أعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أمس الثلاثاء تنصيبها لجنة خاصة على المستوى الوطني مكلفة بمتابعة وضعية الحالة الوبائية "لأنفلونزا الخنازير" من خلال مراقبة الموانئ والمطارات، واقتراح الإجراءات التي يجب اتخاذها على المستوى الوطني في مجالات السهر والمراقبة والوقاية و مخطط المكافحة. وأكدت وزارة الصحة في بيان لها توفر الجزائر على كل الوسائل الضرورية لمكافحة أنفلونزا الخنازير حيث تم تنصيب لجنة مخصصة لاقتراح الإجراءات التي يتعين اتخاذها وطنيا لمكافحة هذا الوباء. وحرصت وزارة الصحة على التوضيح أن "كل الإجراءات الضرورية لمكافحة أنفلونزا الخنازير في الجزائر ستتخذ في الوقت المناسب"، مطمئنة بأنه "لا داعي للقلق" بهذا الخصوص. وأكدت الوزارة في بيانها، أنه وباعتبار هذا الوباء الذي ظهر في المكسيك وعدد من مناطق العالم "حالة صحية قد تأخذ بعدا دوليا"، فإنها "تتابع تطورات الوضع مع منظمة الصحة العالم"، مشيرة إلى أنه تم تكليف هذه اللجنة ب "اقتراح الإجراءات التي يتعين اتخاذها على المستوى الوطني في مجالات السهر والمراقبة والوقاية ووضع مخطط لمكافحة المرض". وأوضحت الوزارة أنه و"على الرغم من أن تطور الوضعية الوبائية الحالية قد لا ينذر بحدوث جانحة وبائية فإن اللجنة اتخذت -من باب الحيطة والحذر- عددا من الإجراءات الإستعجالية المتعلقة بالمراقبة الوبائية وبتحضير وتجنيد المخطط الخاص بمكافحة الإصابات التنفسية الحادة" وذلك "إذا ما اقتضته الضرورة وفقا لتطور الوضعية الوبائية على المستوى الدولي". وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت حالة الطوارئ منذ تاريخ ال 24 من الشهر الجاري عقب تسجيل العديد من الضحايا جراء الإصابة بداء أنفلونزا الخنازير وهي الحالات التي تأكدت بكل من المكسيك والولايات المتحدة وكندا وأسبانيا، بينما يشتبه بوجود حالات في دول أخرى مثل نيوزيلندا وإيطاليا وسويسرا. و قد حصد هذا الوباء إلى غاية الآن نحو 150 شخص بالمكسيك مما دفع بالمنظمة إلى الرفع من مستوى الإنذار الوبائي إلى الدرجة الرابعة على سلم يتكون من ست درجات. للإشارة يعد فيروس أنفلونزا الخنازير المتسبب في حدوث التهاب تنفسي حاد جد معدي ينتقل عن طريق الاختلاط المباشر بين الخنازير لكن يمكن الحيلولة دونه باستخدام اللقاحات المناسبة. ويمكن للفيروس المذكور أو ما يعرف ب" إتش 1 إن 1" أن ينتقل الى الجنس البشري في حالة الاختلاط المباشر مع هذه الحيوانات حيث كان ولغاية منتصف مارس الفارط نادرا ما يتسبب في مقتل المصاب. وقد تحول مؤخرا إلى فيروس قاتل يهاجم راشدين شباب يتمتعون بصحة جيدة مع العلم أنه ينتقل بين البشر عن طريق الهواء. وكانت التحاليل الأولية التي تم إجراؤها قد أظهرت تطابقا بين سلالة الفيروسين المكتشفين بالمكسيك والولايات المتحدةالأمريكية ليتبين أنه نوع جديد عبارة عن مزيج من الفيروسات التي تصيب الخنازير والإنسان والطيور، بحيث يعد الخنزير من الحيوانات النادرة التي قد تحتضن فيروسات من هذا القبيل. وبخصوص الإرشادات التي يجب إتباعها تشير المنظمة العالمية للصحة إلى ضرورة إبلاغ الطبيب فورا في حال الاشتباه في أعراض الإصابة بالوباء أخذ عينة من الأنف أو الحلق لتحديد الإصابة بهذا الفيروس من عدمها.