المتضررون من انفجار بنايتهم يرفضون دخول الشاليهات نفذ أمس المئات من سكان مناخ فرنسا بوادي قريش تهديدهم بإخراج غضبهم إلى الشارع بعدما لم تف-حسبهم- السلطات الولائية المنتدبة بوعد ترحيل العائلات المتضررة من البناية التي تعرضت قبل أيام إلى انفجار بسبب تسرب الغاز، مهددين بإعادة سيناريو ديار الشمس، فأشعلوا النيران في مقر البلدية وأغلقوا الطريق الوطني. لم تهضم العائلات المتضررة من الانفجار الذي حصل قبل أربعة أيام ببنايتها المنهارة المتواجدة بمناخ فرنسا ببلدية وادي قريش بفعل تسرب في الغاز قرار نقلها المؤقت إلى الشاليهات وهي من تملك-تقول- عقودا لملكية شققها- مستنكرة عدم وفاء الوالي المنتدب بوعد ترحيلها لسكنات لائقة في ظرف 24 ساعة بعد وقوع الحادث. فقررت اللجوء إلى أعمال الشغب باستعمال القضبان الحديدية وإحراق العجلات المطاطية ووضع الحجارة والنفايات وسط الطريق الرئيسي الذي أغلقوه أيضا بحواجز الشرطة التي كانت بالمكان. وقد أدت أعمال الشغب هذه إلى خلق ازدحام كبير أعاق مرور السائقين الذين كانوا يضطرون إلى تغيير مسارهم، فالقادمين من شوفالي إلى تافورة يسلكون طريق جنان حسان لتفادي الإضرار بهم، خاصة وأن المتجمهرين أقدموا على كسر كل ما تطاله أيديهم. بعد ذلك كانت البلدية وجهة المحتجين، إذ دخلوها في الساعة الثالثة مساء وأتلفوا بعض معداتها، وبعضهم قطعوا الطريق الرئيسي بمساندة من بعض سكان الكاريار. وقد تدخلت قوات مكافحة الشغب لإيقاف أعمال الشغب التي تضاعفت حدتها ووصلت إلى حد الإضرار بأملاك المواطنين كالعربات التي كانت تركن في المكان وحافلة الطلبة التي مرت أمامهم. ورغم كل النصائح بضرورة الهدوء والصبر إلا أن ثورة الغضب لم تهدأ، وقام المتظاهرون برشق قوات مكافحة الشغب التي لم تستعمل هذه المرة القنابل المسيلة للدموع، واعتقلت أحد الشباب، ما جعل المتجمهرين يطالبون بتركه مهددين بالقيام بحرق البلدية كاملة، ورفضوا إرسال ثلاثة ممثلين عنهم مثلما طلبه منهم رجال الأمن، خشية أن يتم احتجازهم هم أيضا. ولم تهدأ الأمور إلا بعد أن تحدث الوالي المنتدب للباب الوادي الذي حضر إلى المكان قبل ساعتين من انتهاء الشغب، وأبلغ المحتجين أن مصالحه قامت بمراسلة والي الجزائر ليقوم بمعاينة مكان الحادث، ويعطي قرارا نهائيا يشأن مصير العائلات المتضررة التي تقبع منذ يوم من الحادث بأرضية ذات البناية التي انهار منها طابقان. وبعد تفاوض بين الطرفين توقفت أعمال الشغب، لكن المتظاهرين أن ذلك سيكون مؤقتا لأنهم سيكررون الكرة في حال لم يأت الوالي إلى المكان ولم يوضح لهم مصيرهم. يذكر أن وزير التضامن كان قد وعد المنكوبين بترحيلهم، لكن بعد الانتهاء من التحقيقات اللازمة الجارية على سكان البناية والمسجلين في قائمة المتضررين، وهو الإجراء الذي كان الوالي المنتدب قد أوضح ضرورته قبل العملية لتفادي استفادة المستغلين.