة أخرى أنه مدافع من طينة الكبار عندما أغلق جميع المنافذ أمام مهاجمي المولودية وفوت عليهم عدة فرص سانحة للتهديف. بينما إبن "لامونطان" المهاجم صايبي فإنه يبدو قد ضمن مكانته في التشكيلة الأساسية لبلوزداد وأصبح من اللبنات التي يبني بها المدرب حنكوش خطته في كل مقابلة يخوضها، فصايبي ترك انطباعا حسنا في المواجهاتين الفارطتين عندما سجل هدفا وصنع آخر، ليؤكد مرة أخرى أنه ماض في تأكيد ما قاله بأنه سيكون هداف بطولة هذا الموسم بعد أن سجل هدفا جميلا في مرمى باتنة رغم المحاصرة الشديدة التي تلقاها من طرف المدافعين. سجلت تشكيلة "العقيبة" تحسنا كبيرا حيث بدأت تظهر معالم الفريق مع مرور الجولات وهو الشيء الذي كان يبحث عنه المدرب حنكوش منذ بداية البطولة، وقد ظهر الانسجام واضحا بين الخطوط الثلاثة بدليل الانتشار الواسع فوق الميدان، خاصة وأن كل اللاعبين يساهمون في خلق فرص التهديف وهو مؤشر إيجابي كما قال حنكوش، لكنه في المقابل لا يزال قلقا بشأن غياب اللمسة الأخيرة لدى المهاجمين. مما لاشك فيه أن المدرب حنكوش سيقع في ورطة حقيقية عند اختياره التشكيلة الأساسية وسيكون ملزما على انتقاء اللاعبين الأكثر جاهزية لخوض المواجهات الرسمية، ويبدو أن تعدد الأسماء في الفريق سيجعله في حيرة من أمره، لاسيما بعد عودة المصابين يونس وبوسحابة الأمر الذي سيشعل نار المنافسة حول المناصب والتضحية بالبعض ستكون واردة.
