دعا إلى ايجاد اقتصاد بديل للمواد النفطية وتعزيز قدرات التكوين أكد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة للقضاء على ظاهرة هجرة الكفاءات ودعا بشدة الى بناء مجتمع المعلومات واقتصاد رقمي قائم على المعرفة من خلال تثمين مشروع الجزائر الالكترونية الذي يهدف الى تعميم تكنولوجيات الإعلام والاتصال وعصرنة الإدارة والمؤسسات، في إطار تشاور يشمل مختلف المتعاملين الاقتصاديين والعموميين والخواص والجامعات ومراكز البحث والجمعيات المهنية التي تنشط في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال. وعقب توجيهاته خلال جلسة التقييم التي جمعته بموسى بن حمادي وزير البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال أول أمس الذي اعتلى الوزارة منذ أربعة أشهر على التقريب، أكد رئيس الجمهورية على تعزيز الموارد البشرية من خلال توفير الوسائل الضرورية لتعزيز قدرات التكوين للمعاهد الخاصة بالقطاع وكذا تأهيل برامجها البيداغوجية بهدف الاستجابة إلى المتطلبات التكنولوجيات الحديثة. كما أمر الرئيس بوتفليقة حكومته بوضع نظام تسيير فعال وعقلاني لشبكة الترددات الهيرتزية ومراقبة إنبعاثاتها تماشيا -يضيف الرئيس- مع حاجيات المواطن في المستقبل، وهو الأمر الذي سعت إليه الدولة من منطلق تخصيص مشاريع كبيرة لتطوير عملية ضبط وصيانة منشآت الألياف البصرية من خلال الاستعمال الجماعي داخل المؤسسات الاقتصادية. في السياق ذاته، اكد رئيس الدولة على أن الوقت الراهن يفرض معركة رقمية تدعم الرأسمال البشري الذي تطرحه التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتحضير البلاد لمواجهة تحديات العولمة. وأشار الرئيس في توجيهاته التي قدمها للحكومة، إلى أنه من غير الممكن تصور إمكانية عصرنة الاقتصاد دون التحكم السريع في النظام الرقمي من طرف مختلف الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين. وأمر وزير القطاع بتبني مقاربة ناجعة وفعالة لتنمية الرأسمال الفكري الذي تكمن قوامه الرئيسية في الاستثمار والبحث والتطوير زيادة الى الابتكار والتربية والتكوين. وفي تدخله أمر بوتفليقة الحكومة بمتابعة أعمال عصرنة شبكة البريد وتكثيفها واتخاذ الإجراءات والوسائل الكفيلة بتحسين ظروف استقبال المواطنين ومعالجة الخدمات التي توفر لهم لاسيما تعميم عملية إدخال الإعلام الآلي في مكاتب البريد وكذا اتخاذ الإجراءات الضرورية لترقية وسائل الدفع الإلكتروني. ويتضح من خلال توجيهات الرئيس لحكومته أن الجزائر مازالت تعاني بعض التأخرفي مجال تكنولوجيات الاعلام والاتصال. ولتحسين الوضع، أكد بوتفليقة بأن البلاد بحاجة الى تنفيذ استراتجية ذات أهداف نوعية وكمية محددة بوضوح وبالفعل يشير الرئيس إلى أنه أصبح من الضروري تحديد وتنفيذ رؤية مستقبلية ومقاربة عملية لجعل مجتمع المعلومات والاقتصاد الرقمي يؤثران في النمو الاقتصادي ويشكلان اقتصادا بديلا للمواد النفطية على غرار ما هو معتمد في البلدان المتطورة. وبالمناسبة، قدم وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي تقريرا عن تطبيق تعليمات رئيس الجمهورية والتي تجسدت في الأعمال التي تم مباشرتها في مجال تطوير النشاطات ذات الصلة بالبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال وتطبيقات التكنولوجيات الفضائية وبناء مجتمع المعلومات، معتبرا أن من بين أولويات قطاعه التعجيل في استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في الإدارة والمؤسسات وعرض الخدمات عبر الانترنيت وتعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في مختلف القطاعات لاسيما التربية والتعليم والتكوين وتعميم الاستفادة منها عبر فضاءات المجموعات.