أكد مدير المؤسسة الاستشفائية محمد بوضياف بالبيض أن العائق الوحيد أمام تحسين مستوى الخدمات الصحية على مستوى المؤسسة يكمن في ضيق مقرها وغياب الأوعية العقارية المخصصة لبناء مشاريع من شأنها توسيع مستوى الخدمات ليشمل قطاعات وتخصصات أخرى تبقى الولاية في أمس الحاجة إليها . ويتعلق الأمر بأخصائيي طب الأطفال وطب العيون وتخصصات أخرى ظل قطاع الصحة بالبيض يفتقر لها طيلة سنوات من الخدمة التي أصبحت من مآسي المواطن المريض و التي زادت من سقمه ومعاناته خصوصا في التنقل إلى ولايات مجاورة وحتى بعيدة لتلقي العلاج ، في ظل العجز الحاصل بالولاية التي سجلت أرقاما قياسية في الأمراض المزمنة كفقر الدم والضغط الدموي والسكري الذي تحتل به البيض المرتبة العاشرة وطنيا حسب جمعيات ناشطة في المجال. وفي سياق حديثه للوطني أضاف عثمان عكروم مدير المستشفى أن هذا العجز الفادح يظل بعيد المنال في ظل غياب اهتمام جدي من الجهات الوصية على القطاع بالبيض لتوفير أوعية عقارية لانجاز مشاريع من هذا النوع ، والأهمية ، على غرار مشروع للأمومة والطفولة الذي تدعمت به المؤسسة مؤخرا بهدف تخفيف الضغط على باقي المؤسسات وإيلاء جانب من الأهمية لهذه الشريحة من المجتمع المتمثلة في الرعاية الكاملة لجيل المستقبل . وأردف محدثنا أن مصالحه تسعى جاهدة لرأب الصدع الحاصل بين الإدارة الصحية والمواطن خاصة البسيط منه من خلال الاهتمام بالخدمة العمومية للصحة التي تعد ملاذهم الوحيد في ظل محدودية الدخل وتنامي البطالة رغم الضغط الفضيع –على حد تعبيره- الذي تعاني منه المؤسسة جراء ما سماه غياب الخدمات الصحية على مستوى المؤسسات العمومية الأربع للصحة الجوارية الموجودة بالولاية. غياب الخدمات الصحية بالمؤسسات الصحية الجوارية ساهم في اختناق المستشفى بالمرضى ويتعلق الأمر بمؤسسة دائرة البيض التي تضم كلا من دائرتي الرقاصة وبوعلام ببلدياتهم والخيثر التي تضم بوقطب، توسمولين وباقي المناطق والتجمعات التابعة لها إداريا، ومؤسسة الشلالة التي تضم الأبيض سيدي الشيخ ، أرباوات بوسمغون ببلدياتهم، وانتهاء ببريزينة التي تعد أصغرهم باعتبار أنها تضم بلديتي الغاسول والكراكدة التابعتين إداريا لدائرة بريزينة، هذا الأمر الذي خلق نوعا من الازدحام على مستشفى محمد بوضياف لكونه أول مؤسسة كبيرة الحجم بالولاية والتي فتحت أبوابها مطلع ثمانينيات القرن الماضي بمستوى خدمات متدنية جدا وإمكانيات بشرية ظلت مصدر قلق وارتياب لدى المرضى طيلة العشرية الأخيرة من القرن الماضي إضافة إلى أن غالبية المرضى يفضلون التقرب منه بخلاف الإثنين الموجودين بكل من الأبيض سيدي الشيخ وبوقطب هذا الأخير الذي أصبح عبارة عن قاعة للاستعجالات في حوادث المرور بالنظر لقرب بوقطب من الطريق الوطني رقم 47 الذي يعرف حركية كبيرة خصوصا في النقطة المذكورة إضافة لتموقعه بعاصمة الولاية، كل هذه العوامل جعلت من مستشفى محمد بوضياف بالبيض قبلة أولى للمرضى عبر ربوع الولاية بلا منازع ، ما خلق تراكما خلط أوراق القائمين عليه على رأسهم مديره الذي استلم مهامه قبل عامين تقريبا إلا أنه وبشهادة العديد خلق طفرة نوعية في هاته الفترة البسيطة رغم النقائص الجذرية التي لم تعرف طريقها للحل خاصة ما تعلق منها بغياب الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة والنقص الكبير في الأطباء الأخصائيين بالرغم من توفر 25طبيبا فقط حسب محدثنا الذي قال أن نقص الكوادر البشرية يعد مشكلا وطنيا لا يمكن حله بسرعة خاصة وأن أغلبهم يفضلون العمل بالمدن الكبرى التي تتوفر بها عيادات متخصصة والعمل بها بعد نهاية فترة الخدمة اليومية لكسب أسرع وأوفر، وهذا ما تفتقر إليه البيض حيث لا يوجد عيادة مجهزة حتى في أبسط التخصصات باستثناء عيادة صغيرة افتتحت العام الماضي والتي اعتبرها البعض عبارة عن مخبر كبير فقط . غير أن السيد عثمان عكروم ثمن ما سماها المكاسب الحقيقية التي حققت خلال الخماسي المنصرم والذي أولى اهتماما كبيرا بقطاع الصحة من خلال فتح ثلاث مراكز صحية جديدة هذا العام عبر تراب الولاية ما يعني فتح المزيد من الخدمات، وأضاف أن مؤسسته استفادت من تأهيل طبيبين نحو فرنسا في إطار برامج رسكلة الأطباء وأضاف أنه راض عن هذا المستوى من الخدمات بالنظر إلى أن أغلب المراكز بمؤسسته توفر مستوى مستمر ويومي من الخدمات بغض النظر عن مستواها لكن المهم هو تواصلها وتوفرها خلال أيام الأسبوع، مضيفا أنه سعى لتحسين مستوى الخدمة على مستوى مركز تصفية الكلى الذي كان في حالة كارثية والذي وقفت الوطني على المستوى الجديد الذي يعايشه المرضى ، خصوصا بعد زيارة السلطات المحلية له مطلع الشهر الجاري والذي تحسنت خدماته بنسبة مريحة حسب ما أفادنا بها مرضى القصور الكلوي الذين التقهم الوطني ، رغم غياب التدفئة وطبيب مختص ، هذا الأخير الذي أكد محدثنا أنه ليس بالأهمية التي تراعى توفيره بالنظر إلى أن مرضى القصور الكلوي ليسوا بحاجة إليه بل بحاجة لزرع كلى –حسبه- إلا أنه أولى أهمية في حديثه لغياب النظافة على مستوى مدخل المؤسسة التي أصبحت عبارة عن مزبلة في ظل غياب اهتمام من البلدية هاته المزابل التي أثرت بشكل سلبي على صحة المريض التي هي متدهورة بالأساس زيادة على انتشار الكلاب الضالة ليلا والتي تسبب قلقا للمريض والطبيب على السواء، وأضاف أن المؤسسة ستستفيد من مشروع إضافي للأمراض المستعصية خاصة منها داء السرطان لتخفيف معاناة التنقل لولايتي وهران وسيدي بلعباس ما معناه معاناة إضافية، هذا المشروع الذي يجد مشكلا هو الآخر في أرضية بنائه ما أدى لتأخير إنجازه حيث فكر القائمون على المشروع في اختيار أرضية مجاورة للمستشفى بالنظر لخصوصيته واحتياج مرضاه لقربهم من مركز للرعاية، مدير مستشفى البيض يعتبر النقابات عائق أمام تحسن مستوى الخدمات منهيا لقاءه بنا بحديثه عما اعتبره مشكل النقابات والتي وصفها بالعائق أمام أي تقدم مستغربا تنامي عددها حتى بالوسط الصحي حيث وصل عددها إلى خمس نقابات بالمستشفى لوحده داعيا إياهم للعمل سويا من أجل الوصول للهدف المسطر، ويعتبر مستشفى محمد بوضياف أهم مؤسسة صحية بالولاية على الإطلاق بالنظر لتاريخها وكبر سنها زيادة على تعود المرضى على ارتيادها ناهيك عن تفضيل جل الأخصائيين الوافدين للولاية على العمل بها . كل هاته العوامل جعلت من المؤسسة الأولى بامتياز في شتى المجالات سواء في مستوى الخدمة أو حتى في المشاكل وبالرجوع إلى كل ما سبق يبقى المريض بولاية البيض يبحث عن أبسط الخدمات من سرير نظيف وطبيب أخصائي.