إنتقد رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني بشدة، الكتاب الأخير الذي صدر لرئيس الحكومة السابق رضا مالك، تحت عنوان "حرب التحرير والثورة الديمقراطية" أين أثار عدة قضايا تاريخية وإعلامية وسياسية ودبلوماسية. كان من أخطرها حسب أبوجرة حديثة عن الإسلام والإرهاب، والإسلام والديمقراطية. إتهم شيخ حمس، رضا مالك بالإفتراء على الحقائق، وكيل التهم جزافا لمن يدرك هو نفسه أنهم كانوا من حماة الدولة، ومن الذين استتبت بجهودهم الأوضاع، في فترة كان فيها الحديث عن الإرهاب يكلف صاحبه الموت. وعاد أبوجرة في رده على كتاب رضا مالك، إلى الفترة التي تعرف فيها عليه عام 1991، واصفا إياه بالإستئصالي والمتعصب لأفكاره، وقال أبوجرة، إن رضا مالك كان مهاجما لكل ما له صلة بالدين واللغة، و"الخطاب الإسلامي"، مصنفا كل ذلك في خانة الأصولية، التي تعني عنده الالتزام بالإسلام والعودة إلى أصوله، والتي كانت هدفا لمسمى القطب الديمقراطي المنافي لكل ما هو دين، وكان الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله، شديد الحذر من أطروحات رجلين في الجزائر، هما الهاشمي الشريف، (الأمين العام لحزب الطليعة الإشتراكية،) رحمه الله ورضا مالك (الأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري، الذي أسسه يوم 05 ماي 1995 بعد خروجه من الحكومة، وأعلن عن انسحابه منه يوم 21 ماي 2009 بعد أن ترشح التحالف الرئاسي بين الجبهة والتجمع وحركة مجتمع السلم في رئاسيات 09 أفريل 2009. ولم يتوقف أبوجرة عند هذا الحد، بل ذهب إلى أكثر من هذا، عندما إتهم جماعة رضا مالك بالسريان ضد مفعول قانون الوئام المدني، بعد الاستفتاء الشعبي الذي فاجأهم جميعا، وقال أنهم كانوا وراء تحريك ملف المفقودين. ونفس الشيء قاموا به سنة 2009 لعرقلة مرور الاستفتاء حول ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وأداروا ظهورهم للإصلاحات التي قال بعضهم، إنها تصب في رصيد التحالف الرئاسي الذي جمع يمين الوسط ويسار الوسط ووسط الوسط. وحاول أبوجرة في رده على رضا مالك، شحن التيارات الإسلامية، عندما ذهب إلى القول أن صاحب الكتاب قصد الأصولية، فالأصولية عنده واحدة سواء لبست لباس الفيس أو حماس أو النهضة أو الإصلاح، ولا فرق عنده بين متطرف ومعتدل، فكل من هو أصولي فهو شرّ، فالأصولية عند رضا مالك "شر كلها ولا يمكن أن ينتظر منها المجتمع أي خير بالنظر إلى ما قامت به من تجارب في أقطار كثيرة" فكلها تنتج الإرهاب الإسلامي منذ نشأتها الأولى إلى نهاياتها المؤلمة.