تنظر اليوم محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر في ملف آخر العائدين من معتقل غوانتانامو ويتعلق الأمر بكل من"ح.مصطفى" رفقة"ح.سفيان"، حيث سبق وأن أجلت القضية بسبب الحالة الصحية لأحد المتهمين الذي كان متواجدا بمستشفى الأمراض العقلية بالبليدة بسبب انهيار عصبي تعرض له بعد إصابته بشظية في رأسه خلال فترة إقامته بأفغانستان. وقد تم تحويل المتهمين من معتقل غوانتانامو من طرف السلطات الأمريكية بتاريخ 02 جويلية 2008 على متن طائرة خاصة، استلما من مطار هواري بومدين أين تم وضعهما تحت الرقابة القضائية تمهيدا لمحاكمتهما وفق ما ينص عليه القانون ، حيث ينتظر أن يجيب المتهمان قاضي محكمة الجنايات حول أسئلة متعلقة بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالخارج والتزوير واستعمال المزور. وتعود تفاصيل القضية إلى تاريخ 28 ماي 2002 حينما قامت مصالح الشرطة الباكستانية رفقة مصالح الأمن الأمريكية بتوقيف المتهمين، أين قاموا بتصوير محتويات المنزل باستعمال كاميرا رقمية بالإضافة إلى حجز أموال أحد المتهمين وبعض الكتب الدينية والوثائق الشخصية. وإثر دخول المتهمين إلى المعتقل بدا التحقيق مع "ح.مصطفى" حول علاقته بتفجيرات 11 سبتمبر 2001 وبقي على تلك الحال حوالي 10 أشهر بعدها زج به في السجن إلى غاية ترحيله إلى الترب الوطني. وقد ذكر المتهم "ح . مصطفى " خلال التحقيق معه أنه غادر الجزائر وبالضبط ولاية بشار سنة 1986 إلى موريتانيا بحثا عن عمل، وبعدها إلى الخليج. وفي 1988 سافر إلى باكستان وانضم لأحد مراكز الغوث الإنساني . وتقول تحريات الأمن الجزائري نقلا عن المحققين الأميركيين إنه تدرب على السلاح في أفغانستان. أما "ح.سفيان"الماكث لحد الساعة بمستشفى الأمراض العقلية بالبليدة فقد غادر الجزائر في 1999 متجها إلى فرنسا بحثا عن عمل. وتنقل بوثائق مزورة إلى بريطانيا حيث تعرف على باكستانيين في أحد مساجد لندن، نصحوه بالسفر إلى بيشاور طلبا للعلم الشرعي، حقيقة قام بذلك ثم تنقل إلى أفغانستان التي بقي فيها فترة قصيرة. خلالها ومن خلال التحقيقات التي قامت بها مصالح الأمن الأمريكية أنه هو الآخر تدرب على السلاح.