أشرف صباح أمس، وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد اللّه غلام اللّه بدار الإمام بالمحمدية على افتتاح الأسبوع الوطني الحادي عشر للقرآن الكريم الذي تناول هذه السنة موضوع "الوطنية والمواطنة" بحضور السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية وإطارات في الدولة وسفراء ومشايخ وأساتذة جامعات. بعد الاستماع إلى تلاوة عطرة لآيات من القرآن الكريم، ألقى وزير الشؤون الدينية والأوقاف كلمة الافتتاح التي تناول من خلالها المواطنة والوطنية في الإسلام، موضحا أن المصطلح عرف في المجتمعات الأوروبية إبان الثورة الفرنسية. وأضاف الوزير بعد الترحيب بالمشاركين في هذا الملتقى الوطني أن المواطنة عرفت في الإسلام قبل أن تعرف في الغرب في المجتمع المدني الذي أنشأه الرسول صلى اللّه عليه وسلم، من خلال الوثيقة التي أصدرها وحدد فيها روح المواطنة وترك الخيار لليهود إن هم أرادوا الدخول فيها. واستعرض الوزير في كلمته المجتمعات القبلية المتعصبة التي سبقت الإسلام فحين جاء الاسلام ظهرت الوطنية وحب الوطن وقد استشهد الوزير بالأثر الذي جاء عن النبي وهو يخاطب مكة بأنها أحبّ بلاد إليه. وأكد الوزير أن مصطلح المواطنة والوطنية أخذ مفهومه وخصوصياته من منظور الفكر السياسي الغربي، كما أنه أخذ ما يستحقه من الفكر الإسلامي، الانتماء والهوية ومبادئ الإسلام ومقاصد شريعته وإعادة قراءة التاريخ الإسلامي. وأكد الوزير أن مسؤولية إفهام المواطنة يتحملها العلماء لأنهم هم المعول عليهم في تحرير هذه الفهوم لأن تقديم ملامح الوطن والوطنية تنبع من الفطرة السليمة مستشهدا في ذلك بقول الشاعر: "بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام". وأضاف الوزير في تحليله موضوع "الوطنية والمواطنة" بالقول أن المواطنة سلوك يؤكد وطنية الفرد أو ينفيها، والإسلام دين الفطرة جاء ليهذبها لا ليلغيها، والإسلام دين، والدين يقوم على أرض يعمرها مواطنون وأكد أن حب الأرض في القرآن مقرون بحب النفس ومقرون بالدين وتعلق الإنسان بالوطن جبلة وغريزة ينزع الإنسان إليها بفطرته كقول الشاعر: "كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل" وأضاف الوزير أن تعلق الإنسان بوطنه هو الدليل على سلامة شخصيته لأن الوطنية انتماء وعاطفة وارتباط فلا خير في وطنية تقدس التراب وتهين الإنسان. كما ذكر الوزير بالوطنية والمواطنة إبان الثورة الجزائرية والدور الذي لعبته من أجل التحرير وأيضا قبل الثورة منذ المقاومات الأولى التي قادها الأمير عبد القادر والنخبة التي كانت معه في خوض غمار معركة تخليص الوطن من المعتدين الغاصبين. وللإشارة، الأسبوع الوطني للقرآن يأتي كل سنة من أجل تصفيات النخبة التي تفوقت على مستوى الولايات لتتنافس فيما بينها في مسابقة القرآن الكريم حيث أن الفائزين بالمراتب الأولى سيمثلون الجزائر في المسابقات الدولية. وقد تميّز اليوم الأول من أسبوع القرآن الكريم الحادي عشر في جلسته الصباحية بإلقاء أربع محاضرات، تناولت الأولى استنهاض القيم الوطنية في الأمة وقد ألقاها الدكتور أحمد عيساوي من جامعة باتنة، والمحاضرة الثانية المعنونة ب"الأسباب النفسية لعزوف الشباب المتدين عن الخطاب الوطني" وقد ألقاها الدكتور علي حليتيم من جامعة سطيف، أما الدكتور حسين لوشن من جامعة باتنة فقد اختار موضوع تدخله "الحصانة الاستراتيجية لعملية التربية الوطنية الرائدة" لتختتم الجلسة العلمية الصباحية التي ترأسها الأستاذ عبد الوهاب حمودة بمحاضرة الدكتور الذوادي قوميدي من جامعة باتنة لتعقبها منافشة. للتذكير الأسبوع الوطني للقرآن الكريم يدوم الى غاية 3 مارس ويعلن في اختتامه عن الفائزين في المسابقة بالاضافة إلى 20 محاضرة وندوة تتوزع على أيام هذا الأسبوع الكريم.