ودعنا رمضان منذ أيام مخلفا وراءه جملة من الطرائف والذكريات الجميلة والمضحكة، فالجزائري معروف بكثرة "التقلاق" وهذا ما يتسبب بنتيجة عكسية، من شجارات في الشارع أو أن يشتهي أشياء هو في غنى عنها على مائدته ومنهم من فطروا قبل الموعد، إنها قصص وحكايات مضحكة لفنانين جزائريين نترككم لتستمتعوا بها. هذه الحكايات التي سوف نرويها لكم ليست على سبيل أن نحكي وفقط لكن أن نأخذ العبرة وإياكم فالإنسان بطبيعته كائن حي يشتهي ويتأثر بالعوامل الخارجية مثله مثل أي كائن حي، كما أن هذه الحكايات تنطبق على أغلب الجزائريين. عندما اتصلنا ب"زوبير" وتهنئته بالعيد وجهنا له سؤالا عن حادثة غريبة جرت له في رمضان، فانفجر ضاحكا وروى لنا حادثة غريبة، حيث قال لنا أنا من النوع الذي يشتهي كثيرا في رمضان، ومعظم وقته تجده داخل المطبخ، وفي يوم من الأيام وجد إبنة أخيه حاملة تفاحة وتبكي وعندما سألها لماذا هذا الصراخ والبكاء، قالت له إن أمها لم ترض أن تقشر لها التفاحة فما كان عليه إلا أن يفعلها لتكف الفتاة من البكاء، وفي بداية تقشيرها بدأت غريزة الجوع تلعب برأسه وراح يكملها لها حتى وجد نفسه يأكل نصفها، كما روى لنا قصة شبه مماثلة حدثت معه رمضان الفارط، حينما كان يشتغل مهنة الزلابية وغطس إصبعه في العسل، هاتان الحادثتان الطريفتان اللتان رواهما لنا زوبير قال لنا بشأنهما جرت لي عدة حوادث مثلهما لكن حادثة التفاحة والعسل لن أنساهما ما حييت. روى لنا الفنان نوردين الدزيري الذي التقيناه في قاعة الموڤار عن حادثة أظن أن لا أحدا سمع بها أوجرت له سواء برمضان أو بعده فبعد فبعد أن استيقظ على الساعة الثانية عشر قبل الظهر وبحكم أن يوم السبت عطلة تهيأ له أن هذا اليوم يوم جمعة ومع رمضان وتأثيره عليه أخذ حماما وتوضأ متوجها إلى المسجد حاملا سجادته متخيلا أنه ذاهب لصلاة الجمعة يوم السبت، لكن تفاجأ بالمسجد فارغا ولم يفهم سبب عدم تواجد المصليين، ولحد الآن لم يفهم فبدأ يستغفر وبعد دقائق من اندهاشه تذكر أن اليوم يوم سبت وأنه صلى الجمعة يوم أمس، وفي نفس الوقت وعندما كان راجعا إلى منزله وهو يضحك رأته مجموعة من شباب حيه يمشي ويضحك فظنوا أن شيئا جرى برأسه...هذه الحادثة التي رواها لنا نور الدين جعلت أبناء حيه كلهم يستفسرون ظانيين أن شيئا حدث برأسه "هبل". عندما وجهنا لها سؤال إحمرت وابتسمت وترددت في أن تحكي لنا حكاية من طرائفها التي حدثت في رمضان وبعد إلحاح منا روت لنا قصة مضحكة لنا مبكية لعائلتها، فالمعروف لدى العائلة والمائدة الجزائرية طبق" الشربة" هو الأساس وبدونه مائدة رمضان كما يقولون " فارغة"، فطبق "الشربة" كانت من مسؤوليات فنانتنا رزيقة فرحان، لكن في أحد الأيام تركت المطبخ لتتابع حلقة من حلقات مسلسلها المفضل وتركت القدر على النار وبينما هي تشاهد المسلسل بدأت تشم رائحة غريبة، في بداية الأمر ظنت أن الرائحة آتية من خارج المنزل ، لكن وبعد لحظات بدأت تشتد الرائحة وبينما هي تشاهد تذكرت قدر الشربة فذهبت في أقصى سرعتها إلى المطبخ وهنا كانت الكارثة فقِدر الشربة احترق، وعرفت أنها وقعت في مشكلة خاصة وأن موعد الفطور بقي له ساعة من الزمن، وعندما سألناها لماذا اعتبرتها كارثة، قالت لنا عائلتي لم تتلذذ بطعم رمضان في ذلك اليوم، وأضافت أنها حزنت كثيرا لذلك الشيء. حكى بيبو ل"للأمة العربية" في اتصال به، أن قبل موعد الإفطار بساعة يذهب ليتمشى في الشارع لقتل الوقت، لكن في أحد الأيام كالعادة ذهب ليتمشى في شوارع عنابة مع صديق له تعطلت ساعته اليدوية ولم ينتبه لذلك، وهو يتمشى أحس صديقه أن موعد الفطور قريب وطلب منه أن يعودوا أدراجهم إلى بيوتهم، فنظر بيبو إلى ساعته فوجدها الخامسة والنصف، فما كان عليه إلا أن يقنع صديقة بأن الوقت لم يحن، فاختار بيبو أطول طريق ليتمشوا في " شارع البحر" وكان على موعد الفطور تقريبا ربع ساعة، وبينما هم يمشون حتى سمعوا آذان المغرب فعرفوا أن ساعته تعطلت، ومن شدة قلقه على أنه لم يفطر في المنزل نزع ساعته ودمرها تدميرا لأنها حسبه هي التي خدعته، مضيفا أنه عندما وصل إلى المنزل وجد عائلته قد اتمت الفطور وتتناول القهوة وأشار بيبو أنه لم يفطر في ذلك اليوم بشكل عاد.