في هذه الملحمة شهق الألمان..واليوم تُذلنا غامبيا في مثل هذا اليوم 16 جوان 1982 وقبل أيام قليلة من ذكرى استقلال الجزائر العشرين.. كان لزاما على حوالي 20 مليون نسمة (عدد الجزائريين حينها) أن يقبلوا بما أفرزته قرعة مونديال اسبانيا. * حيث وجدوا أنفسهم في مواجهة حامل اللقب الأوروبي ألمانيا وفريقهم يلعب لأول مرة كأس العالم وهو مطالب بأن يحقق نتائج أحسن من تونس التي تعادلت أمام ألمانيا وفازت ضد المكسيك وانهزمت بصعوبة ضد بولونيا في مونديال الأرجنتين عام 1978، ولكن كل هذه التخوفات تبخرت بمجرد أن انطلقت المباراة عصر 16 جوان بملعب المولينون بخيخون أمام أزيد عن 10 آلاف متفرج معظمهم من الجزائريين. * حيث بلغ سعر رحلة إسبانيا مع كل التكاليف من إقامة ونقل وطائرة (5000 دج فقط) لمتابعة الدور الأول ودخل المنتخب الوطني بتشكيلة قادها المدربان خالف ومخلوفي وحرس المرمى سرباح وأحاط به في الدفاع مرزقان وقندوز والمحترفين في فرنسا قريشي ومنصوري وقاد الوسط المحترف دحلب واللاعبان المحليان فرڤاني وبلومي أما في الهجوم فكان عصاد وماجر والمحترف في بلجيكا زيدان وتم إقحام بن ساولة عندما كان منتخبنا فائز (1 - 0) في مكان زيدان وفي آخر المقابلة تم تعويض ماجر بلاعب القبائل لرباس، أما المنتخب الألماني فكان فعلا منتخب الأحلام بطل أوروبا لعام 1980 بقيادة الحارس شوماخر ونجوم على شاكلة شتيليكي وبريغل وبرايتنر (بطل عالم 1974) وماغات وليبتبارسكي وروباش ورومينيغي ودرب المنتخب دروال. * وسارت المواجهة كما أرادها المنتخب الجزائري إلى غاية الدقيقة 54 عندما قاد زيدان هجوما رد فيه شوماخر كرة بلومي فوضع ماجر فوق رأسي فوستر وكالتز في المرمى ورغم تعديل رومينيغي للنتيجة في الدقيقة 69 إلا أن المنتخب الجزائر قتل الألمان بهدف نادر الإحكام عبر تمريرات من وسط الميدان من قدم بلومي الذي هضم كرة مقشرة من عصاد وكان بإمكان عصاد ومرزقان وماجر من الوصول بالفاتورة إلى مهزلة من 4 أهداف، لكن مع ذلك عاشت الجزائر أفراحا صاخبة لعدة أيام رغم خروجها بعد ذلك بالطريقة المعروفة إثر هزيمتها (2 - 0) ضد النمسا وفوزها (3 - 2) ضد الشيلي بأهداف من بن ساولة وهدفين من عصاد.. وتمر الأن 26 سنة ومازال الجزائريون يعشون على الذكرى ويتزامن ذلك مع هزيمة مذلة ضد بلد يدعى غامبيا لم يكن في عام 1982 يعرف شيئا إسمه كرة القدم. * * أين هي ألمانيا؟ وأين هي الجزائر؟ * 26 سنة منذ أن فازت الجزائر على ألمانيا والناس يرفضون نسيان تلك المباراة وربما لايستطيعون، لأن الانتصارات بدأت وتوقفت في ذات اليوم فتمكن ذات الفريق من المشاركة في مونديال 1986 بالمكسيك، ثم اختفى نهائيا عن كأس العالم ويقد يكون هذه المرة من أوائل الخارجين من مونديال جنوب إفريقيا 2010 خاصة بعد خسارته ضد غامبيا. * وفي مقابل هذا الجفاف مازالت ألمانيا تصنع الحدث الكروي الأوروبي والعالمي بأنديتها ولاعبيها وأيضا منتخبها الذي انهزم ضد الجزائر عام 1982 ووصل في ذات العام إلى النهائي وعاود النهائي عام 1986 في الوقت الذي خرج منتخبنا من الدور الأول ثم فاز بمونديال إيطاليا 1990 في الوقت الذي لم يتأهل منتخبنا وبلغ الربع النهائي 1994 وواصل تألقه ببلوغ النهائي في 2002 وكان له شرف تنظيم المونديال الأخير وسيكون بالتأكيد مرشح للفوز بكأس العالم القادمة التي يدور رحاها في دولة افريقية - ليست الجزائر طبعا - وحتى الآن هو من المرشحين للتويج بكأس أمم أوربا بالرغم من سقوطه أمام كرواتيا. * حتى إذا نظرنا إلى نجوم ألمانيا الذين خسروا ضد الجزائر فكلهم يساهمون في نهضة ألمانيا كرويا، بينما يهيم لاعبونا في كل مكان ومنهم حتى من أصيب بأمراض نفسية مثل (جمال زيدان) مسجل هدف الجزائر ضد إيرلندا عام 1986 وصانع الهدف الأول ضد ألمانيا عام 1982. * مرت 26 سنة عن مونديال 1982 ومباراة الأحلام التي فاز فيها المنتخب الجزائري على ألمانيا ومن الصدف أن الجزائر خسرت ضد غامبيا وألمانيا ستلعب مساء اليوم ضد المساء وبالتأكيد ستفوز.