قال الكاتب والصحفي المصري، يوسف أيوب، إن الرئيس الليبي معمر القذافي هو الذي أوعز للرئيس عبد العزيز بوتفليقة بأن يجعل الجزائر تزكي وزير الثقافة المصري السابق فاروق حسني ليكون مديرا عاما لمنظمة اليونسكو، ويسحب تأييد الجزائر لوزير الخارجية الجزائري الأسبق محمد بجاوي. وذهب الكاتب كعادة وسائل الإعلام المصرية، حين يتعلق الأمر بالجزائر، إلى أبعد من ذلك حين أراد أن يرجح كفة العلاقات الليبية المصرية القوية على نظيرتها الجزائرية، حين راح يسرد تاريخ العلاقات المشتركة بين ليبيا ومصر في مختلف المجالات. كما ذكّر الكاتب بتدخل معمر القذافي للوساطة بين الجزائر ومصر، عقب الأزمة التي نشبت بين الطرفين جراء أحداث القاهرة وأم درمان. ورغم هذه الافتراءات، خاصة ما تعلق بها بانتخابات اليونسكو، والتي يرى الكاتب أن سبب تزكية الجزائر لمرشح مصر بدلا من مرشحها، يعود للتاثير الليبي على الجزائر، فإن الكل يعلم أن الجزائر فعلت ذلك عن حسن نية ودون إملاء من أحد، لأن التزكية جاءت مباشرة وبسرعة بهدف عدم تشتيت الأصوات العربية. وعبر التجارب التي مرت بها المنطقة المغاربية، لم يذكر أن الجزائر قد خضعت لإملاءات من دولة ما، إلا إذا كانت في حدود العمل على تنسيق الجهود من أجل الأهداف العربية. ويبدو أن مصر تحاول بشتى الطرق لعب أوراق جديدة مع ليبيا، خاصة بعدما كانت تعتبر إلى وقت قريب أن دول المغرب العربي لا علاقة لها بالعروبة، فقد ذكّر الكاتب بمدى عمق العلاقات المصرية الليبية والتعاون بين الدولتين، وغيرها من كلمات الحب، ولكن نسي الكاتب وهو في خضم الحديث عن علاقة الحب بين مصر وليبيا الوهمية، ما فعلته مصر في حق الجماهرية الليبية أثناء الحصار الغربي الجائر عليها، أين تواطأت مصر وشاركت في حصار الشعب الليبي، كما تفعل اليوم مع الشعب الفلسطيني، وعلينا أن نذكّر الإعلام المصري وهو يتحدث عن علاقات الود والتعاون بين مصر وليبيا، أن هذه الأخيرة قدمت سرب طائرات ميراج والقاعدة الجوية طبرق لمصر في حرب ال 73، لتقوم بعدها مصر بعد إبرام اتفاقيات "كام ديفيد" باستخدام هذه الطائرات لقصف قاعدة طبرق، دون أن ننسى تفكير السادات في احتلال ليبيا، جراء مواقفها المناهضة للإستسلام. وعلى ضوء كل هذا، عن أي أخوة تتحدث مصر، بعدما كشفت أحداثها مع الجزائر عن المستور ومحاولة كسب ليبيا وضمها إلى الطروحات المصرية، ليست في واقع الحال سوى لعبة أخرى تنتهجها مصر بعدما أدار لها العرب ظهورهم منذ أن قلبت الجزائر الطاولة في وجه مبارك.