الجزائر تعدل عن أهداف رفع إنتاجها النفطي إلى 2 مليون برميل أعلن محمد مزيان الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للمحروقات اهتمام المؤسسة الوطنية للمحروقات "سوناطراك" وبصفة رسمية باقتحام السوق النفطية العراقية، باعتبارها ثاني أكبر خزان نفطي على الصعيد العالمي، معترفا بتسجيل سوناطراك محاولتين للحصول على مشاريع في مجال التنقيب بالعراق خلال السنوات المنصرمة. وقال المسؤول الأول عن المؤسسة الوطنية للمحروقات في تصريح خص به القناة الإذاعية الثالثة، إن المجمع قدم عرضين بالشراكة مع مجمعين هنديتين أبديا رغبتهما في استكشاف السوق العراقية التي تحوز على ثاني أكبر احتياطي نفطي على الصعيد العالمي والمقدر بحوالي 112 مليار برميل واحتياطي محتمل يقدر بحوالي 150 مليار برميل. وأكد مزيان أن "سوناطراك مستعدة لمنافسة الشركات النفطية الأمريكية الناشطة على مستوى السوق النفطية العراقية بعد الغزو الأمريكي لها، وأجزم أن الخبرة التي اكتسبتها سوناطراط عبر استثماراتها الدولية الموزعة على مستوى 15 دولة تمكنها من "منافسة" و"تحدي" أكبر الشركات العالمية". في ذات السياق، أشار مزيان إلى أنه سبق لسوناطراك وأن تحصلت على موافقة من السلطات العراقية لدخول السوق النفطية العراقية والاستثمار بها، وبصفة خاصة في مجال التنقيب، حيث تحصلت على أول عقد للعمل في العراق في ماي 2007 بالتعاون مع المجموعة النفطية الهندية "أو.أن. سي. جي" وتنشط المجموعتان على تطوير مشروع نفطي في العراق، قبل الانسحاب منه لأسباب تبقى مجهولة لحد اليوم. وفي حديثه عن نشاطات واستثمارات المجمع على الصعيد الدولي أكد الرئيس المدير العام ل "سوناطراك" أن الاكتشاف الهام والاستثنائي الذي حققته الشركة بليبيا على مستوى القطعة 65 دفع ب "سوناطراك" الى رفع حجم استثماراتها في المنطقة والانطلاق في عملية حفر الآبار، تحضيرا للدخول في المرحلة الثالثة من الاستغلال، مثلما حصل في حقل بالبيرو الذي شرعت الشركة الوطنية في عملية الإنتاج به في حدود 70 ألف برميل يوميا، قصد استرجاع نفقات استثماراتها هناك المقدرة ب 300 مليون دولار والاستعداد للدخول في مرحلة الربح قبل نهاية السنة الجارية. من جهة أخرى أشار مزيان إلى أن دخول عمليات التنقيب الجارية في عدد من البلدان الإفريقية من قبل "سوناطراك" المرحلة الثانية والشروع في الإنتاج من شأنه أن يرفع استثمارات المجمع في القارة السمراء من 600 مليون دولار خلال المخطط الخماسي الجاري كمرحلة أولية إلى 7 أو 10 ملايير دولار مستقبلا وفق أهداف الاستغلال والنتائج المحققة في نشاطات التنقيب. وتطرق مزيان إلى المخطط الاستثماري الدولي للمجمع المزمع استغلاله خلال السنوات المقبلة آفاق 2013 والذي يرجى من خلاله تطوير الاحتياطات ب 600 مليون برميل على مستوى الاسواق الدولية وبلوغ مستوى إنتاج ب 150 ألف برميل من النفط يوميا علاوة على ضمان عائدات بحدود 150 مليون دولار مقابل خدمات فروعها على الصعيد الدولي باستثمارات أولية تقارب ال 1.6 مليار دولار قابلة للارتفاع. هذا وأعلن الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للمحروقات عن مراجعة الجزائر لأهدافها المحددة لرفع إنتاجها من النفط نحو مليوني برميل آفاق 2014، والإبقاء عليها في حدود تتراوح ما بين 1.4 إلى 1.5 مليون برميل يوميا، ولعل قرارا مثل هذا جاء في أعقاب التوجيهات التي أطلقها رئيس الجمهورية القاضية بضرورة ترشيد استغلال الثروات الوطنية للحفاظ عليها للآجيال القادمة على ضوء الجدل الذي أثاره تعديل قانون المحروقات في 2006 وتداعيات ارتفاع أسعار النفط على مستوى الاسواق الدولية الامر الذي وفر للبلاد موارد مالية "ضخمة" تمكنها من تمويل برامج التجهيز العمومية دون الحاجة لبيع نفطها كمورد استراتيجي لشركات أجنبية وبأرخس الاثمان. في الاخير أشار محمد مزيان إلى نقاط تواجد "سوناطراك" على الصعيد الإفريقي في بلدان الساحل الصحراوي للاستكشاف في حقول على الحدود الجزائرية يعتقد أنها مناطق غنية بالنفط ولها امتدادات على الأراضي الجزائرية علاوة على نشاطات استثمارية في ليبيا والنيجر والمالي والتشاد وموريطانيا، الى جانب عمليات تنقيب في جنوب إفريقيا والموزمبيق، وأخرى في عرض البحر في كل من مصر بشراكة مع "ستاتويل" وبتونس في حقلين بالشراكة مع "نوميديا" ذات الرأسمال المشترك.