سقوط أول ضحية مهددة في المعارضة بتنحية مدير مؤسسة نظافة إيبيك تغطية: بن عيسى فاجأت يوم الخميس المنصرم المعارضة في المجلس الشعبي البلدي ببئر الجير المير بترسيم حالة الانسداد إثر انسحابهم من قاعة المداولات وترك رئيس البلدية حائرا وصامتا دون حراك بمكانه، وباءت أول محاولة للصلح بالفشل عقب استدعاء رئيس البلدية أمين قنفود الأعضاء لحضور مداولة حول مخطط التنمية المحلية 2018 التي سجلوا تغييب إدراجها منذ جانفي الماضي، وبالاستناد إلى مواد قانون البلدية لاموه على خرق النصوص قبل أن ينسحب منهم 18 عضوا وضعوه أمام الأمر الواقع مطالبين إياه بالتوقف عن تهديدهم، وبعث الرسائل المشفرة التي تجعلهم يستمرون في الانسداد. وفاحت رائحة نتنة من عمق المجلس الشعبي البلدي لبئر الجير، المجلس الموبوء اليوم بحمى الانسداد بسبب الفساد وينتظر والي وهران شريفي أن يتدخل فيه بفرض علاج يناسب ويرضي جميع الأطراف، على أساس أن خلافات حادة كهذه اعتدنا مداواتها في جلسات صلح، أو دراسة موضوعية لطلبات جميع الأطراف من أجل الحلول والخروج عن دائرة الحسابات الضيقة، خاصة وأن المعارضة خلال الآونة الأخيرة فقدت نهائيا ثقتها في رئيس الدائرة فليتي الذي يمثل الإدارة في تهدئة الأمور، وخدمة المنفعة العمومية، لا سيما وأن رئيس الدائرة أصبح محاطا باتهامات تدينه بالانحياز إلى “فاسدين” ينفذون سياسة الإغراء، وشراء الذمم المنتخبين، حيث كان الوالي شريفي يوم استئنافه العمل بعد العطلة قد حرص على توجيه إنذار غير مباشر إلى رؤساء البلديات مع المنتخبين حتى يبتعدون عن الخلافات التي لا تخدمهم ولا تخدم المواطن، وإذا كانت بئر الجير غارقة وهو ما لا يستطيع أحد تكذيبه لأن الجريدة تطرقت إلى بوادر الخلافات منذ أشهر، ووقوع حالة انسداد، الأمور خيوط العنكبوت اشتبكت بانقلاب الموالاة إلى المير على المير نفسه، فصار ثلاثة منهم يخيرون المير إنهاء مسؤولية التحكم والسيطرة في المشاريع من يد نائب الرئيس حمزة حميتو ساعد ولقروم الناصر رئيس لجنة المالية اللذان نزلا بالمطار بعد رحلة الحج. استفزاز مدير مؤسسة نظافة بلقايد يؤكد سياسة الضغوظ لردع المعارضة إلا أن انقسام المجلس إلى ثلاثة أقسام لا تعلم المعارضة على حسبها إن كان أمرهم مدبرا، من أجل ضمان بقاء رئيس البلدية، حيث من الممكن أن يبعد هؤلاء ويواصل المير شراء الذمم وبيع المشاريع. هذا وبعد ربع ساعة من انعقاد دورة المجلس الشعبي البلدي ببئر الجير، وتناقض نية رئيس البلدية بين الصلح مع المنتخبين المحليين المعادين له، واستمرار التهديد، امتد لهيب الضغوط إلى مؤسسة نظافة بلقايد التي يسيرها المنتخب المحلي في صف المعارضة محمد لعروسي الذي أمضى على وثيقة حالة الإنسداد، حيث علمت “الوطني” أن الأمين العام لبلدية بئر الجير الذي يساند بقاء المير وأتباعه منهم رئيس لجنة المالية الذي كان قد طار به منذ تعيينه على رأس البلدية في العهدة المنصرمة إلى إسبانيا في رحلة غسيل المخ، قام السيد الأمين العام للبلدية بعقد اجتماع مع عمال البلدية مساء يوم الخميس لإعلامهم بأن المدير الجديد على رأس المؤسسة سيبدأ عمله معهم هذا الأحد أي يوم غد. وزبرت آلة التهديد أول منتخب محلي بالمجلس الشعبي البلدي لبئر الجير من منصب مدير مؤسسة نظافة بئر الجير التي ترأسها رئيس البلدية الموظف لشقيقته كسكريتيرة، بينما لم تتضح الأسباب الجلية لتنحية المدير محمد لعروسي، ولا أمر بعض الوثائق المختفية بعد أن أوضح عمال أنهم لاحظوا دخول شخص غريب إلى المكتب وأخرج حزمة وثائق هي نفسها تلك التي سيكشف عنها في الأيام المقبلة. ولم ينفع أسلوب المعارضة المتقدمة بطلب شفهي إلى رئيس البلدية بأن يكف عن تهديدهم والابتعاد عن سياسة الضغوط والاستفزاز خلال انعقاد دورة المجلس التي انسحبوا منها، حيث قدموا الرسالة الشفهية، إلا أن المير استرسل بتنفيذ أوامر مملاة ولا سيما الأمين العام للبلدية. ويوم الخميس المنصرم، حضر 16 منتخبا معارضا دورة المجلس واثنين بالوكالة في صفهم، لأول مرة استخدم رئيس البلدية كاميرا لتسجيل وقائع الدورة التي استغرقت 15 دقيقة من التاسعة والنصف إلى التاسعة و45 دقيقة، تلوا على مسامعه بيان بعنوان: “طلب تدوين أسباب الانسحاب من محضر الجلسة“. المذهل أن رئيس البلدية قام ببرمجة ما طلبوه في الدورة الإستثنائية المصادقة على مخطط التنمية المحلية 2018، فبقي في مكانه صامتا ليرصد نية المعارضة في التشويش على برنامجه، قبل أن تباغته المنتخبين ببيان عن يبررون فيه سبب الإنسحاب، بأن ما عقده خارج نطاق القانون البلدية، حيث وضعوا تسبيبات قانونية شكروا من خلالها المير على عقد دورة استثنائية لدراسة نقطة مهمة تتعلق بمخطط التنمية البلدية 2018. المعارضة: “ميزانيات استهلكت قبل عقد مداولة حول مخطط التنمية 2018 لهذا امتنعنا وانسحبنا“ وتأسفوا على الوضع الذي لحقوا به من انسداد وانسحابهم من الدورة ليس لكونهم يقولون بأنهم ضد التنمية المحلية، حيث أعلموا الوالي بذلك والمواطن من الجلسة المنعقدة، ذلك أنهم طالبوا بداية العام وأثناء فترة التنصيب بضرورة إعداد مخطط التنمية البلدية طبقا للمواد 107 من قانون البلدية، مع ضرورة إشراك جميع الفاعلين المحليين من منتخبين وجمعيات ولجان أحياء، واستشارة المصالح التقنية معيبين على المير عدم استجابته للمطلب. وتابعوا في تبريرهم للإنسحاب بأن إعداد مخطط التنمية المحلية 2018 يتم بداية العام وليس مع نهاية السنة، أين تم استهلاك ميزانية البلدية والمصادقة على الميزانية الاضافية، تبعا للمرسوم 73/136 المتعلق بشروط تسيير وتنفيذ المخططات البلدية التنموية، أما عن مخططات التنمية المحلية انتقد المعارضون أنها لا تناقش في دورات استثنائية التي تستلزم طابع الاستعجال حسب المادة 5 من النظام الداخلي.