اعتبر، الشيخ سلمان بن فهد العودة، الداعية المشهور، أن العنف في الجزائر قد فشل، واصفا ما جرى في الجزائر وفي بلاد أخرى من ارهاب بأنه "مجرد إحداث نوع من الشغب الذي يؤدي إلى أثر سلبيّ على صعيد الإعلام، يؤثر في نفسيَّات الكثير من الشباب، ويعوِّق مسار التنمية والإصلاح السياسي، وبالتأكيد يعوق مسار الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى". العودة كان يتحدث في برنامجه الشهير "حجر الزاوية" الذي يحظى بنسبة مشاهدة مهمة ويبث على قناة "الأم بي سي"، وتناولت الحلقة موضوع الإحسان إلى الوطن،حيث أكد الداعية أنه يجب على الإنسان أن يحسن إلى وطنه الذي عاش فيه، ولو تعرض إلى الظلم، منبها إلى أنه بلا أمن لا يمكن أن تكون دعوة ولا تنمية ولا حياة بالمرة. وقال العودة إن لقمان الحكيم كان يقول لابنه "يا بُنَيّ، البئرُ التي شربتَ منها لا ترمِ فيها الحجر"، فالبلاد التي عاش فيها الإنسان أو المجتمع أو المدرسة أو حتى الشخص، على الإنسان ألا يسعى إلى إفساده أو إيذائه. قبل أن يضرب مثلا بيوسف عليه السلام الذي عاش في بيئة كافرة، ليست بلدَه، فهو من الشام وحكم في مصر، وتولَّى إدارة الأمر، ومع ذلك لم يتحوَّل هذا عنده إلى نوع من الانتقام أو تصفيةِ حسابات مع أناس ربما وقفوا ضدَّه، أو يرى أن هذا البلد تنكَّر له، ولذلك عليه أن لا يقدِّم له أيَّ خدمة. ويعتبر سلمان بن فهد العودة أحد الدعاة الذين أقدموا على مراجعات مهمة في مسار الدعوة، وقدم أفكاره المعتدلة عبر عدة منابر، بينها موقع "الإسلام اليوم" الذي يشرف عليه. ورغم أنه تعرض في فترة من حياته إلى السجن، إلا أنه من بين علماء الدين الأكثر اعتدالا. وتأتي هذه التصريحات في سياق دفع العنف خارج دائرة الإسلام الحقيقي، حيث تواجه السعودية تطرف عناصر تنتمي إلى "القاعدة" وتنشط بالحرمين. ويذكر أن نائب وزير الداخلية السعودي، كان قد تعرّض إلى محاولة اغتيال منذ أيام قليلة، وهو أحد المنتمين إلى العائلة المالكة في السعودية، وتعتبر توجيهات العودة بمثابة إحياء في دواخل الشباب المتدين لمشاعر الوطنية التي ظلوا يخشونها إلى وقت قريب.