أكد الدكتور إلياس زرهوني، مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما للعلوم إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بأنه يبحث من خلال الزيارة التي يقوم بها حاليا في الجزائر إلى توطيد العلاقات الجزائريةالأمريكية والبحث عن صيغة لإمكانية الشراكة بين البلدين في مختلف الميادين، وعلى رأسها تكنولوجيات الإعلام والاتصال والصحة والتربية والطاقات المتجددة والموارد المائية. قال مبعوث الرئيس الأمريكي، إن صيغة التعاون التي تبحث عنها الولاياتالمتحدةالأمريكية لتفعيلها مع الجزائر من شأنها أن تحقق التنمية الاقتصادية وخلق المزيد من مناصب الشغل على مستوى الدول العربية، والتي تعد الجزائر من بينها، مضيفا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تقترح بالدرجة الأولى على الجزائر والعالم الإسلامي عامة العلوم والتكنولوجيات وتبادل المعارف والآراء والأفكار، وهذا ما يقصد به تحويل الخبرات الأمريكية نحو العالم العربي. وتطرق مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الجزائر، إلياس زرهوني لدى نزوله ضيفا على برنامج "ضيف التحرير" للقناة الإذاعية الثالثة، أمس، إلى فحوى البرنامج الذي أرسلت الولاياتالمتحدة بموجبه العلماء إلى عدد من دول العالم، ومن بينها الجزائر، والذي يهدف إلى تطوير مصادر الطاقة الجديدة وخلق فرص العمل في المسح البيئي، وزيادة فرص الحصول على مياه الشرب وتطوير أصناف جديدة من المحاصيل الزراعية، حيث أكدت الحكومة الأمريكية على إقامة شراكات في مجال العلم والتكنولوجيا لتحسين ظروف المعيشة في جميع أنحاء العالم. واعتبرت أن هذا البرنامج هو مفيد للولايات المتحدة والعالم، وهذا من خلال إرسال العلماء الذين يخلقون محركا للنمو والتقدم العالمي، الأمر الذي اعتبرته التزاما دوليا من العلماء الأمريكيين من ذوي الرتب العالية نحو الدول النامية، مع إمكانية بناء الجسور بين الأمم تساعد على تحديد الفرص المتاحة للتعاون المستمر. ومن المنتظر أن يلتقي المبعوث الأمريكي كما أكده برسميين وباحثين ومثقفين جزائريين خلال جولته، وهي الجولة الثانية له للمنطقة العربية بعد تلك التي قام بها في الأيام الأخيرة إلى كل من العربية السعودية وقطر وعمان، لبحث التعاون في المجالات العلمية الصحية والثقافية بين الولاياتالمتحدة والمنطقة العربية، وسيلتقي بكل من وزير الصحة السعيد بركات ووزير التربية أبو بكر بن بوزيد، علاوة على مسؤولين سامين من القطاع الاقتصادي الجزائري. هذا، وسبق وأن أعلن البروفيسور إلياس زرهوني خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية عن فتح صفحة جديدة في مجال التعاون العلمي بين أمريكا والعرب، وأن الحكومة الأمريكية لم تعد تتخوف من الطلاب العرب، وأوضح "إن عدم قبول العرب في الجامعات المرموقة وبعض التخصصات الحساسة انتهى"، في إشارة إلى أن ذلك التخوف حدث بعد أحداث 11 سبتمبر مباشرة، مضيفا بصريح العبارة: "أؤكد لكم شخصيا، نقلا عن الرئيس الأمريكي أوباما، بأن هذا التخوف الأمريكي قد ولى وأن الجامعات الأمريكية المرموقة بجميع تخصصاتها مفتوحة للطلاب العرب"، وهذا في الوقت الذي تراجع في السنوات الماضية عدد كبير من الطلبة العرب في الجامعات الأمريكية بسبب المضايقات وكذا إخضاعهم لمراقبة مشددة، الأمر الذي تسبب في خسائر هامة لهذه الجامعات. ومعلوم أن زرهوني ساهم في التوقيع على برتوكول الاتفاق العلمي بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية الموقع في عهد الإدارة السابقة ويحظى بشعبية كبيرة، حيث تولى إدارة مركز الأبحاث الطبية الأمريكي لست سنين في عهد جورج بوش الابن.