حمّل مستشار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، مسؤولية توتر العلاقات الجزائرية المصرية لوسائل الإعلام، سواء الجزائرية أو المصرية، كما أعرب ذات المسؤول في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، عن أسفه لكل ما حدث في أعقاب مباراتي كرة القدم اللتان جمعتا بين منتخبي البلدين، في القاهرة والخرطوم. كما اعتبر البارة الذي يزور مصر بدعوة من رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، بطرس بطرس غالي، للمشاركة في أعمال الملتقى الأول للمنتدى الدائم للحوار العربي الإفريقي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، الذي سيفتتح رسميا اليوم، بالعاصمة المصرية القاهرة، أن التصعيد الذي عرفته العلاقات الثنائية، ما هو "إلا سحابة صيف عابرة"، كما أكد البارة على أن الجزائر عازمة على مواصلة العمل المشترك، سواء مع مصر أو باقي الدول العربية والإفريقية، مشيرا في ذات السياق إلى أنه سيقدم خلال الملتقى ورقة عمل حول موقف الجزائر من قضايا الهجرة في منطقة المغرب العربي والساحل والصحراء. وفي الوقت الذي تطالب فيه مصر رسميا وحسب ما جاء على لسان وزيرها للشؤون الخارجية، وزير الدولة المصري المكلف بالشؤون القانونية والمجالس النيابية، أول أمس الاثنين بالتعويض عن الخسائر المادية والمعنوية التي لحقت برعاياها بالجزائر وتمسكها بتقديم الجزائر لاعتذار رسمي، أكد مستشار بوتفليقة أنه "كلف رسميا بتلبية دعوة الأشقاء بمصر من رئيس الدولة شخصيا"، كما شدّد على أن هذا الأخير حمّله رسالة قوية تؤكد على عمق العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين، والتي يعتبرها بوتفليقة "أسمى وأرفع من أية أزمات ظرفية مفتعلة". وفي المقابل، شرعت الجزائر في إطفاء النار، التي لا زالت تمد بألسنتها من مصر، وهذا بإرسال مسؤولين سامين للمشاركة في مختلف الملتقيات والمؤتمرات التي تحتضنها مصر، منذ بداية التوتر بين البلدين، عقب المباراة الفاصلة بأم درمان، والتي تأهل فيها المنتخب الجزائري إلى مونديال جنوب إفريقية، إلا أن الطرف المصري لا يبدي من جهته أي ليونة أو قابلية لطي صفحة الخلافات، خاصة عندما يتأكد أن الاتحاد المصري لكرة اليد، برئاسة هادي فهمي، ينتظر قرارا من الاتحادية الجزائرية لكرة اليد بشأن عدم مشاركة فرقه في بطولة الأمم الإفريقية التي يزمع تنظيمها بالعاصمة القاهرة، بين 11 و21 فيفري 2010، حيث سبق لمصر وأن اعتذرت عن تنظيم البطولة بسبب تأكيد مشاركة الجزائر فيها، إلا أنها عادت لاستقبالها تخوفا من عقوبات الاتحاد الإفريقي، والتي كانت ستقضي بمنع مصر من المشاركة في بطولة العالم لكرة اليد بالسويد عام 2011. كما يسعى المصريون للحيلولة دون مشاركة الجزائر في البطولة، إلا أن الاتحاد الجزائري لكرة اليد أكد مشاركة فرقه، سواء للرجال أو السيدات، الشيء الذي فنّده وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار.