علمت "الأمة العربية" من مصدر موثوق به أن عائدَين من "غوانتانامو" صرحا خلال التحقيق معهما، أن القوات الأمريكية وخلال سنوات تواجدهما بالمعتقل قامت في إطار التفنن في تعذيب سجنائها إلى حقنهم بمواد لا يعرفون اسمها ولا الغرض من هذا الحقن الذي قد يكون في إطار تجريب أحد الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية. تفتح محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة يوم 06 جانفي 2010، ملفا آخر لعائدَين من المعتقل الأمريكي بغوانتانامو، وذلك بعد قضية كل من "ع.ف" و"ط.م" اللذان استفادا من البراءة أمام ذات المحكمة الأسبوع المنصرم، إضافة إلى بلباشا الذي حكم عليه غيابيا ب 20 سنة سجنا. ويتابع في ملف السادس من جانفي القادم، كل من "ح.مصطفى" المكنى أبو عبد الله و"ح.سفيان" المكنى هواري عبد الرحمان، أحدهما من ولاية بشار والثاني من الأبيار بالعاصمة، اللذان تم بتاريخ 02 جويلية 2008 نقلهما إلى أرض الوطن على متن طائرة خاصة، ليسلما إلى السلطات الجزائرية والمتابعين بجناية الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالخارج، التزوير واستعمال المزور. وجاء في ملف القضية أن المتهم "ح.مصطفى" المكنى أبو عبد الله، سافر رفقه ابن عمه "ح.ب" المكنى أبو رضوان وأبنائه "ع" و"س" من بشار باتجاه العاصمة المالية، مرورا بموريتانيا أين مكثا مدة خمسة أشهر، وقد تمكن من الحصول على جواز سفر مزور موريتاني، وبعدها انتقل إلى المملكة العربية السعودية والتحق به ابن عمه وأبناؤه، ليتصلوا بمركز الإغاثة الإسلامية للحصول على عمل وضمان إقامة. وبعد مرور حوالي شهر، قرر المتهم السفر إلى باكستان رفقة ابن عمه وأبنائه وعشرة أشخاص من جنسية سعودية ووصلوا إلى مدينة بيشاور بباكستان، ليلتحقوا بمركز الإغاثة الإسلامية، حيث تلقوا تدريبا عسكريا، ليواصل مسيرته إلى بعض الدول الأجنبية إلى غاية إلقاء القبض عليه بتاريخ 28 ماي 2002 من طرف مصالح الشرطة الباكستانية، التي سلمتهم إلى القوات الأمريكية التي حولتهم بدورها إلى القاعدة العسكرية الأمريكيةبغوانتانامو، الذي مكث فيه إلى غاية ترحيله إلى الجزائر بتاريخ 02 جويلية 2008. أما المتهم الثاني "ح.سفيان" المكنى هواري عبد الرحمان، فقد صرح خلال التحقيق معه بالقطب الجزائي المتخصص بسيدي امحمد، أنه غادر التراب الوطني نهاية شهر نوفمبر من سنة 1999 قاصدا أوروبا بحثا عن عمل، بعد أن تحصل على تأشيرة مكنته من الدخول إلى ميناء مرسيليا، توجه بعدها إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث تحصل على عمل كموزع إعلانات إشهارية، وأضاف المتهم أنه في سنة 2000 سافر إلى بريطانيا بطريقة غير شرعية، وهناك تعرف على جزائريين. انتقل بعدها إلى مدينة "دوفر" البريطانية بطريقة غير شرعية، وواصل طريقه إلى لندن، أين تعرف على أربعة أشخاص من جنسية باكستانية قال إنهم أقنعوه بالسفر إلى أفغانستان عبر باكستان ل "طلب العلم"، وتم ذلك فعلا. وأضاف المتهم في أنه بعد أحداث 11 سبتمبر التي استهدفت الولاياتالمتحدةالأمريكية، توجه إلى العاصمة كابول رفقة جزائري وبعدها إلى بيت "اللقاء" الكائن ببيركرم من أجل تعلم الشريعة الإسلامية، حيث تم تدريبه على استعمال سلاح من نوع "كلاشنيكوف". بعدها، توجه إلى مدينة "قندهار" واستأجرا بيتا ومكثا فيه. وبعد مرور أربعة أيام من شهر رمضان، وبينما كان المتهم "ح.سفيان" نائما في مسجد أصيب على مستوى الرأس جراء القصف الأمريكي على أفغانستان، تم على إثر ذلك نقله إلى المستشفى العسكري بباكستان في حالة غيبوبة، حيث خضع لعملية جراحية على مستوى الرأس، نقل بعدها إلى عيادة أحد السجون الباكستانية ليتم التحقيق معه. وأضاف المتهم أنه تم تحويله سنة 2002 إلى مطار القاعدة العسكرية بكوبا، حيث حقق معه حول علاقته بطالبان وبما يسمى تنظيم القاعدة الدولي، وعن سبب دخوله أفغانستان، حيث أكد لهم أن السبب هو تعلم أصول الشريعة الإسلامية، مؤكدا لهم عدم وجود علاقة له بالجماعات الإرهابية. تجدر الإشارة إلى أن المدعو "ح.مصطفى" المكنى أبو عبد الله هو أول عائد من غوانتانامو يكشف عن طرق التعذيب التي استعملتها القوات الأمريكية ضده، على غرار باقي المعتقلين بهذا المعتقل الذي طالما أثارت طرق التعذيب فيه عدة أطراف على رأسها منظمات حقوق الإنسان في العالم، حيث أفاد نزيل غوانتانامو لعدة سنوات أنه تم حقنه عدة مرات بمواد لا يعرف اسمها، وقد جاء في التقرير الطبي المحرر من طرف شؤون الصحة بمستشفى غوانتانامو أن المتهم "ح.سفيان"، ضحية قصف أمريكي بأفغانستان وهو مصاب بمرض عقلي مزمن، وإن حالته جد متدهورة تتطلب متابعة طبية وبسيكولوجية على المدى الطويل، كما حمل التقرير نوعية الأدوية التي يتعاطاها المتهم. يذكر أن المتهمَين أثناء التحقيق معهما، أنكرا علاقتهما بتنظيم القاعدة وحركة طالبان، وكذا تفجيرات سبتمبر التي اعتقلا بسببها من طرف القوات الأمريكية.