يمثل أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر، اليوم، “ح. مصطفى” رفقة “ح. سفيان”، آخر العائدين من معتقل غوانتانامو، لمحاكمتهما بتهمة ارتكاب جناية الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالخارج والتزوير واستعمال المزور. وسبق لمحكمة الجنايات أن أجلت النظر في هذه القضية بسبب تغيب أحد المتهمين عن المثول أمام المحكمة، بسبب تواجده بمستشفى الأمراض العقلية بالبليدة لتعرضه لانهيار عصبي، على خلفية إصابته بشظية في رأسه خلال فترة إقامته بأفغانستان. وحسب ملف القضية، فإن عناصر الشرطة الباكستانية والأمريكية أوقفوا سنة 2002 الجزائريين، بعدما قاموا بتصوير محتويات المنزل باستعمال كاميرا رقمية، بالإضافة إلى حجز أموال أحدهما وبعض الكتب الدينية والوثائق الشخصية، قبل أن يتم اقتيادهما إلى معتقل غوانتانامو، وفتح تحقيق بخصوصهما بدعوى الاشتباه بعلاقتهما بتفجيرات 11 سبتمبر 2001. وجاء في ملف القضية أن المدعو “ح. مصطفى” غادر مسقط رأسه بولاية بشار سنة 1986 إلى موريتانيا بحثا عن عمل، وبعدها إلى الخليج، وفي 1988 سافر إلى باكستان وانضم إلى أحد مراكز الإغاثة الإنسانية.أما بالنسبة للمدعو “ح. سفيان”، الماكث إلى حد الساعة بمستشفى الأمراض العقلية بالبليدة، فقد غادر الجزائر في 1999 متجها إلى فرنسا بحثا عن عمل، وتنقل بوثائق مزوّرة إلى بريطانيا، حيث تعرف على باكستانيين في أحد مساجد لندن، نصحوه بالسفر إلى بيشاور طلبا للعلم الشرعي، أين استجاب للنصيحة وتنقل إلى أفغانستان.