تعتبر حركة الترجمة في المؤسسات الاقتصادية بالجزائر والوطن العربي "ضعيفة جدا" في نظرمديرمخبر تعليمية الترجمة وتعدد الألسن بكلية الآداب واللغات الفنون بجامعة وهران. وأوضح البروفيسور شريفي عبد الواحد على هامش أشغال اليوم الثاني من الملتقى الدولي الحادي عشر حول "استراتيجيات الترجمة في المؤسسات"، أن لجوء البلدان العربية في "غالب الأحيان إلى الاستيراد "انعكس "سلبا على حركة الترجمة في القطاع الاقتصادي". وأضاف أن السلع المستوردة سواء كانت أدوات كهرومنزلية أو مواد أخرى تصل إلى المستهلك الجزائري والعربي بصفة عامة بدليل استعمال مترجم إلى العديد من اللغات منها العربية والفرنسية والانكليزية وهي اللغات الأكثر استخداما في العالم العربي. ويرى نفس المحاضر، أن المؤسسات الاقتصادية تلجأ إلى توظيف خريجين في اللغات ممن يتقنون لغة واحدة إلى جانب العربية من أجل مهام محدودة مثل كتابة أو ترجمة محاضر الاجتماعات وكتابة البيانات وذلك "دون الأخذ بعين الاعتبار دور المترجم الهام" في ترجمة العقود والتشريعات ومختلف الوثائق الاقتصادية. وأبرز المتحدث أهمية الترجمة في الدول المتطورة على غرار اليابان التي تعتبر من بين الأنشط في مجال الترجمة بعد استثمارها في هذا المجال مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية للحاق بركب التطور وقد وصلت حاليا إلى ترجمة ما لا يقل عن 50 مليون صفحة سنويا. وعلى الرغم من هذه الأهمية التي تكتسيها الترجمة في كافة مجالات الاقتصاد، خاصة في نقل التكنولوجيا "إلا أنها لا زالت لم تلق الأهمية اللازمة في الجزائر"يقول البروفيسور. فرغم تخرج ما لا يقل عن 3000 طالب من أقسام الترجمة ال 15 المتواجدة بالجزائر إلا أن "80 بالمائة منهم لا يتحصلون على مناصب شغل في تخصصهم" ويضطرون بالتالي إلى الانتقال إلى قطاعات أخرى. وشدد شريفي عبد الواحد على ضرورة "التكوين الجيد لطلبة الترجمة" في اللغات سواء العربية أو الفرنسية أو الإنكليزية أو الألمانية أو الإسبانية والذي اعتبره "المفتاح" لتكوين "مترجمين ناجحين" مبرزا "ضعف هذا الجانب بالجزائر" ومتأسفا لكون العديد من المترجمين المتخرجين "لا يتقنون اللغات التي يترجمون منها وإليها إتقانا تاما". ومن المتوقع أن تعرف أشغال اليوم الثالث والأخير لهذا الملتقى مناقشة عدة مواضيع على غرار "التكاملية في مقاييس التكوين في أقسام الترجمة وعلاقته بالترجمة في المؤسسات" و "رؤية لغوية في صناعة مصطلح المترجم" و البحث الوثائقي داخل المؤسسة" و"بناء المصطلح والترجمة".