أقبل فصل البرد ولا تزال العديد من المؤسسات التربوية المنتشرة عبر تراب البلديات ال 38 لولاية غليزان تفتقر إلى أدنى الشروط، من أهمها انعدام التدفئة داخل الأقسام. الوضع الذي انعكس سلبا على تركيز التلاميذ أثناء تلقيهم للدروس وكذا أداء المعلمين. تلك المعاناة التي تظل الهاجس الأول لهذه الشريحة خاصة بالمناطق النائية أو تلك التي تشهد برودة غير عادية في الطقس وهو الحال بمنطقة الونشريس والظهرة، وكعينة لهذا الغبن الذي سخرت له الدولة ملايير الدينارات خلال البرنامج الخماسي الأول والثاني لا تزال مدرسة سي عبد الرحمن العربي الواقعة ببلدية عمي موسى تفتقر لأدنى الشروط المواتية رغم اعتبارها من بين أقدم المنشآت التربوية بالبلدية، حيث يشتكي تلاميذها من البرد القارس في غياب التدفئة داخل الأقسام، ناهيك عن الاهتراء الفادح لساحة المدرسة والتي أصحبت لا تفي برغبات التلاميذ أثناء أوقات الاستراحة في شل تشكل برك من المياه الراكدة المتعفنة كلما تساقطت الأمطار مانعة بذلك التلاميذ من ممارسة الرياضة واللعب، ورغم قساوة الظروف التي لا ترحم والتي أصحبت تهدد صحتهم بشكل مباشر تظل هذه المدرسة المنسية تشرف الولاية بنتائجها الجيدة ومحتلة بذلك المراتب الأولى وكأنها رسالة تحدي للمسؤولين. وغير بعيد من المكان تشهد العديد من المؤسسات التربوية الواقعة بمنطقة الظهرة الأمرين أين تصل درجة البرودة إلى 04 درجات وتذهب التوقعات أن سكون شتاء مازونة هذه السنة أكثر برودة وقساوة وتعتبر مدرسة الشهيد بن قداش الحبيب من بين 26 مدرسة ابتدائية الواقعة ببلدية مازونة تعايش أقصى الظروف المناخية في ظل تنقل التلاميذ لمسافات بعيدة للالتحاق بمقاعد الدراسة أين يخيم البارد القارس على هذه الأقسام المزودة بمدفئات معطلة تشتغل بالمازوت في بعض الأحيان مهددة صحة كل من داخل هذه الأقسام بالأنفلونزا والروماتيزم، ولا تختلف هذه الأوضاع المزرية عما تعيشه العديد من المدارس التربوية الابتدائية بعاصمة الولاية غليزان حيث يشكو القائمون على مدرسة عواد بن جبار من تراكم الأوساخ والنفايات داخل هذه المؤسسة في ظل تماطل مصالح البلدية في نقل هذه الأوساخ المحاصرة لهذه الأقسام معرضة بذلك صحة التلاميذ لشتى الأمراض، ناهيك عن انعدام الإنارة بالعديد من الأقسام وتكسر زجاج النوافذ بالأقسام. ومن جهة أخرى ردت بعض المصادر المسؤولة بمديرية التربية بغليزان أن نجاح برنامج تطبيق سياسة الدولة الرامية إلى ربط هذه المؤسسات التربوية الابتدائية بالغاز الطبيعي المنتشرة عبر تراب الولاية مرهون باستجابة المجالس الشعبية البلدية والانصياع لقرارت وتعليمات الدولة، والمساهمة في عمليات التوصيل لهذه المادة لهذه المؤسسات بعدما نجحت السلطات الولائية في تزويد عدة مناطق حتى النائية بغاز المدينة، ويبقى الغبن والمعاناة عنوانا مسلطا على هؤلاء التلاميذ الذين لا تتحمل أجسادهم النحيفة قساوة البرد، ومعاناة التنقل التي انعكست سلبا على تحصيلهم العلمي.