يعاني القطاع الصحي بولاية غليزان نقصا حادا في عدد الأطباء المتخصصين، الأمر الذي دفع بمديرية الصحة إلى الإستعانة بنظام المناوبة بالأطباء المتواجدين لضمان تغطية صحية بالمؤسسات الاستشفائية التي تشهد توافدا كبيرا للمرضى، خاصة بعاصمة الولاية ودائرة وادي رهيو لجأت مديرية الصحة بغليزان إلى اعتماد نظام المناوبة عن طريق الإستعانة بأطباء متخصصين من المؤسسات الاستشفائية القريبة كوادي رهيو ومازونة، لضمان تغطية كاملة بمستشفى محمد بوضياف بعاصمة الولاية، خاصة فيما يتعلق بطب النساء والتوليد وطب الأطفال، وجراحة العظام والطب الداخلي، حيث تعاني الولاية نقصا فادحا في الكثير من الإختصاصات القاعدية الضرورية، مقارنة بعدد سكان الولاية الذي يتجاوز 750 ألف نسمة يقابلها ثلاثة أطباء أخصائيون بالقطاع العمومي، وهو ما يجعل أمر الإستجابة لطلبات المرضى المتوافدين على المؤسسات الإستشفائية صعبا للغاية، كما يشكل ضغطا كبيرا على هذه المؤسسات الصحية التي أضحت مع مرور الوقت تفقد لعنصر الخدمة العمومية، إذ أضحى الكثير من المرضى يتوجهون إلى القطاع الخاص أوالتنقل نحو الولايات القريبة كالشلف ومستغانم. وكانت مديرية الصحة قد وجهت، مؤخرا، مراسلات إلى الوزارة تطلب تدعيمها بأطباء أخصائيين في الإختصاصات القاعدية الأساسية، ضمن حصة الأطباء الأخصائيين المتخرجين مؤخرا والموزعين على الولايات. كما أدى نقص الأخصائيين إلى رهن تشغيل بعض الأجهزة الخاصة ك”السكانير” المقتنى مؤخرا، والتي تحولت إلى مجرد ديكور دون أن تؤدي الوظيفة المطلوبة منها، لغياب متخصصين بالمؤسسات الإستشفائية العمومية الثلاثة التي تتواجد بها هذه الأجهزة، باستثناء مستشفى مازونة التي يعمل به أخصائي واحد في الأشعة. وتعاني المؤسسة الاستشفائية أحمد فرانسيس بوادي رهيو، ضغطا كبيرا جراء التدفق البشري على هذه المؤسسة الاستشفائية الواقعة غرب عاصمة الولاية، حيث تستقبل يوميا ما معدله 500 مريض في مختلف الإستشارات الطبية، باعتبار أن ذات المؤسسة موجهة لتغطية حاجيات 60 ألف نسمة تعداد سكان البلدية. ونفس الأمر ينطبق على المؤسسة الاستشفائية محمد بوضياف بعاصمة الولاية، التي أضحت تستقبل يوميا مئات المرضى والمترددين على مختلف مصالحها، نتيجة لغياب الكثير من هذه الإختصاصات بالمؤسسات الجوارية للصحة العمومية، رغم أن المؤسسة مختصة فقط في العمليات الكبرى، وكذا تلك المتعلقة بالمبيت دون الإستشارات الطبية البسيطة المخصصة للمراكز الصحية الموزعة بالمراكز الحضرية، حيث أحصت مصلحة الاستقبال بالمستشفى الذي يعد المؤسسة الصحية الوحيدة التي توفر معظم الإختصاصات القاعدية أكثر من ثلاثة آلاف زائر شهريا كمعدل عام، استقبلت منها مصلحة الأشعة أكثر من سبعة آلاف حالة على مدار ثلاثي كامل، في حين فاق عدد العمليات الجراحية التي أجرتها ذات المؤسسة 400 عملية جراحية في مختلف أقسام المستشفى.