[image] استفاقت الجماهير الجزائرية على وقع الخسارة التي تكبدها الخضر في وقادوقو أمام مالي بهدفين لهدف، خسارة قتلت طموح بعض الأنصار الذين وضعوا في ذهنهم أن حليلوزيتش حقا امتلك عصا سحرية، وحول المنتخب المهزوز من كل الجوانب إلى فريق قوي يأتي على الأخضر واليابس ويدحر أي فريق كان، رغم أن الهزيمة كانت قاسية لكنها مفيدة جدا للمنتخب الوطني، ليعرف الجميع وأولهم اللاعبون أن الخضر ما يزال ينقصهم الكثير وأن عليهم العمل لتدارك الأخطاء البدائية أو الساذجة، التي وقعت في اللقاء كما علق عليها المدرب الوطني. مات الملك عاش الملك، هي المقولة التي تنطبق على حالة المدرب الوطني الذي أصبح مورينيو أو تراباتوني بعد لقاءي النيجر ورواندا، ليستفيق الكوتش على انقلاب جماهيري وأصبح بين عشية وضحاها لا يفقه كرة القدم، وأصبح هذا المدرب ضعيفا جدا ولا يحسن التعامل مع اللقاءات، من الداهية تكتيكا من قبل إلى الجاهل كرويا بعد، من القمة إلى الحضيض، هي هكذا الجماهير الجزائرية إذا فزت فعاش الملك وإذا انهزمت مات الملك، كرة القدم ليست هكذا والخسارة قانون موجود بل هي نفسها القانون الأساسي للعبة الأكثر شهرة في العالم، ولو لم توجد الأخطاء لما فاز أي فريق، لا يجب الحكم على المدرب بلقاء واحد سواء بالسلب أو الإيجاب، ويجب ترك المدرب يعمل، خاصة أن الخضر قطفوا ثمار العمل هجوميا ولم يبق سوى تحسين المردود الدفاعي. موجة تشاؤم ضربت الجماهير الكروية، بل وصلت إلى درجة الجزم بضياع التأهل وكأن الأمر يتعلق بلقاء واحد وفقط، لكن ومن أجل تذكير أصحاب الذاكرة الضعيفة، فإن التأهل لكأس العالم 2010 مر بمرحليتين، في أولاها انهزم الخضر أمام المنافس المباشر وهو السنغال على ملعبه، وفي المرحلة الثانية انهزم الخضر أمام المنافس المباشر على ملعبه وهو مصر، فرغم أن اللقاء لعب خارج قواعد الماليين لكن على الورق هو في خارج ملعبنا، فالكلام على ضياع التأهل ما زال بعيدا كون الخضر لم يضيعوا النقاط على ملعبهم، وهو الأمر الذي يرهن حظوظ أي منتخب كان، خاصة أن الأمر يتعلق بمنافسة تنظمها الفيفا والتأهل يحسب بفارق الأهداف وليس اللقاء المباشر، كما هو الأمر بالنسبة للكاف. البنين التي هزمت مالي لم تظهر أي شيء في لقاء روندا، واكتفت بالدفاع أمام منتخب مهزوز أخذ رباعية في تشاكر مع سبق الرحمة والشفقة، هذا ما يعني أن الخضر ما زالوا في الطريق السليم، فالكلام عن التأهل لم يحن وقته والكلام أيضا عن ضياع الحلم لم يحن وقته بعد. ثلاثة أسباب هزمت الخضر يمكن تلخيص أسباب الهزيمة التي مني بها الخضر أمام مالي في ثلاثة أسباب، أولها يكمن في ضعف المحور وهو المشكل العويص الذي ينتظر وحيد، فالحل بثلاثة محورين سيضعف الخضر هجوميا كما كان الأمر سابقا، لكن يجب تجدبد الدماء وتطوير دفاع قوي سواء في المراقبة أو الكرات العالية، لكن ومع هذا فإن الخضر تمكنوا من التغلب على أكبر مشكل دفاعي وهو