يقبع أهالي قرية صفراني المتواجدة على بعد 15 كلم عن مقر بلدية الحطاطبة في عزلة رهيبة فرضها ثلاثي البؤس، العزلة، والتهميش، والإقصاء. تتموقع قرية صفراني بمنطقة نائية وسط حقول أشجار الفواكه المتنوعة والمترامية الأطراف، أعطى المبررات الكافية للمسؤولين المحليين بأن يضعوها خارج اهتماماتهم لعقود من الزمن ولا يدرجوا بها أية مشاريع تنموية بامكانها أن تمنح نفسا جديدا لهاته القرية. التي تحتضر في صمت رهيب وسط الحرمان والتخلف هذا ما جعل سكان القرية يعايشون مع الأسف واقعا مريرا ومؤلما ومن كثرة صياحهم وصراخهم من أجل سماع مشاكلهم ونقائصهم،"بح" صوتهم وأصبح له مشكل مع مخارج الحروف واليوم يقول السكان ان السيل قد بلغ الزبى فاليأس من إيجاد الحلول قد بلغ منتهاه ولعل انعدام التهيئة بمسالك الطرقات التي تتواجد في وضعية كارثية هوأول ما يلفت انتباه أي زائر للقرية وبخصوص مسألة التهيئة اقر بعض الشباب الذين التقت بهم" الأمة العربية" بعين المكان أنها لم يتم تعبيدها أوتزفيتها يوما لتبقى على حالتها المتدهورة تلك لحد الساعة وهوما كان سببا يضيف محدثونا وراء المتاعب والمشاق التي يكابدها السكان سيما المتمدرسون الذين يواجهون ماسي ومعاناة كبيرة لاجتياز المسالك المذكورة المملوءة بالبرك الموحلة والمطبات علما أنهم لا يصلون إلى مدارسهم إلا بشق الأنفس زاد غياب النفل المدرسي في تعميق حجم ماساتهم وعزوفهم عن مواصلة الدراسة ما شجع بالتالي على تنامي ظاهرة التسرب المدرسي والرفع من نسبة الأمية بشكل رهيب، علما أن أطفالا صغارا لا يتعدون سن 13 يتركون مقاعد الدراسة مبكرا ليلتحقوا بعالم الشغل حيث تجدهم يتحملون مسؤوليات تفوق أعمارهم قصد مساعدة عائلاتهم على توفير القوت ولقمة العيش خصوصا وأن معظمهم ينحدر من أسر فقيرة بل ومعدمة. ومن جانب آخر تعيش الفتاة الصفرانية عزلة وتهميشا فضيعين جعلها شبه مدفونة وقد صرحت إحداهن في حديثها ل" الأمة العربية" أن الآباء يقومون بإيقافهن في سن جد مبكرة خوفا عليهن من الاعتداءات التي قد تعترضهن في الطريق ما حرمهن من مواصلة دراستهن وتحديد معالم مستقبلهن لتمكثن بالبيت فيما تجد معظمهن عراقيل وصعوبات جمة للالتحاق بمراكز التكوين بالمدينة قصد تعلم ولو إحدى الحرف وذلك نظرا للبعد من جهة وعدم توفر النقل الخاص لتبقى جميع نساء الحوش أميات تربضن في عزلة قاتلة.