إضافة إلى وضع أطر فعالة لحماية البيانات الرقمية الشخصية للأفراد الجزائر تدعو إلى استخدام شبكة الانترنيت في الأغراض السلمية
دعت أمس وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، هدى إيمان فرعون، إلى ضرورة حصر استخدام شبكة الانترنيت في الأغراض السلمية ووضع أطر فعالة لحماية البيانات الرقمية الشخصية للأفراد و لمستعملي الشبكة الرقمية. وأوضحت الوزيرة خلال أشغال المؤتمر الإفريقي لحكامة الأنترنيت أن استخدام الانترنيت يجب أن "ينحصر في الأغراض السلمية مع ضرورة تدوين هذا المبدأ في وثيقة ملزمة قابلة للتنفيذ ويكون معترفا بها من قبل كل الدول". وألحت فرعون على ضرورة "وضع أطر السياسة العامة لتنفيذ رقابة فعالة حول حماية البيانات الرقمية الشخصية" مشيرة إلى أن "حوكمة الانترنيت على أساس الاعتراف بالملكية المشتركة لقدر كبير من المحتوى يجب أن يضمن حرية الاستعمال للجميع". وفي هذا الصدد، أفادت المسؤولة الأولى عن قطاع الاتصالات في الجزائر أن "الحق في استخدام الانترنيت يجب أن يضمن لكل شخص دون مراقبة واسعة النطاق" أي يجب أن تكون مراقبة "تهدف إلى ضمان الأمن العام ومكافحة الجريمة الالكترونية" و تكون أيضا على أساس "مقاصد واضحة ومعلنة ووفقا لمبادئ مقبولة علميا تتناسب ومبادئ الرقابة القضائية". ودعت شعوب العالم بما فيها تلك التي لم تحظ بعد بالولوج إلى فضاء الانترنيت إلى أهمية المشاركة في "صياغة أطر حوكمة الشبكة عبر أنظمة شفافة وديمقراطية وتشاركية". وأكدت الوزيرة على ضرورة الالتزام بحياد الأنترنيت حفاظا على التنوع ومنع الاحتكارات في المحتوى أو في تقديم الخدمات العامة الأساسية إذ يجب "تمكين كل الدول دون استثناء من الربط بشبكة الانترنيت ولا يحق لأي دولة لديها إمكانية فصل دولة أخرى أن تقوم بذلك من جانب واحد". وأوضحت السيدة فرعون أنه في الوقت الراهن "لا يمكننا أن نوقف التطور التكنولوجي لكن يجب علينا أن نضع أسسا قوية لقوانين دولية تؤطر العالم الافتراضي، كما يجب على الأفارقة المشاركة بصوت واحد في سن قوانين لحوكمة الانترنيت". وأضافت أن حوكمة الأنترنيت يجب أن تقوم على "مبدأ ضمان النفاذ للجميع على الشبكة وهذا المبدأ لا يمكن أن يخدم حقوق الإنسان و العدالة الاجتماعية إلا إذا أدى إلى توزيع السلطة". تشهد الندوة التي تنعقد بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال مشاركة الوزراء الأفارقة المكلفين بتكنولوجيات الاعلام و الاتصال و ممثلين عن الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية و اللاسكية و الاتحاد الافريقي و كذا خبراء في مجال حوكمة الانترنيت. ويعد هذا الموعد الرفيع المستوى "فضاء للنقاش وتبادل الآراء بين مختلف الفاعلين في الفضاء الافريقي الرقمي من أجل بحث فرص التنسيق الخاصة بحوكمة الانترنيت بالبلدان الافريقية". في هذا الشأن تهدف هذه الندوة الى تقريب وجهات نظر البلدان الافريقية و توحيد مواقفها إزاء إشكالية حوكمة الانترنيت حتى تتمكن افريقيا من استعمال الانترنيت بشكل مكيف مع حاجياتها و واقعها. وستتعلق المواضيع الاخرى للمحاضرات التي ستنشطها مجموعة من الخبراء المعروفين دوليا حول "حوكمة الانترنيت و التقاسم العادل لعائدات الانترنيت و حماية مستعملي الشبكة". و من خلال تنظيم هذه الندوة " تؤكد الجزائر الوفية لالتزاماتها الافريقية استعدادها للتحرك بالتعاون الوثيق مع الأعضاء الآخرين بالاتحاد الافريقي من خلال ضمان إعادة بعث ديناميكية اقتصاد رقمي كفيلة بضمان أحسن ربط و تبادلات في مستوى تطلعات الشعوب الافريقية". وعلى هامش الندوة تقرر أيضا تنصيب لجنة الربط الخاصة بخط الألياف البصرية العابر للصحراء يضيف البيان. تجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع الذي أطلق سنة 2003 في إطار الشراكة الجديدة من أجل تنمية افريقيا يهدف الى إنشاء شبكة ذات نطاق عريض في مسار التنمية و التكامل كفيلة بتلبية الاحتياجات المتزايدة من حيث البنى التحتية الخاصة بنقل مضمون موثوق و أكيد و حديث خدمة للشعوب الافريقية.