تعد ولاية تلمسان قرابة 430 قسما مفتوحا عبر المساجد والكتاتيب والزوايا لتحفيظ القرآن الكريم وتلقين المبادئ الأولى لعلوم الدين حسب ما علم من المدير الولائي للشؤون الدينية والأوقاف. وتتوزع هذه الأقسام التعليمية على 399 وحدة متصلة بالمسجد أو الكتاب و30 منفصلة وقائمة بذاتها على شكل مدرسة مثلما هو الحال بالنسبة للمدرسة القرآنية موسى بن نصير (أبو تشفين) وحسن بن علي (أولاد ميمون) ودار الحديث تلمسان)وعين نكروف (عين تالوت) وغيرها. أما بالنسبة للحفظة الذين يترددون بانتظام على هذه الأقسام القرآنية من أطفال و شبان و كهول فيبلغ عددهم 7883 شخص (5642 إناثا و 2241 ذكورا) فضلا عن 476 من الطلبة الداخليين حسب نفس المصدر الذي أرجع هذا الاقبال الكبير على حفظ كتاب الله إلى التقاليد الراسخة في المجتمع وتمسك الأسر بالجهة على هذا النوع من التعليم. ويتوزع هؤلاء الحفظة على طلبة خارجيين وداخليين حيث تتكون الفئة الأولى من تلاميذ المدارس الذين ينكبون على حفظ القرآن بالموازاة مع دراستهم إلى جانب الأشخاص من شتى الأعمار الذين يمارسون نشاطات أخرى كالدراسة أو التجارة أو العمل الوظيفي. في حين تخص الفئة الثانية الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 سنة وقد انقطعوا عن كل الأنشطة الأخرى وتفرغوا لحفظ القرآن الكريم كاملا مع اكتساب المبادئ الأولى من الفقه فضلا عن علوم اللغة العربية من نحو وصرف على أيدي شيوخ مؤهلين . وهؤلاء الطلبة الذين يطلق عليهم اسم "المسافرين" باعتبارهم يستفيدون من النظام الداخلي على مستوى القاعات المهيئة أو ملحقات المساجد يزاولون دراستهم بانتظام ويتم التكفل بهم من خلال التبرعات المالية أو العينية وتدوم هذه الداخلية حوالي 6 سنوات يتمكن منها "المسافر" من حفظ القرآن الكريم مع اكتساب مهارات في التلاوة. ومن أجل التكفل بهذا التعليم وترقيته أوصى أعضاء المجلس الشعبي الولائي في دورته العادية الأخير ب "إنشاء صندوق ولائي تجمع فيه إعانة مالية من جملة التبرعات التي تتم داخل المساجد بشكل دوري وتساهم فيه لجنة التضامن الولائية والجمعيات الخيرية و المحسنون" وكذا "إدماج المتطوعين بالتعليم القرآني ضمن الشبكة الإجتماعية للتقليص من العجز الملحوظ في عدد المعلمين ببعض المناطق". ولتدعيم هياكل تحفيظ القرآن الكريم بالولاية تجري حاليا ببلدية منصورة أشغال انجاز "المدرسة القرآنية النموذجية" التي تتسع ل 500 طالب من بينهم 200 سيستفيدون من النظام الداخلي لتعلم أصول الدين ومختلف العلوم الخاصة بالقرآن وطرق تلاوته وتجويده. وأضاف نفس المسؤول أن هذا المرفق الذي رصد له غلاف مالي قدره 270 مليون دج قد برمج في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011 .