^ المعارضة السورية ترفض تكليف قيادي في «البعث» بتشكيل الحكومة دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس، إلى اجتماع دولي موسع بشأن الأزمة في سوريا يضم إيران وتركيا بهدف دعم خطة السلام المتعثرة التي توسط فيها المبعوث الدولي كوفي عنان. وقال لافروف في بكين حيث يرافق الرئيس فلاديمير بوتين في قمة أمنية «نعتقد أن من الضروري عقد اجتماع لدول لها تأثير حقيقي على جماعات المعارضة المختلفة.. وعددها ليس بالكبير»، مضيفا «إنها جميع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والدول الكبرى في المنطقة وتركيا. ويجب ألا ننسى إيران والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي. والاتحاد الأوروبي يمكن أن يساهم على ما أعتقد». وقال أيضا «الهدف من مثل هذا الاجتماع الذي يختلف عن اجتماعات أصدقاء سوريا التي تكرس جهودها لدعم المجلس الوطني السوري ومطالبه المتشددة هو اتفاق كل الأطراف الخارجية بأمانة ودون معايير مزدوجة على تحقيق خطة كوفي عنان لأننا جميعا ندعمها». وأبدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ردا فاترا إزاء اقتراح روسيا عقد اجتماع بشأن سوريا تحضره إيران وقالت «من الصعب نوعا ما أن نتصور دعوة بلد يدير هجوم نظام الأسد على شعبه». وقبل ذلك، قالت روسيا إنها مستعدة لقبول ترك الرئيس السوري بشار الأسد السلطة، لكنها لا تجري محادثات مع دول أخرى حول مصير الأسد، في وقت تصاعدت فيه الدعوات العربية والدولية لاستخدام الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. ونقلت وكالة «إيتار تاس» الروسية للأنباء عن جينادي جانيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إنه من غير المرجح أن تنجح في سوريا خطة لانتقال السلطة على غرار ما حدث في اليمن لأن كثيرين من خصوم الأسد غير مستعدين للتفاوض مع حكومته. وأكد جانيلوف من جديد موقف بلاده بأنها مستعدة لبحث خروج الأسد من السلطة إذا كان ذلك نتيجة لحوار سياسي سوري دون تدخل أجنبي. ونقلت «إيتار تاس» عن جانيلوف قوله في جنيف بعد يوم من اجتماعه مع المبعوث العربي الأممي كوفي أنان إن روسيا لم تقل قط بضرورة بقاء الأسد في السلطة أو اشترطت ذلك كنتيجة لهذه العملية السياسية، مؤكدا بأن هذه قضية يجب أن يقررها السوريون بأنفسهم. وفي موسكو أيضا اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش المعارضة السورية بمحاولة إفشال الجهود الدولية الهادفة لحلّ الأزمة في البلاد، وقال إن إعلان مسؤولين في الجيش السوري الحر التخلي عن خطة عنان يستهدف تقويض الجهود الدولية لتعزيز الانتقال من المواجهة إلى عملية للسلام. من ناحية أخرى، عين الرئيس السوري أمس، وزير الزراعة السابق رياض حجاب رئيسا للوزراء وكلفه بتشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي. وسيخلف حجاب، عادل سفر الذي شكل حكومته في أفريل 2011، بعد شهر على بدء حركة الاحتجاج ضد النظام السوري. وفي أول رد فعل من المعارضة، قال الناشط البارز نجاتي طيارة إن الأسد يتجاهل مطالب التغيير من خلال تعيين حجاب، وهو عضو في حزب البعث الحاكم. وأضاف طيارة أنه كان يتوقع أن يلعب الأسد مع المعارضة ويعين شخصا مستقلا نوعا ما، لكنه اختار «بعثيا متشددا»، لافتا بهذا الصدد إلى أن مجلس الوزراء لطالما كان للعرض فقط والآن أصبح أكثر من ذلك لأن الجهاز الأمني مسيطر تماما. وكان الأسد قال في كلمة ألقاها أمام البرلمان الأحد الماضي إن الحكومة الجديدة سوف تأخذ في الاعتبار القوى السياسية الجديدة بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي. وقاطعت معظم شخصيات المعارضة تلك الانتخابات.