قال الشيخ الهاشمي سحنوني، وهو أحد مؤسسي الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، إن "ما حدث في مصر قبل أيام هو انقلاب صريح على إرادة الشعب، ولن يولد إلا الشر مهما قال المجلس العسكري".وعبّر الشيخ سحنوني ل"العربية نت"، اليوم الأحد، عن خشيته من أن "تنزلق أكبر دولة عربية إلى مسلسل العنف، كما وقع في الجزائر، وإذا حدث هذا الأمر فستكون كارثة ليس على مصر فقط وإنما على كل الدول العربية".وسجل المتحدث أن ما يقوم به المجلس العسكري في مصر مرفوض، موضحاً أن "وجود اختلاف في الوضع بين الجزائر ومصر حقيقة، ولكن بالنهاية حل مجلس الشعب المصري انقلاب شبيه بما حدث في الجزائر عام 1991، لأنه حتى وإن اختلفت الوسائل والطريقة فالنتيجة واحدة وهي سلب إرادة الشعب". أما القيادي الإسلامي البارز، الشيخ عبدالله جاب الله، رئيس حزب جبهة الحرية والعدالة، فأشار في تصريح ل"العربية نت" إلى وجود "إيعاز من الخارج لإيقاف الإسلاميين". وقال إن "حل مجلس الشعب المصري يؤشر بشكل واضح إلى وجود إرادة قوية لدى المجلس العسكري والنافذين في مصر، وبإيعاز من الخارج، لقطع الطريق أمام الإخوان المسلمين بصفة خاصة، وقطع الطريق أمام الثورة المصرية بصفة عامة".وعبّر الشيخ جاب الله عن حزنه لما يجري في مصر، قائلاً: "إذا نجحوا في قطع الطريق على الإسلاميين فهذا يعتبر انتكاسة في حق ما سُمّي الربيع العربي، وهذا يزرع اليأس ويدفع دعاة التغيير لتبني خيارات راديكالية قد تدخل البلاد في دوامة مشاكل، كما أنه يقوّي حجة دعاة العنف".ويرى أن "السلطة في مصر تفعل نفس الشيء في الجزائر، والانتخابات الأخيرة التي جرت جاءت عكس ما كنا نتوقعه، وفي الحالة المصرية فقد أظهرت الطبقة السياسية تسامحاً وإرادة واضحة للتوافق حول شؤون مصر، لكن قوى التغريب في مصر لا تريد التغيير للأسف" ومن جهته، استبعد زعيم إخوان الجزائر الشيخ أبوجرة سلطاني، في حديث ل"العربية.نت"، أن يلجأ الإخوان إلى العنف بعد الضربة التي تلقوها من قبل المجلس العسكري، وقال إن "الإخوان في مصر على مدى 70 سنة أو أكثر تعرضوا للعنف وهم ضحايا العنف، ولا أعتقد أنهم سيلجأون للعنف، بل المعركة ستكون سياسية". وأضاف أبوجرة أن "الوضع في مصر معقّد ولا يحتمل المزيد من الضغط، لا على الإسلاميين ولا على الشارع"، مشيراً إلى أنه "في حال أفرزت الانتخابات نتائج تتفق مع اختيارات المصريين فيجب أن يكون هناك مجال لبناء رأس هرم السلطة في البلد". وبخصوص إمكانية تكرار سيناريو الجزائر1991 في مصر 2012، أبرز الشيخ أبوجرة مجموعة من الفروقات بين الحالتين قائلاً: "في الجزائر وقتها لم تكن هناك جهة تحرس الثورة كما هو الشأن في مصر، حيث يوجد ميدان التحرير الذي يتحكم في الثوار. وفي الحالة الجزائرية أيضاً لم تكن هناك ثورة الإعلام قد بلغت ذروتها كما نعيشه اليوم، حيث وصل الميكروفون إلى الفلاحين في صعيد مصر لمعرفة آرائهم بكل شفافية. كما أنه بعد 20 سنة على ما حصل في الجزائر فأعتقد أنه قد حصل هناك نضج لدى الشعوب ونضج لدى الرأي العام العالمي، المهتم باستقرار الأوضاع في بلد مثل مصر".