لقاء مالي أظهر العديد من السلبيات الموجودة في منتخبنا إفريقيا قارة المفاجآت والبنين قادرة على خطف التأهل
حمل اللاعب الدولي السابق ومدرب شباب بلوزداد جمال مناد مسؤولية الهزيمة التي تكبدها المنتخب الوطني أمام نظيره المالي أمس الأول إلى الفرص الكثيرة الضائعة التي أتيحت للمنتخب خلال المرحلة الأولى من المواجهة، معتبرا أن تضييع المهاجم إسلام سليماني للقطة انفراده مع الحارس المالي عقب الهدف الأول، كان منعرج اللقاء ككل، وتسبب في تضييع نقاط اللقاء، مؤكدا أن سليماني عليه تحمل مسؤوليته كاملة، وأكد مناد أن حظوظ الخضر لا تزال قائمة ومتكافئة مع بقية المنافسين، مؤكدا أن التنافس سيكون ثلاثي بين الجزائر، مالي والبنين. جمال مناد أهلا بك، نريد أن نعرف نظرتك حول الهزيمة التي تلقاها المنتخب الوطني أمام نظيره المالي؟ أعتقد أن الهزيمة غير منتظرة، وجد قاسية بالنظر إلى سير اللقاء، حيث كنا السباقين إلى فتح مجال التسجيل عن طريق سليماني، لكننا فشلنا في الحفاظ على تفوقنا، وخرجنا بهزيمة غير منتظرة أمام منافس مباشر على بطاقة المرور للدور الأخير من تصفيات كأس العالم؟ اللقاء لعب في أرض محايدة لكن ذلك لم يشفع لنا في العودة بنقطة على الأقل بماذا تفسر ذلك؟ صحيح، لقد تحدثنا مطولا في الفترة الأخيرة عن إمكانية العودة بنتيجة إيجابية من واغادوغو، خاصة وأن كل الظروف كانت تصب في صالحنا من أجل تحقيق نتيجة إيجابية، إما الفوز أو التعادل، لكن واقع المباراة كان مغايرا، ولم نقدم مستوى يشفع لنا بالفوز أو العودة بنقطة من واغادوغو. ومن برأيك يتحمل مسؤولية الهزيمة؟ أعتقد أن منعرج اللقاء كان لقطة تضييع المهاجم سليماني لانفراده مع حارس مالي، كانت فرصة كبيرة من أجل إضافة هدف ثان في وقت حساس، ولو سجل الهدف كان يمكن الجزائر أن تحقق النقاط الثلاث، وتقضي كليا على طموحات العودة في النتيجة بالنسبة للماليين، لكن الأمور بقت عند هدف وحيد، وهو الأمر الذي منح الفرصة لمالي في العودة في النتيجة، فعندما تتقدم بهدف واحد فقط لا يمكنك إطلاقا القول أنك قد حسمت المواجهة، فالهدف يمكن تداركه في أي لحظة، وهو ما حدث بالفعل، في حين أن تسجيل هدف ثان كان سيقضي على حلم العودة نهائيا بالنسبة لمنافسنا. لكن المنتخب فشل في الحفاظ على تقدمه بهدف لفترة طويلة، أليس هذا مؤشر سلبي على مستوى منتخبنا الحالي؟ صحيح فالمنتخب الكبير يعرف كيف يتعامل مع المباراة ويسير تقدمه وينجح في تعزيز النتيجة بدل تحمل عبء اللقاء وتضييع فوز كان في متناوله، لقد ضيعنا فرصا لا تعد في الشوط الأول، وهذا كلفنا غاليا، كما أن العقلية الجزائرية سواء بالنسبة للاعب المحترف أو المحلي هي عقلية تدعم العودة للخلف حين تسجيل الأهداف، لقد سجلنا مبكرا، كان أمرا جيدا لكنه انعكس سلبا علينا، حيث تراجعنا للخلف فيما تبقى من وقت المباراة، وفتحنا المجال أمام الماليين لفعل ما يريدون، الكرة الحديثة تغيرت، والفرق التي تتقدم تسعى دائما إلى تعزيز تقدمها بأهداف أخرى ولا تترك المجال للمنافس مثلما فعلنا نحن، وكما قلت فإن التقدم بهدف وحيد لا يعني إطلاقا نهاية اللقاء، والماليون ظلوا محافظين على أملهم في العودة. البعض اعتبر أن الخضر تأثروا كثيرا بدرجة الحرارة، وانهاروا بدنيا ما سمح لمالي بالعودة والظفر بالانتصار، لكن اللقاء لعب ليلان والمنتخب الوطني خاض من قبل لقاءات في درجات عالية وفي أوج الظهيرة، فكيف يتحجج بالحرارة في لقاء مالي ؟ ليست الحرارة من أثر في المنتخب الوطني، بل هي الرطوبة العالية هناك الكثيرون يعتقد أن درجة الحرارة المرتفعة تؤدي إلى إرهاق اللاعبين، في حين أن الحقيقة أن الرطوبة هي المتسبب الرئيسي في إرهاق اللاعبين بدنيا، لقد لاحظنا جليا معاناة رفقاء بودبوز أمس من الرطوبة العالية، حيث لم يكن معظمهم قادرا على إنهاء الوقت الأصلي للمباراة، في حين كان الماليون أفضل منا من الناحية البدنية. وكيف تفسر أن المنتخب المالي ينهزم أمام البنين، ثم يتمكن من الفوز على الجزائر في ملعب محايد؟ صحيح أن مالي لم تقدم الكثير أمام البنين، وانهزمت في أولى لقاءاتها، لكن ميزة المنتخبات الكبرى قدرتها على تجاوز البدايات الصعبة، لقد شهدنا العديد من الفرق والمنتخبات تنطلق بتعثر لكنها تعود بقوة، وتتدارك موقفها، وهو ما تمكن الماليون من تحقيقه، أما بخصوص الأرض المحايدة، فإن لاعبي مالي كانوا أكثر عزما من لاعبينا، خاصة وأنهم أرادوا تأكيد أن تعثرهم في البنين لم يكن سوى عثرة بداية، وقد تمكنوا من تحدي جميع الظروف والعودة في سباق المنافسة. بغض النظر عن النتيجة المسجلة، ألا ترى أن أداء الخضر كان سيئا؟ لقاء مالي أظهر العديد من السلبيات الموجودة في منتخبنا، وهي السلبيات التي لم نكن نعلم بها عند مواجهة منتخبات متواضعة كرواندا وغامبيا، خاصة في الشق الدفاعي. هجوميا المنتخب الوطني مقبول، والهجوم جيد حتى الآن، لكن الدفاع كارثي، ومنح الفرصة للمال، من أجل التسجيل. في لقطة الهدفين، من هو اللاعب الذي تحمله المسؤولية؟ هدفا مالي سجلا من ركنية، الجميع يعلم أن قوة مالي تكمن في الكرات الرأسية والثابتة، لكننا لم نأخذ باحتياطاتنا كما يجب، لا يمكن أن أقول لك أن اللاعب الفلاني هو السبب في الهدفين، ولا يمكن مسح السكين في الدفاع فقط، لأن الكرة ثابتة، والدفاع، الهجوم والوسط يشاركون في الدفاع عن المرمى، اللاعب الذي يتحمل الهدف هو اللاعب الذي لم يراقب مسجل الهدف، سواء كان مدافع، لاعب وسط أو مهاجم. الكثيرون كانوا يعتقدون أن عودة القائد مجيد بوڤرة كانت ستعيد الاستقرار إلى الخط الخلفي للمنتخب، لكن ذلك لم يتحقق، هل ترى أن بوقرة مسؤول عن التدهور الدفاعي الذي شاهدناه أمام مالي؟ بوڤرة مدافع جيد، لم يقدم الكثير أمام مالي كغيره من اللاعبين، أظن أن السبب الرئيسي هو عدم خوضه للكثير من اللقاءات في الفترة الأخيرة، وعدم اندماجه مع بقية اللاعبين في الدفاع، ولا ننسى أنه عائد حديثا من الإصابة، وهو الأمر الذي تسبب في تراجع مستواه، ونأمل في أن يستعيد مستواه الطبيعي سريعا. مناد، كيف ترى حظوظ المنتخب الوطني في بقية مشوار تصفيات كأس العالم المقبلة بعد هزيمة مالي؟ لقد خضنا لقاءين، لا أحد كان يتوقع أن البنين ستكون في صدارة المجموعة بعد جولتين، لكن ذلك قد حدث. الآن علينا الاستفادة من أخطاء لقاء مالي من أجل تصحيحها، وبناء تشكيلة قوية، ولدينا الوقت الكافي لتحقيق ذلك ما دام أن اللقاء القادم سيكون شهر مارس المقبل، حظوظنا لا تزال قائمة، ومتساوية تماما مع حظوظ مالي والبنين، والجولات القادمة ستحدد كل شيء، وعلينا تفادي تكرار الأخطاء مجددا. وهل ترى أننا قادرون على المرور للدور الأخير؟ نعم فرصنا متكافئة مع البنين ورواندا، الجميع يتحدث عن مالي، لكن لا يجب أن ننسى أن البنين هي في الصدارة حاليان وبإمكانها تحقيق المفاجأة في المجموعة، الكرة الإفريقية عودتنا على مفاجآتها، ومن كان يتوقع أن تفوز زامبيا بكأس أمم إفريقيا، ومن كان يعتقد أن الطوغو تصل إلى نهائيات كأس العالم، هذه الأمور تحدث فقط في إفريقيا، والبنين قادرة على تصدر مجموعتنا وتكذيب جميع التوقعات.