منذ عام 1982 لم يعرف الشعب الجزائري نشوة انتصار كروي كتلك التي عاشها خلال ملحمة خيخون، أين فاز أسود الجزائر على ألمانياالمتحدة في أول خرجة عالمية لهم بمونديال إسبانيا التي فتحها ذات يوم الجزائري من الأمازيغ الأحرار طارق ابن زياد بمعادلة العدو أمامكم والبحر من ورائكم، خطة تبناها المجاهد الفذ رابح سعدان، تمكن من خلالها من قهر الفراعنة بملعب مصطفى تشاكير بالبليدة بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف سجله الزعيم أبو تريكة، مناصر غزة في ظل الحرب والحصار الإسرائلي بتواطؤ بعض الأنظمة المعربة والمستسلمة. المصريون وعلى رأسهم صحافة الفتنة التي تحركها أيادي خفية، شككت في فوز أبناء "مكة الأحرار"، كما شكك أعداء الجزائر في قدرة جيش التحرير الجزائري في إحراز نصر الاستقلال على فرنسا الاستعمارية وحلفها الأطلسي، الذي رغم خوضه حروبا ضد المستعمر الفرنسي وحلفائه ومنهم إسرائيل، أرسل جنوده الضفادع للمشاركة في حرب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. بعد مؤامرة الفريق النمساوي على المنتخب الجزائري التي حرمته من الوصول إلى الدور الثاني عام 1982 بإيعاز من الألمان، حاول جنود الجزائر المحروسة إعادة الكرّة من جديد بعد تأهلهم لمونديال مكسيكو عام 1986، إلا أن أياد خفية حاولت منع تكرار ملحمة خيخون بملعب قوادة لخارة. ومازاد الطين بلة، هو تدخل أشخاص لا علاقة لهم بالكرة في إدارة الفريق، رغم أنف المدرب. فإن مونديال مكسيكو ومخطط كسر الخضر مستمر، سواء على المستوى الإفريقي أو العالمي، إلا أن فوزه بالكأس الإفريقية المنظمة بالجزائر عام 1990 جعل منظري المؤامرة يعدون خططهم لجعل الفريق الوطني يحمل معه ذيل الهزيمة خوفا من ظاهرة احتفال الشعب الجزائري التي أدهشت العالم ليلة 7 جوان 2009، فالبعض قال إن الشعب خرج للترويح عن النفس، والآخر من صناع الإرهاب كفره، والحقيقة هي التعبير الحقيقي عن وطنية الجزائريين الذين لم ينسوا وطنهم الأم الجزائر، بدليل تحوّل كبريات العواصمالغربية إلى ساحة جزائرية زينتها الأعلام الوطنية، ومن هناك سقطت ادعاءات "الفرجة والترويح"، فأبناء المليون ونصف مليون شهيد يحبون فريقهم حتى النخاع ولم يصدقوا أنهم اكتشفوا فريقا كبيرا ذا مستوى عالمي، تمكن من قهر الفراعنة بنتيجة جعلتهم يتوهمون إن انهزامهم ناتج عن تسمم غدائي، والحقيقة أن خطة الدكتور سعدان هي التي لقحت عناصر الخضر ضد فيروس قدرة الفراعنة على هزم أسود الجزائر. خطة تسمم الفراعنة هندست احتياطيا لتبرير الانهزام، لأن المدرب شحاتة ومستشاريه يعرفون جيدا رد الفعل الشارع المصري عندما ينهزم فريقهم أمام الجزائر، من هنا ابتكر رفقاء شحاتة هذه الفكرة احتياطيا للخروج من المأزق في حالة الانهزام، فهيأوا لها الجو ليلا بالادعاء أنهم تسمموا قبل المباراة حتى لا ينكشف أمرهم، فوصلت برقية التسمم إلى الصحافة المصرية التي بدأت في "تسخين البندير"، وكأن الفريق المصري كتب عليه إلى الأبد النصر والفوز على الجزائر، وكأننا في حرب وليس في مقابلة كرة قدم. مباشرة بعد وضع أسود أول نوفمبر أولى خطواتهم للوصول إلى مونديال 2010، بدأ مهندسو الهزيمة من الداخل في حبك خيوط مؤامرة جديدة ضد الفريق الوطني للحط من معنوياته، وهو أمر مهم، حيث أغلقت أبواب اللجنة الأولمبية وصمم رواد المصالح على عدم إجراء انتخابات لتعيين الرئيس والمكتب التنفيذي لها طبقا لوائح اللجنة الأولمبية العالمية، ما يعني منطقيا إقصاء الجزائر من جميع المنافسات الدولية، وعلى رأسها إقصاء الخضر من مونديال جنوب إفريقيا. وبالتزامن مع خطة تفجير اللجنة الأولمبية، ظهر ملف آخر يعود تاريخه إلى سنوات التسعينيات، يخص غابة سياحية قيل إن وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار كان قد منحها لمؤسسة ترقية السكن العائلي مقابل دينار رمزي عندما كان واليا على بومرداس. أمر غريب ولا يدل على نزاهة من سرب الملف في هذا التوقيت بالذات لإضعاف موقف الوزير أمام أفراد المنتخب الجزائري، وهو يتأهب لمواجهة زامبيا والذي عاد منها بفوز ثمين أقلل مضاجع الفراعنة الذين