ذكر المحاضرون، في اختتام ملتقى أسبوع القرآن الكريم الحادي عشر، بالوطنية والمواطنة إبان الثورة الجزائرية والدور الذي لعبته من أجل التحرير وأيضا قبل الثورة منذ المقاومات الأولى التي قادها الأمير عبد القادر والنخبة التي كانت معه في خوض غمار معركة تخليص الوطن من المعتدين الغاصبين. الأسبوع الوطني للقرآن يأتي كل سنة من أجل تصفيات النخبة التي تفوقت على مستوى الولايات لتتنافس فيما بينها في مسابقة القرآن الكريم، حيث أن الفائزين بالمراتب الأولى سيمثلون الجزائر في المسابقات الدولية. وقد تميّز ت أيام أسبوع القرآن الكريم الحادي عشر في كل يوم بجلسة صباحية بإلقاء أربع محاضرات، تناولت الأولى استنهاض القيم الوطنية في الأمة وقد ألقاها الدكتور أحمد عيساوي من جامعة باتنة، والمحاضرة الثانية المعنونة ب "الأسباب النفسية لعزوف الشباب المتدين عن الخطاب الوطني"، وقد ألقاها الدكتور علي حليتيم من جامعة سطيف. أما الدكتور حسين لوشن من جامعة باتنة، فقد اختار موضوع تدخله "الحصانة الإستراتيجية لعملية التربية الوطنية الرائدة"، لتختتم الجلسة العلمية الصباحية التي ترأسها الأستاذ عبد الوهاب حمودة بمحاضرة الدكتور الذوادي قوميدي من جامعة باتنة لتعقبها منافشة. وفي موضع آخر، أفتى المحاضرون في الملتقى وعلى رأسهم وزير الشؤون الدينية والأوقاف غلام الله بضرورة الإبقاء على عقوبة الإعدام مع توقيف التنفيذ فيها مثلما تفعل الجزائر منذ التسعينيات، متسائلا: "لماذا نلغي التشريع ونغلق على أنفسنا؟ وماذا نفعل إذا احتجنا لتلك العقوبة هل نشرّع من جديد؟"، في إشارة إلى الجرائم الكبرى وقضايا الإرهاب والفساد التي تستدعي أحكام الإعدام، لكنه تمسّك بالمقابل بوقف تنفيذ تلك العقوبة. وعن اختيار شعار "الوطنية والمواطنة في الإسلام" الذي تدور حول موضوعه 18 محاضرة من محاضرات ملتقى أسبوع القرآن الكريم الحادي عشر، قال الوزير إن الاختيار لم يكن اعتباطيا، بل تأكيدا على انتقال الجزائر من ويلات الإرهاب إلى النقاهة منه وخروج الجزائريين من دوامة الاقتتال فيما بينهم إلى ضرورة التعاون على البناء وتوحيد الصف ضمن إطار الوطنية والمواطنة. للإشارة، فقد أصيب منظمو أسبوع القرآن الكريم وشيوخ الزوايا، أمس، بدار الإمام بخيبة أمل كبيرة، بعدما تأكد غياب رئيس الدولة عن افتتاح أشغال الأسبوع الحادي عشر للقرآن الكريم، وهي العادة التي دأب عليها منذ سنة 2000 وأخذ من الحدث موعدا دوريا ينعقد مرة كل سنة للالتقاء برجال الدين والأئمة وشيوخ الزوايا، خاصة أنه جعل من ترقية قطاع الشؤون الدينية أولوية ألحقته بقطاعات السيادة، مثلما يعد هو شخصيا صاحب المبادرات بإنشاء مسابقات القرآن الكريم وتشجيع الحفظة، سواء على المستوى الوطني بإنشاء أسبوع القرآن الكريم أو على المستوى الدولي بجائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم.