سعيا منها لإيجاد مخرج قصد تسوية الأزمة الدبلوماسية الحاصلة بين العراق وسوريا على خلفية تفجيرات الأربعاء الدامي، شرعت إيران وتركيا في وساطة لأجل تسوية الأزمة بين بغداد ودمشق، التي اندلعت بينهما مؤخرا بعد اتهامات الحكومة العراقية لدمشق بالضلوع في التفجيرات العنيفة التي هزت بغداد ومطالبتها بتسليم معارضين سياسيين عراقيين من حزب البعث موجودين في أراضيها، قالت بأنهما مسؤولان عن التفجيرات وهو الأمر الذي أشعل فتيل أزمة دبلوماسية بينهما، أدى إلى استدعاء الطرفين لسفيريهما. وسيقوم الوزير التركي أحمد داود أوغلو اليوم بزيارة إلى كل من سوريا والعراق، في محاولة منه لإيجاد حل للأزمة التي تعصف بين الدولتين ،حسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية التركية، حيث أوضح البيان أن أوغلو سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره وليد المعلم في دمشق، كما سيجري محادثات مع المالكي ونظيره زيباري في بغداد أيضاً. كما ذكرت مصادر في الخارجية التركية أن أوغلو يحمل معه بعض الاقتراحات التي سيعرضها على الجانبين، للخروج من الأزمة التي تعصف بين البلدين . من جهة أخرى وصل وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي إلى بغداد، في زيارة مفاجئة في مؤشر لوساطة إيرانية لحل الأزمة بين بغداد ودمشق. حيث أجرى متقي محادثات مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري . وأوضح الوزير الإيراني خلال المؤتمر الصحفي ،" أن استقرار الأمن في العراق له تأثير إيجابي على المنطقة وإعادة الأمن والاستقرار إليه هي من مسؤولية جميع دول الجوار والمنطقة".مضيفاً أن "العراق وإيران سيعقدان اجتماعين خلال الشهرين المقبلين في إيران، الأول سيكون على المستوى القنصلي، والآخر سيضم اللجنة الاقتصادية للبحث في مسألة المياه. وعن الأزمة الدبلوماسية الحاصلة بين العراق وسوريا، أكد وزير خارجية العراق أن بلاده لا تريد أن تتوتر العلاقة بينها وبين سوريا، وهي من الدول التي تريد احتواء المشكلة، إلا أنه ماض في الإجراءات التي اتخذها مجلس الوزراء خصوصاً مايتعلق بتسليم إثنين من القياديين في حزب البعث العربي الاشتراكي. وتأتي الأزمة الدبلوماسية بين دمشق وبغداد، بعد فترة من تحسن العلاقات وصفت بالذهبية، حيث زار رئيس الوزراء العراقي دمشق الشهر الجاري والتقى الرئيس بشار الأسد، إذ أسفر الاجتماع بين رئيسي وزراء البلدين إلى "إعلان سياسي مشترك لتأسيس مجلس تعاون استراتيجي عالي المستوى برئاسة رئيسي الوزراء" .