المتحدث السابق باسم الإخوان، كمال الهلباوي ل "الفجر": "لو عقد الإخوان صفقة مع الجيش فتلك كارثة في حق الشعب"
لأول مرة في تاريخ مصر يتوجه المصريون اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الجديد من 13 مرشحا يتنافس فيها قيادات من التيار الإخواني ورموز قيادية من النظام السابق المخلوع. وعاشت مصر يوما هادئا أمس بعدما التزم جميع مرشحي الرئاسة المصرية بفترة الصمت الانتخابي كما نص عليها قانون الانتخابات المصرية بعد أكثر من شهرين عرفت فيها مصر منافسة شرسة في الحملات الانتخابية. الترقب والقلق هما ملامح الشارع المصري، الذي ينتظر الرئيس الجديد للبلاد ويحمل المصريون معهم ملفات كبيرة وأزمات عدة سياسية و اقتصادية واجتماعية خلفها نظام الرئيس السابق حسني مبارك، ولايزال ميدان التحرير شاهدا على التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب المصري في سبيل إسقاط نظام مبارك، ما يجعل من مهمة الرئيس القادم صعبة ومعقدة، كما يجمع على ذلك الخبراء والمراقبون، بينما فضل الدكتور محمد البرادعي مقاطعة الانتخابات بعد أن سبق وأعلن عدم ترشحه للرئاسة احتجاجا على سياسة المجلس العسكري الذي تكفل بمهمة إدارة شؤون البلاد عقب سقوط نظام مبارك. وحسب المعلومات التي تحصلت عليها "الفجر" فإن البرادعي قد سافر إلى جنيف في مهمة مقاطعة الانتخابات الرئاسية للتعبير عن رفضه للتجاوزات التي عرفتها المرحلة الانتقالية دون محاكمات جادة لمرتكبي الأعمال الإجرامية في حق المتظاهرين. ولايزال موقف المؤسسة العسكرية المصرية يقلق السياسيين في مصر الذين يعتبرون أن المجلس العسكري يريد مرشحا من النظام السابق ولا يريد فتح الأبواب أمام مرشح لا يعرفه جيدا، كما يتحدث غالبية المصريين بوصفهم للمرشح عمرو موسى والفريق أحمد شفيق بأنهما "فلول" ويحظيان بدعم من المؤسسة العسكرية، كما أبدى السياسيون وشباب ثورة 25 عدم تفاؤلهم من نجاح الانتخابات الرئاسية في العبور بمصر إلى بر الأمان والابتعاد عن شبح الفوضى الذي لايزال يخيم على المشهد السياسي والأمني في مصر. وقال أحمد ماهر، أحد مؤسسي حركة 6 أفريل "إن انتخابات الرئاسة ما هي إلا بداية لمرحلة ثانية وإن قواعد اللعبة هي التي ستتغير فقط". ويتوقع شباب الثورة أن تقوم ثورة ثانية عقب الانتهاء من إجراء الإنتخابات. ومن المفاجآت السياسية التي طفت في الفترة الاخيرة للحملات الانتخابية هو إعلان العديد من شباب الإخوان المسلمين رفضهم التصويت لمرشح الجماعة محمد مرسي وذلك بعدما اختارته الجماعة مرشحا احتياطيا، وهو ما استهجنه شباب الإخوان واعتبره تخبطا ونوعا من التحايل على الشعب المصري، كما أن من مفارقات الانتخابات الرئاسية المصرية إعلان شباب من الاتحاد الثوري الاشتراكي، صاحب الأجندة الشيوعية، دعمهم للمرشح الإخواني، عبد المنعم أبو الفتوح، الذي يحظى أيضا بدعم التيار السلفي، الممثل في حزب النور وهذه ملامح جديدة لم تعهدها علاقات السلفية التي يعرف عنها رفضها الدائم لجميع سياسات الإخوان. القاهرة : علال محمد
المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين في الغرب، كمال الهلباوي ل "الفجر": "لم أكفر الإخوان ولو عقدوا صفقة مع الجيش فتلك كارثة في حق الشعب"
