قال المستشار الدولي في مجال المناجمنت الصناعية ندير العڤون، أمس، إن المنظومة الاقتصادية عاجزة عن استحداث أقطاب ريادية للصناعة وغير مؤهلة في الوقت الحالي لخلق نسيج مؤسساتي قوي، على غرار ما هو حاصل في الاقتصاديات الأوروبية والأمريكية، وكذا القوتين الاقتصاديتين الجديدتين الصين والهند. وأوضح ذات الخبير الاقتصادي، أن استمرار احتكار القطاع العمومي للقطاعات الإستراتيجية في البلاد وسيطرة التجارة الموازية على السوق المحلي، تظل من بين أهم الأسباب التي تعيق حركة النمو وتحول دون تطور وتحسن محيط الأعمال في البلاد. وقد أكد المشاركون في المنتدى الذي نظم، أمس، بالمدرسة العليا للأعمال بالمحمدية العاصمة حول واقع وآفاق المؤسسة الاقتصادية الجزائرية، في ظل التحولات الإقليمية والدولية، أن غياب الحوار والاتصال الإيجابي بين القطاع العمومي والخاص واستمرار احتكار الدولة لأغلب المشاريع الاستراتيجية بالبلاد، هي من أولى العقبات التي تقف دون استحداث أقطاب رائدة للصناعة، على غرار ما هو حاصل في فرنسا وكوريا والهند التي حققت الوثبة المنتظرة، بالرغم من افتقارها للموارد الطبيعية مقارنة بالجزائر، لأنها ببساطة اعتمدت على سياسة استثمار العقل واستغلال الكفاءات انطلاقا من مشاريع صغرى تابعة للقطاع الخاص. وقال العڤون إن تراجع أداء القطاع الخاص ببلادنا، سببه تمادي الدولة في إقصاء المتعاملين الخواص وتهميشهم وعدم إقحامهم للمشاركة في الصفقات والمشاريع الكبرى، علاوة على قصور برامج التأهيل والمرافقة التقنية للمشاريع، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى أن 500 مؤسسة فقط من ضمن 100 ألف استفادت من البرنامج. وسجل في الملتقى استياء كبير لدى المشاركين من مردود وأداء الهيئات المعنية بمشاريع دعم القطاع الخاص كالمجلس الوطني الاستشاري لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وصندوق ضمان القروض، داعين إلى ضرورة إيجاد السبل الكفيلة لتجاوز الوضع الحالي وفتح المجال أكثر أمام القطاع.