توالت الحرب الكلامية الساخنة بين معسكريْ مرشحيْ الرئاسة في الولاياتالمتحدة, حيث ندد فريق الرئيس الأميركي باراك أوباما مجددا بالدور الذي قام به منافسه المرشح الجمهوري ميت رومني من خلال شركته السابقة للاستثمار في المخاطر في فترة عمليات الصرف المكثفة, وذلك بالتزامن مع دعاية تلفزيونية تسخر من رومني. جاء ذلك بعد 12 ساعة من مطالبة رومني لأوباما بالاعتذار عما وصفه بالهجمات "الكاذبة والمضللة والمغرضة".وفي هذا السياق, كرر فريق أوباما -من خلال مقطع مصور على يوتيوب- اتهاماته لشركة "باين كابيتال" التي أسسها رومني عام 1984 والتي حقق منها ثروته، مستهدفا بشكل مباشر المرشح وأمواله الشخصية.ويقول هذا الفيديو -ومدته 30 ثانية- إن مؤسسات ميت رومني انتقلت إلى المكسيك، وإنه كحاكم لولاية ماساتشوستس استخدم عمالا من الباطن في الهند، وكانت لديه الملايين في حساب بسويسرا وجزر برمودا وجزر كايمان وقد صاحب هذا الفيديو تعليق صوتي يسمع فيه رومني وهو ينشد -بصوت شديد النشاز- النشيد الوطني "أميركا ذي بيوتيفول" (أميركا الجميلة) الذي أنشده خلال لقاء انتخابي بفلوريدا في ¨جانفي الماضي في خضم الانتخابات التمهيدية لحزبه.ومن جانبه، اختتم أوباما زيارة مدتها يومان لولاية فرجينيا بلقاءات انتخابية في الضواحي الراقية لمدينة ريتشموند والعاصمة الفدرالية واشنطن.وأمام أنصاره الذين جاؤوا للاستماع إليه, تحفظ أوباما عن الهجوم على رومني بنفس شراسة الدعاية التلفزيونية. وقال "لدى رومني فكرة مختلفة..، لقد استثمر في مؤسسات وصفت بأنها رائدة في نقل النشاط إلى خارج البلاد"، مضيفا "أما أنا فأريد عودة المؤسسات".يشار إلى أنه منذ الخميس الماضي تشهد حملة انتخابات الرئاسة الأميركية المقرر أن تجري في 6 نوفمبر المقبل حالة تجاذب، بسبب تداعيات تحقيق لصحيفة بوسطن غلوب يقول إن رومني كذب بشأن تاريخ تخليه عن "باين كابيتال".ويؤكد رومني أنه ترك الشركة عام 1999، وهو التاريخ الذي تولى فيه الإشراف على تنظيم دورة الألعاب الأولمبية في سولت ليك سيتي, إلا أن مستندات فدرالية رسمية نشرتها الصحيفة الصادرة في ماساتشوستس تكشف أنه استمر ثلاث سنوات إضافية في هذه الشركة التي كان يملكها بنسبة 100% حتى عام 2002، قبل توليه مباشرة منصب حاكم هذه الولاية.وتعتبر هذه الفترة من 1999 إلى 2002 فترة حرجة لأنها شهدت عمليات إلغاء وظائف مكثفة نتيجة إعادة شراء شركات مفلسة من قبل "باين كابيتال".وحسب وكالة الصحافة الفرنسية, فإن نجاح الديمقراطيين في إثبات تورط رومني في عمليات الصرف هذه سيفقده واحدا من أهم شعارات حملته، وهو أن نجاحه في مجال الأعمال يؤهله ليكون رئيسا جيدا على مستوى توفير الوظائف للأميركيين.وفي مقابل ذلك, كرر رومني موقفه السابق، وقال "لم يكن لي أي دور على الإطلاق في إدارة باين كابيتال بعد فيفري 1999", مؤكدا أن "هناك فرقا بين أن تكون مساهما وبين أن تدير شركة. كما حذر رومني فريق أوباما من الاستمرار في نشر معلومات "كاذبة ومضللة ومغرضة" في هذا الصدد.