أقسموا على التأهل للمونديال على حساب أبناء نوفمبر. وقد كشف مؤخرا الدكتور سعدان أن هناك أياد تريد التخلاط لزعزعة استقرار المنتخب الوطني. في هذا السياق، كان أصحاب الخطة لهم هدف واحد، وهو منع جنود المحروسة من الدفاع عن ألوان مكة الأحرار وتصوير وزير الشباب والرياضة في صورة المسؤول عن الفضيحة، وهو جزء من المؤامرة التى انطلقت منذ أن هزم رفقاء بتروني الفريق الفرنسي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل اثنين عام 1975 أثناء ألعاب البحر الأبيض المتوسط التى جرت بالجزائر، حيث زار الراحل هواري بومدين الخضر في غرفة الملابس وحثهم على الانتصار. زيارة كانت بمثابة هدف الانتصار الذي سجله بتروني، كما كانت رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لأشبال رابح سعدان يوم انطلاق المباراة أمام الفراعنة خريطة الطريق التى ستؤهل الجزائرإلى مونديال جنوب إفريقيا. وللأمانة التاريخية، كان الفريق الجزائري قد حرم من التأهل إلى مونديال فرنسا عام 1998 خوفا من إنزال جزائري على المدن الفرنسية وأي انتصار قد يقلب الأوضاع رأسا على عقب. هناك العديد من المعطيات والأدلة المنطقية، من أهمها صلابة عناصر الفريق الجزائري وارتفاع معنوياته، بالإضافة إلى الدعم المعنوي والمادي الذي وفرته الدولة الجزائرية، وعلى رأسها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يعرف ما معنى الرياضة عامة والكرة المستديرة خاصة، وهو من تولى وزارة الشباب والرياضة في أول حكومة جزائرية مستقلة. زد على ذلك، حنكة الدكتور رابح سعدان الذي كان قد صرح من جونسبورغ أنه سيحدث المفاجأة أمام زامبيا كتلك التي حققها بانتصاره على مصر يوم 7 جوان 2009، ولو تطلب ذلك الموت فوق أرضية الميدان.. وتحققت أمنية سعدان بفوز جيش الخضر على الثعلب ب 2 مقابل واحد. ومن منطلق كل هذه المعطيات وعناصر أخرى جمعناها بصفتنا محققين في مجلات متعددة، ومنها الرياضة، توصلنا إلى أن الفريق الوطني الجزائري سيتأهل رسميا إلى مونديال جنوب إفريقيا لعام 2010 وإن الفوز سيكون حليفه يوم 14 نوفمبر أمام الفراعنة، وهنا لا يمكن لنا أن نعطي الكفية التي سيتمكن بها الخضر من الانتصار، لأنه حاليا قد استطاع ربح المعركة بعد أن تدخلت إسرائيل في شأن الكرة الجزائرية، حيث تمنت إحدى صحف الكيان الصهيوني تأهل المصريين على أبناء المحروسة، وهنا اللعبة ظهرت للعيان وعرفنا لماذا تحاملت علينا منابر إعلامية بشتى أنواع قذائف الشتم والإهانات المجانية. وفي الوقت الذي تدخلت الحكومة الجزائرية لتهدئة الإعلام الجزائري وحث الجزائريين على ضبط النفس، بقيت الحكومة المصرية صما بكما، حيث أطلق أحد إطارات وزارة الرياضة المدعو الزهير أن سبب هذه الحملات، كانت قضية التسمم الذي تعرض له بعض اللاعبين، في حين كان المصريون بارعين في اختلاق مثل هذه الإشاعات، وما قضية بلومي والقائمة طويلة... إلا دليل على هزائم مصر مع الجزائر، لأن من يخاف هو من يقدم على مثل هذه الحماقات. وهل إهانة علم 40 مليونا جزائريا ووضع راقصة مكان الهلال والنجمة، هو فعل حضاري؟ ونحن نعلم أن إحدى هذه الراقصات كانت في يوم من الأيام ترقص على مائدة كسنجر اليهودي عندما زار مصر في عهد السادات.. والفاهم يفهم. تأهل الخضر إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010، سيكون له حافز معنوي كبير، سيجعل أكثر 40 مليونا جزائريا يحتفلون بعودة فريقهم إلى الساحة العالمية من بابها الواسع، والتي غاب عنها منذ عام 1986. وبناء على نفس المعطيات، سيتمكن أسود الجزائر من الفوز بكأس إفريقيا للأمم التي ستحتضنها أنغولا عام 2010. تأهل الخضر إلى مونديال جنوب إفريقيا وفوزه بكأس إفريقيا للأمم، مبني على المنطق الرياضي والتحليل الموضوعي والمعطيات التاريخية. فعندما يقول الدكتور رابح سعدان إنه سيحدث المفاجأة في زامبيا، وفعلها فعلا بقوله لو تطلب ذلك الموت فوق أرضية الميدان، فهذا دليل على أن الفريق الوطني الجزائري عقد العزم على الموت في ملعب القاهرة لتحرير العلم الوطني من تدنيس راقصات الهوى ويعيد مجد الجزائر فاشهدوا... فاشهدوا...