صحفي الفجر رفقة كمال الهلباوي بالقاهرة ينفي كمال الهلباوي، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين في الغرب والرئيس المؤسس للرابطة الإسلامية، في هذا الحوار الذي أجرته معه "الفجر" بمكتبه في مدينة نصر بالقاهرة، أنه قام بتكفير قياديي جماعة الإخوان المسلمين بعد تقديمه للاستقالة، كما يتحدث عن ملفات الاتحاد العالمي للإخوان المسلمين، مشيرا إلى أنه قدم النصح لقياديي الإخوان في الجزائر من أجل تحقيق الفوز في الانتخابات التشريعية إلا أن "عدم التزام الإخوان في الجزائر وعدم اعتصامهم السليم بكتاب الله تعالي جعلهم يخسرون الانتخابات". أعلنتم استقالتكم من الجماعة ولكن قيادات من الجماعة قالت إنكم مفصولون منذ التسعينات وإن استقالتكم ما هي إلا تحصيل حاصل؟ لم أفصل في حياتي من الجماعة ولكنني في سنة 1997 كنت في مكتب الإرشاد وعضوا في مجلس الشورى العالمي ثم قدمت استقالتي من القيادة فقط وليس من منصب عضويتي في الجماعة واستقلت من منصب المتحدث باسم الإخوان لكي أتفرغ لأعمال البحث والكتابة. لماذا استقلتم مؤخرا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها مصر والجماعة؟ في 31 مارس قدمت استقالتي من عضوية الجماعة ولم أفصل ولم يتم التحقيق معي في حياتي لأنني كنت أخا ملتزما وأحترم عضويتي ولكنني في نفس الوقت لم أكن أسكت عن التجاوزات في حق الحرية في إبداء الرأي. نشرت لكم تصريحات تقول إنكم بعد تقديمكم للاستقالة من عضوية الجماعة اتهمت قيادات الجماعة بالكذب وكفرت حتى بعض قيادتها؟ أنا لست مسؤولا عن كل ما يقال في الإعلام، فأنا لم أقم بتكفير الجماعة ولم أتهمهم بالكذب أو العنف أو التشدد، لكنني انتقدت العديد من الأخطاء التي وقعت فيها الجماعة مؤخرا وأنا اعتبرها أخطاء استراتيجية تؤثر على الدعوة وعلى مستقبل مصر، و أهم تلك الأخطاء هي الاشتراك المتأخر في الثورة والانسحاب المبكر منها ومنها أيضا التردد في موضوع ترشيح رئيس للجمهورية من داخل الجماعة ومنها أيضا التنظيم الضعيف والأخطاء الكثيرة الموجودة في اللوائح. لماذا ترفض دعم مرشح الجماعة محمد مرسي لرئاسة مصر؟ أنا لم أرفض دعم مرشح الجماعة في أي وقت من الأوقات، لكن تردد الجماعة وتخبطها في موضوع اختيار مرشح من داخل الجماعة هذا ما دفعني لاتخاذ موقف من مرشح الجماعة، فالإخوان أعلنوا أثناء الثورة أنهم لن يدعموا مرشحا إسلاميا ثم قاموا بمحاربة أبو الفتوح، ثم عادوا وأعلنوا خيرت الشاطر مرشحا عنهم، ثم عادوا وأعلنوا محمد مرسي مرشحا بعدما تم استبعاد الشاطر من طرف لجنة الانتخابات وهذا يدل على الفهم السيئ والمتأخر للأمور السياسية. إعلان محمد مرسي مرشحا احتياطيا لخيرت الشاطر، ألا يفسر بأن مرسي أضعف من الشاطر وأن الجماعة غير مقتنعة به من البداية رئيسا لمصر؟ الإخوان لديهم كفاءات متعددة، تصلح للرئاسة والبرلمان والحكومة وقد يكون مرسي أصلح في بعض الأمور وقد يكون الشاطر أصلح من مرسي في بعض الأمور. من أعقد الملفات في الساحة السياسية المصرية علاقة الإخوان بالمجلس العسكري، كيف تنظرون إليها ؟ علاقة الإخوان بالمجلس العسكري هي علاقة تفاهم ومن حق أي حزب سياسي أن تكون بينه وبين المؤسسة العسكرية علاقة، لكن بعض الثوار يقولون إن هناك صفقة بين الإخوان والمجلس العسكري، ما سهل من دخول الإخوان للبرلمان ودعم المسار الديمقراطي على حساب المسار الثوري وإن حدث هذا فعلا فتلك كارثة حقيقية على الشعب المصري بأكمله. هل يمكن أن يدعم المجلس العسكري مرشحا إسلاميا؟ المجلس العسكري لن يدعم مرشحا إسلاميا، كما أنه لن يدعم أحدا من الثوار، فالمجلس العسكري يميل إلى مرشح مثل أحمد شفيق ولو لم يكن أحمد شفيق لكان عمرو موسى لأن بينهم انسجام وعشرة طويلة تحت حكم مبارك، لكن الثوار لن يقبلوا هذا الأمر وسيؤدي ذلك إلى إلغاء نتائج الانتخابات وربما إلى ثورة ثانية وسيتم العودة إلى نظام الطوارئ أو إلى حدوث انقلاب عسكري. هناك معلومات تتحدث عن جهود لجماعات إسلامية متشددة تقوم بجمع السلاح للقيام بثورة ضد نجاح رموز النظام السابق؟ ليس عندي معلومات أو أي أخبار أو معلومات عن تسليح وخلافه ومن يسعى إلى ذلك فهو يريد أن يقود البلاد نحو حرب أهلية والفتنة، لأن الثورة قامت سلمية ويجب أن تستمر سلمية حتى تحقق أهدافها فالعنف لا يولد إلا العنف وأنتم في الجزائر لديكم تجربة أليمة في هذا السياق. ما هي حظوظ المرشح الإسلامي في الفوز برئاسة مصر؟ إذا اختارتهم إرادة الشعب المصري ويجب أن يكون الاختيار نزيها. ما تعليقكم على خسارة "التكتل الأخضر" الإخواني في الجزائر في الانتخابات التشريعية ؟ إن خسارة التيار الإسلامي في الجزائر رغم أنه جمع توجهات متعددة يؤكد أنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق جيد، رغم تنوع توجهاتهم وخياراتهم المتعددة والتي يمثلها أبو جرة سلطاني وجاب الله ومناصرة وعلي بلحاج وحتى عباس المدني وأنا أحب التعامل معهم وأعرفهم جيدا منذ التسعينيات، لكن لا يصح أن يتهم بعضهم البعض أو أن يجرح بعضهم البعض، لأنهم إن اختلفوا كان الكسب لغيرهم وأنا شخصيا لا أشكك في نزاهة الانتخابات التشريعية الجزائرية، لكن المرشحين الإسلاميين في الجزائر لم يعتصموا بكتاب القرآن الكريم وذلك سبب خسارتهم في الانتخابات. هل كان لك اتصالات بالإخوان في الجزائر من أجل تقديم النصيحة مثلا؟ أكيد، فقد كانت لي محادثات عن طريق الاتصالات وكنت نقدم لهم النصح. ما تعليقك على قرار الإخوان في الجزائر الانسحاب من الحكومة؟ موضوع مشاركة الحركة الإسلامية في الحكومة كان موضوع حوار طويل في الحركة الإسلامية عندما كنت في مكتب الإرشاد وكان يحضر معنا المرحوم محفوظ نحناح وعندما ترشح نحناح لرئاسة الجمهورية الحركة الإسلامية اختلفت على هذا وفتحنا حوارا لدراسة مدى جواز الترشح من عدمه واليوم نرى أكثر من مرشح إسلامي للرئاسة خصوصا في بلدان الربيع العربي والحركة الإسلامية في الجزائر كانت السباقة في التعامل مع هذا الملف والتعامل أيضا مع الحكومة الجزائرية التي لديها تاريخ طويل في الكفاح والنضال، لذلك أتمنى أن لا يترك الإخوان الحكومة. هناك من التيارات الإسلامية التي خسرت الانتخابات من دعت إلى التغيير في الجزائر بالطريقة التونسية، ما تعليقك ؟ لا يمكن المقارنة بين النظام الجزائري وماكان عليه النظام في تونس، فالجزائر لديها تاريخ ثوري وجهادي ولا يمكن المقارنة ولذلك الثورة المطلوبة في الجزائر ليست ثورة مثل ثورة تونس أو مصر وإنما ثورة التربية والتنشئة ومحاربة الظلم والفساد وذلك بالتفاهم والحوار الاجتماعي الواسع بعيدا عن العنف وبعيدا عن القتال والفوضى والفتوى الشاذة التي عانى منها المجتمع الجزائري. لا يمكن الحديث عن "الربيع العربي" دون ذكر القرضاوي، كيف تقيم أداء القرضاوي ومواقفه وفتاواه ؟ الشيخ العلامة القرضاوي هاجر من مصر إلى قطر وهناك وجد صدرا حنونا، فكان منه الوفاء لهذا الصدر الحنون واستطاع خلال هذه البيئة أن ينتشر وينشر فهم الوسطية وأنا قرأت له كتاب "فقه الجهاد"، وفي الصفحة 173 يقول القرضاوي: "لو بقي جندي واحد في الخليج بعد رحيل صدام حسين سأكون أول من يقاتله" وأنا أرجو من القرضاوي أن يقود حملة بين العلماء يدعو فيها بوضوح الرؤية حول القوات الأجنبية في الخليج ومتى سيغادرون الخليج وقطر، كما أرجو منه أن يدعو إلى وحدة الأمة العربية والإسلامية، لأن الربيع العربي الذي يدعمه لا يكفي لمواجهة التحديات الخارجية وضرورة تحرير البلاد العربية من القوات الأجنية، كما حدث في ليبيا.