الدفاع المتحرك، فالمنتخب المالي لم ينجح في أي مرتدة فيجب إعطاء الأمور حقها، السبب الثاني فيعود إلى نقص التجربة الإفريقية للاعبينا، فسوء تسيير الجهد البدني حطم الخضر، فلم يستطيعوا إكمال التسعين دقيقة، أما الخطأ الثالث فهو تكتيكي باعتماد المدرب الوطني على بودبوز الذي لم نراه سوى لحظة تقديم اللاعبين وكان غائبا على طول الخط، إضافة إلى هذا فإن المناخ أثر كثيرا في مردود الخضر، ولا يخفى على الجميع، بأن الخضر وفي عز قوتهم في الثمانينات انهزموا في مالي بثلاثية. عمل كبير ينتظر وحيد لا يمكن بأي حال من الأحوال نكران أو نسيان العمل الكبير الذي قام به الناخب الوطني على مستوى القاطرة الأمامية، التي أصبحت تعمل وتسجل بلعب كرة القدم وليس بالكرات الثابتة، لكن هذا لا يخفي العيوب الواضحة في الدفاع والتي بدت جليا في لقاء مالي، لأنه اللقاء الوحيد الذي تحمل فيه الدفاع الضغط، لكن للأسف الضغط أظهر عيوبا كثيرة وإن هناك لاعبون كثر من أصحاب الوسام الأم درماني حان الوقت أن يتركوا مكانهم أو يعملون من أجل إظهار ما يجعلهم يستحقون التواجد، فبوقرة كان خارج الفورمة وظهر عليه سوء التركيز، حتى مجاني لم يحسن التعامل مع الكرات الثابتة، وبوزبد رغم أنه أغلق جهته اليمنى مقارنة بمصباح، إلا أن عدم التفاهم بدا واضحا. عودة كدامورو من الإصابة وكذلك عودة حليش للميادين في حال تغيير الفريق مع العمل الكبير، الذي يقوم به بلكالام سيغير تشكيلة الخضر دفاعيا وسيرقع عديد الثغرات الموجودة، فورشة وحيد الهجومية أتت بؤكلها فأين ورشة قريشي الدفاعية؟؟ ما زال واقفين لا يجب أن تؤثر هزيمة الخضر على معنويات رفاق مبولحي، الذين ينتظرهم لقاء مهما جدا نهاية الأسبوع، فرغم تواضع غامبيا والنتيجة المسجلة في لقاء الذهاب التي تخدم المنتخب الوطني كثيرا، إلا أن وحيد وأشباله مجبرون على التدارك لضمان التأهل للدور الثاني من تصفيات كأس إفريقيا، الفوز سيعيد للمنتخب هيبته ويرفع معنويات اللاعبين، كما أنه سيسكت بعض الأفواه التي تنتظر أي تعثر للخضر لتسمعنا أسطواناتها المخرومة وكل يبكي على ليلاه، فدعاة الاعتماد على المحلي، المدافعون عن سعدان والباحثون عن عودة ماجر، المنتقدون من أجل الانتقاد، أصحاب المصالح ممن قطعت أيديهم داخل الخضر، كلهم ينتظرون تعثر الافناك على أحر من الجمر لكشف عيوب وحيد، فالمدرب لم يعد اسما يقود العارضة الفنية بل اسما يحقق أمانيهم، وحيد قام بعمل ممتاز ويجب تركه يعمل فلا الجزائر تفوز بالحظ ويتحمل الدفاع أعباء اللقاء طيلة التسعين دقيقة، وإن انهزمت فلم تسقط بالرباعيات والثلاثيات بل حاولت وضيعت وانهزمت، فالمدرب أظهر شجاعة في الأخير ولعب كل الأوراق من أجل التعديل ولم يكتفي بالمشاهدة فقط، إضافة إلى هذا فلم يتحجج بالرطوبة رغم أن تأثيرها بدا واضحا للعيان، ولم يلصق التهمة في الحكم الذي لحد الآن لم نفهم بعض أخطائه، فحظا موفقا للخضر وما زال واقفين.