وأخيرا تقرر ردمها بعد انقضاء شهرين على مكوثها بالميناء حالة اختناق عاشها اليوم مواطنو وهران، جراء انبعاث الروائح الكريهة العفنة الاشبه برائحة " الجيفة "،والتي كان مصدرها حاويات الأسماك الفاسدة التي مركونة بميناء منذ تاريخ 19 ديسمبر 2020، حيث تم اليوم الإفراج عنها من ميناء وهران، بغرض تحويلها لمركز الردم التقني لبلدية حاسي بونيف، أين كان خروج الحاويات الثمانية في حدود منتصف النهار متجهة نحو مركز الردم التقني سالكة طريق الميناء نحو ملتقى حي جمال الدين، حيث خلفت الشاحنات المقلة لحاويات السمك الفاسد وراءها مياه قدرة عفنة متسربة الحاويات على طول الطريق، و انبعاث روائح قذرة استشعر رائحتها جموع المواطنين الأحياء والمجمعات السكانية، وكذا سائقي المركبات، اين بلغت حدة انتشار هذه الروائح المقرفة إلى داخل المقرات الادارية لمختلف القطاعات والمؤسسات التعليمية وكذا الصحية، وهو ما أثار استياء وسخط ساكنة وهران. ويأتي الإفراج عن الحاويات الثمانية للسمك الفاسد بعد أن فجرت جريدة "الوطني" القضية خلال الأسبوع المنصرم، والذي جاء بسبب إنقضاء شهرين على عملية حجز 8 حاويات ذات 20 قدم، من منتجات الأسماك الفاسدة على مستوى ميناء وهران إلا أن البضاعة كانت لا تزال ماكثة بأرصفة الميناء مما إنجر عنه إنبعاث الروائح الكريهة منها جراء تعفنها بعد توقف مبردات الحاويات، حيث انتشرت الروائح بالميناء مما أضحى يثير استياء وسخط عمال مختلف القطاعات. وتعود وقائع عملية حجز هذه الحاويات المعبئة بمنتجات سمك السردين المقدرة كميتها ب 131 طن، خلال شهر ديسمبر الفارط، والتي تم استيراداها المستورد من مدينة ألميريا الإسبانية من قبل متعامل إقتصادي خاص، أين كانت موجهة للتسويق المحلي، وبعد إخضاعها للفحص من قبل مصالح مديرية التجارة، حيث أسفرت نتائجها على أن الأسماك غير صالحة لللإستهلاك، وعلى إثرها تم تحرير محضر مخالفة وإلزام المتضرر بضرورة إعادتها للبلد الذي استوردت منه، إلا أنه تم الخلي عنها بالميناء وبقاءها مركونة أكثر من شهرين. وبعد اثارة الموضوع بجريدة "الوطني" تم اتخاذ كافة التدابير والاجراءات المعمول بها للتخلص من هذه الحاويات وردمها بمركز الردم التقني ببلدية حاسي بونيف. مع العلم أن ميناء وهران كانت مسرحا لعديد القضايا المشابهة لحاويات الأسماك كان آخرها 14 حاوية معبئة باللحوم المجمدة الفاسدة المستوردة مركونة بالميناء الجاف بالسانية MTA، منذ قرابة سنتين، والتي تم إتلافها مؤخرا، وحسبما أوردته مصادر مطلعة فإن هذه الحاويات 3 منها يعود لمتعامل في مجال استيراد اللحوم وهو حاليا رهن السجن، وباقي الحاويات تخص متعاملين خواص، والتي تخلى عنها أصحابها وأخرى على خلفية تورطهم في قضايا، والعجز عن التصرف فيها، رغم انقضاء المدة المحددة لمكوثها بالميناء. ناهيك عن تعرض البضاعة للاتلاف والتي أصبحت فاسدة. هذا وقد كان يعتبر هذا النوع من نشاط الاستيراد الوجه الخفي لتهريب رؤوس الأموال من وإلى الخارج تحت غطاء ما يسمى بالتجارة الخارجية، حيث سجل خلال شهر سبتمبر المنصرم عملية بيع 7حاويات من لحوم الأبقار الطازجة المستوردة بالمزاد العلني، من قبل المديرية الجهوية لجمارك وهران وذلك على مستوى الميناء الجاف MTA الكائن بالمنطقة الصناعية بالسانيةوحسبما أوردته مصادر مطلعة فإنه عملية بيع الحاويات السبعة بالمزاد العلني والمستوردة عبر الشحن الجوي للبضائع، جاءت نتيجة تخلي صاحبها عنها لأسباب مجهولة، وعدم اتمام اجراءات جمركتها، وانقضاء المدة القانونية لمكوث هذه الحاويات آنذاك. كما شهد ميناء وهران خلال شهر ديسمبر للعام المنصرم فضيحة لحجز 6 حاويات من معدن الرصاص المموهة بالنفايات الحديدية من قبل مصالح الجمارك لميناء وهران.