كأن روسيا باتت بالنسبة للغرب بوابةً، لا يستطيعون إلا من خلالها زجّ سورية تحت وطأة الفصل السابع. ظهر ذلك بوضوح من خلال مجموعة من التصريحات الأميركية والعربية، السعودية تحديداً، التي دعت موسكو إلى تغيير وجهتها واتخاذ قرارات مغايرة تجاه الأزمة السورية. مقابل ذلك، تبدو موسكو حتى الآن ثابتة على خياراتها بحيث أنها رفضت الإشاعات الأميركية، التي تحدثت عن مباحثات مع روسيا بشأن رحيل الأسد، كما أنها وحدت مواقفها مع الموقف السوري الذي أعلن على لسان نائب وزير الخارجية، أن دمشق لا تزال ترغب في إنجاح خطة المبعوث الدولي كوفي انان. أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، عقب لقائه رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود أول أمس، رغبة دمشق في إنجاح خطة المبعوث الدولي كوفي انان لحلّ الأزمة في بلاده. وقال المقداد للصحافيين إنه ناقش مع مود "العمل المشترك الذي علينا القيام به بعد عملية انتشار المراقبين الدوليين الذين بلغ عددهم ثلاثمئة مراقب والمكلفين التثبت من تطبيق وقف إطلاق النار الذي أعلن في 12 أبريل". وأضاف المقداد "علينا العمل لإنجاح خطة انان وذلك تطبيقاً للاتفاق الأولي". وتابع نائب وزير الخارجية السوري "سنقوم بكل ما في وسعنا لحماية بعثة المراقبين"، لافتاً إلى أن "حياة كل فرد في هذه البعثة غالية علينا وسنفعل كل ما في وسعنا في سبيل ذلك". هذا ووصف مود اللقاء مع المسؤول السوري بأنه "مهني وجيد". ومن المقرر أن يجري موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي انان محادثات الجمعة مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وأكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن بلاده لا تجري أي مباحثات مع الولاياتالمتحدة بصدد مسألة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وقال بغدانوف أمس، في سياق تعليقه على تصريحات واشنطن التي قالت إنها تبحث مع موسكو خطط رحيل الرئيس السوري، "كلا، لا نقوم بأي مباحثات، هذه المسائل يجب أن يبحثها السوريون وليس أحد غيرهم". وأشار المسؤول الروسي إلى أن بلاده في الوقت الحالي تجري مباحثات مكثفة مع جميع الشركاء الأجانب، بينهم الولاياتالمتحدة، بصدد الوضع في سورية، قائلاً "نحن نبحث مع شركائنا لتفعيل المجتمع الدولي من أجل تنفيذ خطة كوفي انان وعمل المراقبين الأممين في سورية بأكبر قدر من الفعالية للخروج من حلقة العنف في هذا البلد". وأضاف بغدانوف أن موسكو تعرب عن خيبة أمل من قرار ما يسمى ب"الجيش السوري الحر" الرافض لتطبيق خطة انان، قائلاً "إنه محزن، طبعاً وفي غاية السلبية". وأشار نائب وزير الخارجية إلى أن "روسيا تبحث مع المعارضة السورية هذه القضايا وأن خطة انان أساس متفق عليه لتسوية الوضع في سورية". كما أكد بغدانوف أن قضية إعادة تنظيم بعثة المراقبين في سورية لم تطرح، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه حالياً يتمّ البحث في مسألة تقديم مروحيات لبعثة المراقبين، موضحاً أن هذه النقطة كانت قائمة منذ البداية. وأضاف بغدانوف أن المباحثات بين انان والسلطات السورية جارية في هذا الصدد، وأن قسماً من المواصلات تمّ تقديمه للمراقبين. وقال المسؤول الروسي "طبعاً إنهم (المراقبون) مهتمون بالحصول على المروحيات، وكانت هناك خيارات عدة لهذه المسألة: توريد المروحيات من الخارج، أو استخدام مروحيات عسكرية ومدنية محلية يرسم عليها شعار الأممالمتحدة". وأوضح بغدانوف أن وفداً من الخارجية الأمريكية برئاسة فريدريك هوف، المنسق الخاص للشؤون السورية سيصل إلى موسكو خلال الأسبوع الجاري لبحث الأزمة السورية. وقال بغدانوف إن "المباحثات تجري على مستويات أخرى أيضا، نحن التقينا بنواب هيلاري كلينتون، المعنيين بشؤون الشرق الأوسط وسورية".