بعد فشل الدول الغربية، في منع إيران من مواصلة تطوير برنامجها النووي، الذي أبات هاجسا يقلق الغرب، لا سيما الولاياتالمتحدة، تشهد المنطقة مؤخرا، تحركات أمريكية واسعة، لنشر ترسانة عسكرية فيها، وتحديدا في الأردن، الإمارات العربية، والسعودية، تحت مظلة حماية هده الدول من الخطر النووي الإيراني المزعوم، الا أن المحللين السياسيين يرون، أن الهدف الحقيقي وراء هذا التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة العربية، هولضرب المنشئات النووية الإيرانية انطلاقا منها وذلك، بعد انقضاء المهلة الممنوحة لطهران لقبول العروض الأمريكية في نهاية شهر ديسمبر الماضي. وتتمثل هده التحركات الأمريكية في الزيارات السرية التي قام بها مسؤولون أمنيون أمريكيون إلى دولة الاحتلال الاسرائيلية، حيث زارها مدير جهاز الاستخبارات الأمريكية " ليون بانيتا مدير" في الأسبوع الماضي، وأجرى خلالها لقاء مع مسؤولين إسرائيليين من بينهم بنيامين نتنياهورئيس الوزراء، وإيهود باراك وزير الدفاع، ومائير دغان رئيس "الموساد" حيث تمحور هدا اللقاء حول الملف النووي الإيراني وكيفية التعاطي معه. إلى جانب زيارة الجنرال جيمس جونز مستشار الأمن القومي الأمريكي بداية هدا الشهر الجاري إلى اسرائيل،هده الأخيرة التي هددت مرارا وتكرارا بضرورة توجيه ضربة عسكرية إلى طهران لمنعها من التسلح نوويا مستقبلا . أيضا الاهتمام العسكري الأمريكي بمنطقة الخليج العربي، حيث شهدت هده المنطقة تسريع مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى بعض الدول الخليجية لا سيما العربية السعودية، لتحسين الدفاعات الجوية حول المواقع النفطية التي تهيمن عليها أمريكا، حيث تم نصب حول هده المواقع نظام صواريخ دفاعية، خوفا من أي ردة فعل إيرانية في حالة العدوان الإسرائيلي والأمريكي على المواقع النووية في إيران . وهوالاهتمام العسكري الأمريكي، الدي يرى فيه المحللون السياسيون، أنه يأتي في إطار الاستعدادات لمواجهة مع إيران، من خلال شن غارات جوية لتدمير منشآتها النووية . الإدارة الأمريكية، سبق لها وأن ادعت أن تسليح منطقة الخليج العربي، وكدا تواجد قواتها العسكرية في هده المناطق تحديدا، هومن أجل حمايتها من إيران ، في حين أن الهدف الحقيقي وراء تسليح هذه الدول هو ن أجل حماية مصالح الغرب الحيوية، المتمثلة في آبار النفط، وهوما يفسره معظم المراقبين ، الذين يرجحون أن تلتقي مصالح كل من الدول الخليجية وإسرائيل ضد إيران وتدمير قدراتها العسكرية، والنووية منها خاصة. لا سيما بعد تصريحات مسؤولين مصريين العام الماضي بضرورة تكوين تحالف عسكري جديد مع إسرائيل في مواجهة "العدو الإيراني المشترك". رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، زار السعودية هوالآخر الأسبوع الماضي، والتقى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وبعض المسؤولين، ودلك للبحث حول كيفية القضاء على طموحات إيران النووية والتحريض على مواجهتها بالقوة العسكرية، مثلما فعل مع العراق ، خلال غزوهدا البلد تحت مظلة القضاء على أسلحة الدمار الشامل، والتي سرعان ما اتضح زيفها. لأن الهدف الحقيقي وراء غزو واحتلال العراق كان من أجل القضاء على نظام صدام .